بصورة مفاجئة، أعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي أنه سيزور السودان، لإجراء مباحثات مع الرئيس عمر البشير الاثنين المقبل. وإذا ما تمت الزيارة ستكون الأولى من نوعها للرئيس التشادي بعد الهجوم الذي نفذته حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور على العاصمة السودانية في مايو (أيار) من عام 2008، وأسفر عن مقتل المئات من الطرفين، مما دفع البشير إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين السودان وتشاد، بعد أن اتهم ديبي بالتخطيط للهجوم من داخل تشاد.
وتأتي تصريحات ديبي في وقت أعلنت فيه حركة العدل والمساواة أنها لديها «مفاجآت نضالية» ستعلن عنها خلال يومين، وكشفت عن استنفار عسكري لقواتها في كل من إقليمي دارفور وكردفان، فيما تتعثر مفاوضات السلام بين الحكومة ومجموعة من الحركات المسلحة في دارفور في العاصمة الدوحة، من بينها حركة العدل والمساواة. وأعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي، أمام برلمانيين فرانكفونيين مجتمعين في انجمينا، أنه سيلتقي الرئيس عمر البشير في الخرطوم الاثنين المقبل. وقال ديبي أثناء اجتماع مع رؤساء ونواب وأعضاء مجالس شيوخ من نحو عشرين برلمانا فرانكفونيا، في تشاد «سأذهب في الثامن من فبراير (شباط) الحالي إلى الخرطوم للتحادث مع الرئيس البشير». وأشار إلى أنه «رجل حوار وانفتاح والحرب لن تحل أبدا الأمور».
وكان وفد عسكري تشادي برئاسة وزير الدولة بوزارة الدفاع التشادي ومدير المخابرات التشادية بجاني، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في الجيش التشادي، قد زاروا الخرطوم. ودخل الوفد في مباحثات مغلقة مع الجانب السوداني. غير أن القنصل التشادي في الخرطوم حسين جدة قال في تصريحات صحافية إن الوفد التشادي تناول مع كبار الضباط بوزارة الدفاع السودانية عملية ضد الحدود بين البلدين المجاورتين ومنع تسلل المعارضين للبلدين.
وأضاف أن الجانبين تدارسا البروتوكول الأمني بينهما، ومضى أن الوفد عقد مباحثات مماثلة مع مدير المخابرات السوداني. فيما أكد الفريق الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع السوداني، تعليقا على الزيارة، أن العلاقات السودانية التشادية تسير في الاتجاه الصحيح. ونقل عن أحمد حسين، الناطق باسم العدل والمساواة، أن حركته أكملت ترتيبات على المستوى الميداني والعسكري والأسلحة المتخصصة في كل من دارفور وكردفان، في تلويح منه بتصعيد العمل العسكري خلال اليومين القادمين، وقال حسين إن العدل والمساواة «لديها مفاجأة ستعلن عنها خلال اليومين القادمين».