تيموشينكو تهدد بـ«ثورة برتقالية جديدة» في أوكرانيا

وسط ترجيح خسارتها أمام يانوكوفيتش في الانتخابات

TT

فيما تتوقع استطلاعات الرأي خسارة رئيسة الحكومة الأوكرانية يوليا تيموشينكو، الميالة إلى أوروبا، أمام منافسها الرئيسي فيكتور يانوكوفيتش، المقرب إلى موسكو، في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة المقررة بعد غد، وظهور تقارب بينه وبين الرئيس المنتهية ولايته فيكتور يوشينكو، هددت تيموشينكو بدعوة مناصريها إلى الخروج إلى «ميدان الاستقلال»، أي إلى الساحة التي سبق وتجمعت فيها جماهير «الثورة البرتقالية» في ديسمبر (كانون الأول) 2004.

وفي مؤتمر صحافي في كييف، جددت تيموشينكو اتهام «حزب الأقاليم» بزعامة يانوكوفيتش، بأنه يحاول التزوير في الانتخابات من خلال تغيير في اللحظة الأخيرة للوائح الانتخابية التي تم إقرارها في البرلمان أول من أمس، وقالت: «في حالة عدم تمكننا من تأكيد أن التعبير عن إرادة الشعب ونتائج هذه الإرادة جرى بطريقة نزيهة، فسوف ندعو الناس إلى الخروج»، وقالت أيضا: «إذا أراد يانوكوفيتش معركة نزيهة، فنحن مستعدون لمنافسته، لكن إذا كان يسعى للتزوير، فسيكون باستطاعتنا صده بطريقة لم يرها مطلقا.. حتى في 2004». وكانت نتائج استطلاعات الرأي التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية كشفت عن تقدم يانوكوفيتش بنسبة 44.9%، متقدما عن تيموشينكو (31.6%). وقد حذر مجلس الأمن القومي الأوكراني من احتمالات انفجار الموقف، بعد أن أعلنت تيموشينكو عن أن التحالفات الجديدة التي جمعت «حزب الأقاليم» مع حزب يوشينكو «أوكرانيا وطننا - الدفاع الذاتي» و«الحزب الشيوعي» بدأت مسيرتها الناجحة نحو تخريب العملية الانتخابية، مما يهدد عمليا الطريق الديمقراطي لتطور البلاد، على حد تعبيرها. غير أن تيموشينكو سارعت بنفي احتمالات تدخل أي من روسيا والولايات المتحدة، مؤكدة أن سلوك الدولتين كلتيهما يتسم بالدقة والحيادية.

من جانبه، نفى يانوكوفيتش ادعاءات منافسته التي اتهمها بمحاولة إثارة الناخبين، مؤكدا أن أحدا لن يستمع إلى دعوتها بالتجمع في «الميدان»، الذي لن يقصده إلا الذين تراودهم الرغبة الجارفة في الأكل والشرب على حساب الآخرين، على حد تعبيره. وإذ شن يانوكوفيتش هجوما حادا ضد منافسته تيموشينكو، التي اتهما بالكذب وعدم تقدير المسؤولية، قال إنه سيبذل قصارى جهده من أجل الوفاء بوعوده الانتخابية، مشيرا إلى عزمه الاستمرار في منصبه لفترتين متواليتين، حسب النص الدستوري، متسلحا بإرادة الجماهير وتأييدهم.

وكان مجلس الأمن القومي الأوكراني قد أصدر بيانا يحذر فيه من استثارة الجماهير، والزج بالبلاد إلى مستنقع الفوضى. وأعرب دميتري فيدرين، نائب سكرتير مجلس الأمن القومي، عن مخاوفه من تدخل أجنبي، مشيرا إلى ما سبق وشهدته الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي من محاولات من جانب جورجيا التي أوفدت ثلاثة آلاف من مواطنيها تحت ستار المراقبين الدوليين، وقال إن ذلك لم يكن سوى محاولة لتشويه صورة المراقبين الدوليين، مشيرا إلى وجود قوة سياسية تسعى لتنفيذ سيناريو الفوضى والاضطرابات، في إشارة غير مباشرة إلى «جماهير الثورة البرتقالية»، وما يعني ضمنا انحياز رفاق الأمس من أنصار هذه الثورة إلى معسكر يانوكوفيتش.

وقد كشفت استطلاعات الرأي، التي أجريت في روسيا حول توقعات الروس لنتائج انتخابات الأحد المقبل في أوكرانيا، عن تأييد نسبة 52% لفوز يانوكوفيتش على اعتبار أنه الأصلح بالنسبة إلى روسيا. ومن اللافت في هذا الصدد إصرار سيرغي تيغيبكو، رئيس البنك المركزي والمرشح السابق الذي فاز بالمركز الثالث في انتخابات الجولة الأولى، على التمسك بابتعاده عن كل من المرشحين يانوكوفيتش وتيموشينكو، في محاولة من جانبه للاحتفاظ برصيده الجماهيري، وهو الذي سبق وحقق المفاجأة بفوزه بتأييد ما يزيد على 13% من الناخبين. وثمة ما يشير إلى احتمال اضطلاعه بدور محوري في الحياة السياسية لأوكرانيا في الفترة القريبة المقبلة.