وزير خارجية البحرين: حماية المنطقة من مصلحة العالم ولا تشكل تهديدا لأحد

كلينتون: تعاون الدفاع المشترك في الخليج ليس جديدا

المخرجة الإيرانية فيروز خوسرواني أمام الكاميرا قبل المؤتمر الصحافي لتقديم فيلمها الجديد «1001 إيراني» في شمال إسبانيا حول الأوضاع السياسية في إيران (إ.ب.أ)
TT

في وقت تثار فيه تساؤلات حول تطوير أنظمة الدفاع الصاروخية في الخليج، حرصت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها البحريني الشيخ خالد الخليفة على التأكيد على أن هذه الأنظمة دفاعية ولا تشكل تهديدا لأحد في المنطقة، وبشكل أخص إيران. وخلال لقائهما في واشنطن، شدد الوزيران على أن التعاون العسكري بين البلدين وفي الخليج ينصب في إطار حماية المنطقة الحساسة منذ عقود.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تقارير تقوية أنظمة الدفاع الصاروخية في مؤتمر صحافي مع الشيخ خالد، قالت كلينتون: «لدينا تاريخ طويل من تعاون الدفاع المشترك... ذلك يعود لسنوات كثيرة ولا يوجد أمر جديد في هذه القضية». وأضافت: «سنواصل العمل مع البحرين للتأكد من أن لديهم قدرات الدفاع التي يحتاجونها». ولفتت إلى التطورات مع إيران، قائلة: «بالطبع علينا أن نكون مدركين للأجواء المتغيرة في الخليج والتصرفات التي تقوم بها إيران ورفضها الانصياع لمطالب مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضافت: «سنواصل العمل مع حلفائنا وأصدقائنا وسنواصل إرسال رسالة قوية إلى إيران بأن لديهم فرصة للعمل حقا بطريقة تبني الثقة ولا تثير القلق في المنطقة». وكان أمن الخليج من بين القضايا الرئيسية التي بحثها وزير خارجية البحرين مع نظيرته الأميركية أول من أمس. وقال الشيخ خالد: «بحثنا طرقا لتحسين شراكتنا المتطورة، شراكة تخدم مصلحتنا المشتركة للأمن والاستقرار الإقليمي، حيث كل خطوة تتخذ لحماية المنطقة هي إجراء إيجابي مبني على تاريخ من التعاون الدفاعي المشترك منذ عقود عدة لمصلحة المنطقة كلها». وأضاف أن البحرين ليست بحاجة إلى تطمينات أميركية في وقت يزداد فيه التوتر بين واشنطن وطهران، موضحا: «لا نرى أمرا جديدا هنا ولا يقوم أحد بالتخويف ولا يتصرف أحد بطريقة عدوانية لأحد في المنطقة». وتابع: «إنها خطوة دفاعية بحتة لمصلحة كل العالم بسبب أهمية المنطقة للعالم كله». ونبه إلى وجود «تقنيات جديدة» في التعاون العسكري، لكنه أوضح بأنه «لا نأخذ مستوى التسلح إلى درجة أن يهدد أحدا في المنطقة ونتوقع ألا ترى إيران الإجراء بأنه ضدها، إنه إجراء للحماية وليس للهجوم». واعتبر أن هذا «إجراء دفاعي ويجب ألا يطلق سباق تسلح في المنطقة». وعبرت كلينتون عن امتنان الإدارة الأميركية للتعاون مع البحرين، قائلة: «نحن نقدر الضيافة إلى تبديها البحرين لسلاح البحرية ومساهمتها في الأمن والاستقرار الإقليمي». وخصصت كلينتون جزءا من تصريحاتها في مستهل المؤتمر الصحافي للحديث عن البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى «القلق الذي يثيره رفض إيران للتواصل مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي، والذي ما زال يخرق متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن». وكررت كلينتون التزام بلادها بالتشاور مع الحلفاء في الخليج ودول أخرى «لعرض خيار واضح على إيران بين العزلة والالتزام بالتعهدات الدولية»، معتبرة أن «الرد الإيراني لجهودنا غير ملائم ولقد بدأنا التفكير بإجراءات مناسبة إضافية قد تقنع إيران بإعادة النظر في برنامجها النووي والتواصل مع المجتمع الدولي». وأكدت كلينتون أن العرض الذي قدمته الوكالة الدولية لإيران لتخصيب اليورانيوم خارج البلاد «ما زال قائما، وإذا كانت إيران تريد أن تقبله فنحن نتطلع للسماع عن ذلك من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنه المكان المناسب لتقديم الرد الرسمي».

ومن جهته، قال الشيخ خالد إن «مملكة البحرين دائما طالبت بشرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، وبهذا الغرض، نؤمن بأنه يجب حل الوضع الحالي حول الملف النووي الإيراني بطريقة سلمية وبموجب قرارات مجلس الأمن وبالتزام كامل لقوانين وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بطريقة كاملة وشفافة».

وفيما يخص محادثات السلام، قالت كلينتون إن واشنطن تشترك مع المنامة في «هدف تحقيق حل الدولتين ودعم السلام الشامل»، مضيفة: «نحن نقدر اهتمام البحرين بتحقيق وعد مبادرة السلام العربية، وذلك دليل ملموس على الالتزام بمستقبل أفضل لكل شعوب المنطقة». وكررت كلينتون الموقف الأميركي المطالب باستئناف مفاوضات ذات معنى بأقرب وقت ممكن ومن دون شروط مسبقة، مشيرة إلى أهمية القدس الشريف لكل الأطراف المعنية.

واعتبر الشيخ خالد أنه من الضروري «أن نبحث كل خيار متاح ولا نحدد أنفسنا بما يوجد لدينا اليوم، بينما في الوقت نفسه نعمل بالقرب من السلطة الفلسطينية تحت قيادة الرئيس محمود عباس لتحقيق دولة فلسطينية قادرة وذات فعالية». ولفتت كلينتون إلى أن اللقاء مع وزير خارجية البحرين تطرق أيضا إلى القضايا الاقتصادية والعمل على تحفيز الاقتصاد وخلق فرص العمل، معتبرة البحرين «خير مثال» على الابتكار الاقتصادي. وأضافت: «نحن عادة ما نشير إلى هذه الدولة كمركز استثمار وصيرفة رائد، يلعب دورا أساسيا في المنطقة ومستقبل العالم الاقتصادي».