واشنطن: سنقتل أميركيين يهددوننا في الخارج

بسبب العولقي الأميركي المحرض على الإرهاب في اليمن

TT

قال دينيس بلير، مدير الاستخبارات الوطنية، ومنسق نشاطات وكالات الاستخبارات كلها، إن هذه الاستخبارات سوف تستهدف أي مواطن أميركي يشترك في أعمال إرهابية «تهدد الولايات المتحدة».

وخلال جلسة استجواب في الكونغرس، قال: «لأول مرة أقول هذا علنا لأطمئن الشعب الأميركي بأن وكالات الاستخبارات تنفذ سياسة محددة، وقانونية، وتحرص كثيرا جدا على مراقبة تنفيذ ذلك».

ولاحظت صحيفة «واشنطن بوست» زيادة اهتمام الاستخبارات الأميركية بالمواطنين الأميركيين الذين ربما يشتركون في أعمال إرهابية ضد وطنهم. وقالت: «هذه ملاحظات صريحة جدا، وغير عادية، من المسؤول الأول عن الاستخبارات». وجاءت بعد زيادة نشر أخبار بأن العسكريين والاستخباراتيين الأميركيين صاروا يستهدفون مواطنين أميركيين في الخارج. وأضافت: «بينما تزيد الحكومة الأميركية حملتها ضد الإرهابيين والمشكوك في أنهم إرهابيون في الخارج، صار واضحا أن بعض هؤلاء ربما يكونون مواطنين أميركيين».

وقال مراقبون في واشنطن إن هذا الاهتمام بهؤلاء المواطنين الأميركيين صار واضحا بسبب أنور العولقي، الأميركي اليمني الذي ولد في أميركا، وهو الآن في اليمن يدير حملة إرهابية ضد الولايات المتحدة.

وزاد الاهتمام بالعولقي بعد أخبار عن علاقته بنضال حسن، الأميركي الفلسطيني الذي كان طبيبا عسكريا نفسيا، وقتل، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثلاثة عشر عسكريا في قاعدة «فورت هود» (ولاية تكساس).

في الوقت نفسه، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن جزءا من التعاون الجديد بين الولايات المتحدة واليمن لمواجهة الإرهاب يشمل تعاونا في المجالات الاستخباراتية. هذا بالإضافة إلى تعاون في المجالات العسكرية. وقالت إن ليون بانيتا، مدير الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) يشرف على هذا التعاون.

وكانت أخبار نقلت الشهر الماضي أن طائرات «بريديتو» (من دون طيار) التي تحمل صواريخ «هيل فايار» (نار الجحيم) حاولت قتل العولقي. وعن هذا قالت أمس «واشنطن بوست»: «لم يكن العولقي هو هدف المسؤولين الأميركيين في ضربة 24 ديسمبر (كانون الأول). لكنهم اعتقدوا أنه سيقتل فيها، غير أنهم، في وقت لاحق، قالوا إنه لم يقتل».

وفي استجواب بلير أمام الكونغرس، قال: «لا أريد أن يعتقد الشعب الأميركي أننا لا نهتم بحقوق المواطنين الأميركيين. نحن لا نعتدي على حقوق المواطنين الأميركيين بينما نحاول حماية كل الوطن».

وأضاف: «نعم، في وكالات الاستخبارات التي أشرف عليها، نستهدف الإرهابيين. وإذا وجدنا أن ذلك يشمل مواطنين أميركيين، نحصل على إذن واضح قبل استهدافهم».

وعندما سئل بلير عن كيف تقتل القوات والاستخبارات الأميركية مواطنا أميركيا، أجاب: «من الأشياء التي نحرص على التحقق منها: إذا ما كان هذا المواطن الأميركي يشترك مع مجموعة تحاول أن تهجم علينا، أو إذا ما كان يعتبر خطرا على مواطنين أميركيين».

لليوم الثاني على التوالي، ناقش الكونغرس خطط الاستخبارات الأميركية لمواجهة الإرهاب. وكان الكونغرس استمع في وقت سابق إلى ليون بانيتا، مدير الاستخبارات المركزية (سي آى إيه). وكرر، مثل مسؤولين كبار غيره، القلق من أن «القاعدة» تخطط لمزيد من الهجمات على الولايات المتحدة، وأن الحكومة الأميركية حريصة على التعاون مع حكومة اليمن لمحاربة «القاعدة» وغيرها من التنظيمات الإرهابية. وأول من أمس، قال دينيس بلير إن «القاعدة» هي «الشغل الشاغل» لوكالات الاستخبارات الأميركية، وإن هذا الاهتمام زاد بعد اعتقال النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي حاول، يوم عيد الكريسماس الماضي، تفجير طائرة أميركية كانت في طريقها من أمستردام إلى ديترويت.

وقال بلير إن اعتراف «القاعدة في الجزيرة العربية» بمساعدة عبد المطلب زاد من حرص الحكومة الأميركية على القضاء عليها، خاصة في موقعها في اليمن.

ولاحظ المراقبون أن الرئيس أوباما صار يتراجع تدريجيا أمام هذه الاتهامات، التي تركز على «حماية وطننا من الإرهابيين»، كما جاء على لسان السيناتور ماكين، وأن البيت الأبيض أصدر أوامر لكبار المسؤولين بمواجهة الانتقادات بمزيد من التأكيد على «سلامة الوطن». ولاحظ هؤلاء أن بانيتا، مدير «سي آي إيه» تعمد، في جلسة الاستجواب، إلقاء عبارات مثيرة، مثل: «يقلقني كثيرا ويجعلني مستيقظا في الليل احتمال أن تنظيم القاعدة وحلفاءه يقدرون، بقدرات جيدة جدا، على الهجوم علينا».

وسيطرت مثل هذه التصريحات المثيرة على نشرات أخبار التلفزيون وعلى عناوين الصحف أول من أمس، فكان عنوان «واشنطن بوست»: «مسؤولون يحذرون من هجوم إرهابي قريب»، وكان عنوان «نيويورك تايمز»: «إدارة أوباما ترى هجوما إرهابيا مؤكدا». ويوم الثلاثاء، بدأت نشرة أخبار تلفزيون «سي بي إس» بسؤال: «هل سيهاجمنا تنظيم القاعدة مرات كثيرة خلال هذه السنة؟».

وركزت هذه الأخبار على أن الهجوم المتوقع سيكون من اليمن، خاصة من «القاعدة في جزيرة العرب» التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الفاشل الذي قام به عبد المطلب.