هلمند: هجوم وشيك بمشاركة آلاف الجنود الأفغان وقوات «الناتو» على معقل طالبان

مقتل 32 عنصرا من طالبان وثلاثة جنود أفغان في قندهار

TT

أعلن متحدثون باسم الجيش الأفغاني وقوات حلف شمال الأطلسي أن جنودهم يعتزمون شن هجوم ضد معاقل طالبان في جنوب أفغانستان. وقال الجنرال زاهر عزيمى المتحدث باسم وزارة الدفاع إن هدف العملية الجديدة هو «فصل المدنيين المحليين عن المتمردين وحماية المدنيين وتسهيل عملية الإعمار والحكم الجيد في الأقاليم الجنوبية». وقال إريك تريمبلاى المتحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية بقيادة الناتو: «سوف يتم تنفيذ العملية في وسط إقليم هلمند». وأضاف أن «من ناحية القوة، سوف يشارك نحو ألف جندي أفغاني وألف جندي من رجال الشرطة الأفغان بالإضافة إلى عدة آلاف من قوات (إيساف) في الهجوم على معقل طالبان». وقال المسؤولون إن الهجوم الذي من المقرر أن يبدأ «قريبا» سوف يجبر مسلحي طالبان في المناطق غير الخاضعة للقانون في المنطقة التي يتحكمون فيها حاليا على الخروج. وشهد إقليم هلمند الذي ينتج أكثر من نصف الأفيون في البلاد ويتمركز فيه نحو 10 آلاف جندي من القوات البريطانية قتالا مكثفا بين المتمردين والقوات الدولية العام الماضي. يأتي الإعلان عن الهجوم المقرر في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة الأميركية لإرسال 30 ألف جندي إضافي لأفغانستان هذا الصيف بالإضافة إلى نحو 70 ألف جندي متمركزين هناك بالفعل.

ومن المقرر أن ترسل الدول الأخرى الأعضاء في «الناتو» أكثر من 7000 جندي إضافي هذا العام، ليرتفع بذلك عدد جنود القوات الدولية هناك إلى 140 ألف جندي بحلول الصيف المقبل.

والهجوم المعتزم يعقب المؤتمر الذي عقد بشأن أفغانستان في لندن الأسبوع الماضي، حيث صدقت دول «الناتو» على خطة مصالحة جديدة قدمتها الحكومة الأفغانية. وتنص المبادرة الجديدة على توفير الحماية والوظائف وتقديم حوافز اقتصادية لمقاتلي طالبان مقابل تخليهم عن العنف.

وقال مسؤولو «الناتو» إن المتمردين الذين وسعوا سيطرتهم على مناطق أكبر في البلاد خلال الأعوام الماضية لن يقبلوا بعروض الحكومة الأفغانية حتى تكون لقوات «الناتو» السيطرة على أرض المعركة.

وفي قندهار (أفغانستان) أعلنت الخميس السلطات المحلية مقتل 32 عنصرا من طالبان وثلاثة جنود أفغان أول من أمس في عملية مشتركة شنها الجيش الأفغاني وقوات الحلف الأطلسي في جنوب أفغانستان. وجرت المعارك في ولاية هلمند التي تعتبر معقلا للإسلاميين، حيث أعلنت كابل مؤخرا عن أن القوات الأطلسية والأفغانية تستعد لشن هجوم واسع من دون تحديد موعده. وقال داود أحمدي الناطق باسم الحكومة الإقليمية لوكالة الصحافة الفرنسية: «شنت عملية في منطقة نادي علي مساء (أول من) أمس قتل خلالها 32 من طالبان»، مضيفا أن ثلاثة جنود قتلوا أيضا خلال المعارك. ويستحيل التأكد من مصدر مستقل من حصيلة المعارك التي تدور بانتظام في أفغانستان، التي تصدر عن السلطات المحلية أو العسكرية. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع محمد ظاهر عزيمي اول من أمس للصحافيين أن قوات «الجيش الأفغاني والشرطة والمارينز الأميركية وعناصر من القوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف الأطلسي» ستشن قريبا «بقيادة الأفغان» هجوما واسعا في هلمند. ولم يوضح موعد بدء الهجوم. وينتشر في أفغانستان 113 ألف عسكري أجنبي، ثلثاهم من الأميركيين، وينتظر أن ينضم إليهم هذا العام أربعون ألفا آخرون، بينهم ثلاثون ألف أميركي، كتعزيزات.

وفي واشنطن، وصف الموفد الأميركي إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك أول من أمس المساهمة الفرنسية في الجهود التي يبذلها الحلفاء في أفغانستان بـ«المهمة جدا». وقال خلال لقاء مع الصحافيين إن «الفرنسيين يشاركون بقوة في هذا الجهد. لقد صرفوا 200 مليون دولار وينشرون نحو أربعة آلاف جندي على الأرض. إنها مساهمة مهمة جدا».

وذكر الموفد أيضا بتعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالبقاء في أفغانستان «ما دام الأمر يتطلب ذلك». ويرفض ساركوزي الذي استشير على غرار الدول الأوروبية الأخرى بعد الإعلان عن التعزيزات الأميركية في يناير (كانون الأول) الماضي، إرسال «جنود مقاتلين» جدد ولكنه لم يستبعد نشر مدربين.