اليمن: مقتل 12 جنديا يمنيا في كمين بصعدة.. وملاحقات في الجنوب لنشطاء الحراك

مصدر في الحزب الحاكم يتهم أحزابا معارضة بإقامة علاقة مع الحوثيين

أطفال يمنيون ينظرون من نافذة إحدى السيارات بصنعاء تحمل صورة للرئيس علي عبد الله صالح (نيويورك تايمز)
TT

علمت «الشرق الأوسط» أن مسلحين مجهولين، نصبوا، أمس، كمينا مسلحا لطاقم عسكري من اللواء 115 وقصفوه، ما أدى إلى مقتل 12 جنديا يمنيا. وقالت المصادر إن الطاقم العسكري كان يرافق شاحنة تسمى في اليمن «ديانا»، وهي من نوع «تويوتا» مخصصة للشحن، وكانت محملة بالمؤن والمرتبات للجنود المرابطين في كتيبة تابعة للواء في منطقة كتاف قرب منطقة البقع الحدودية مع المملكة العربية السعودية، في محافظة صعدة.

وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحين مجهولين يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة أو الحوثيين، قاموا بقصف الطاقم العسكري بقذيفة مدفعية من نوع «B10»، مما أدى إلى احتراقه بالكامل ومقتل كل من كان على متنه. وكان الطاقم العسكري متجها من منطقة الحزم في محافظة الجوف إلى منطقة كتاف في محافظة صعدة المجاورة، وذلك لنقل المؤمن والمرتبات للكتيبة التابعة للواء 115 المرابط في تلك المنطقة، وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع قائد اللواء العسكري الذي قتل منه الجنود، غير أن هاتفه كان مغلقا، في وقت التزمت فيه السلطات اليمنية بالصمت.

وتعد محافظة الجوف من المناطق التي لا تشهد قتالا مع الحوثيين، غير أن لهم وجودا هناك، في بعض المناطق، كما أن تنظيم القاعدة، بحسب المعلومات المحلية، يتخذ منها وغيرها من المناطق المجاورة والنائية ملاذا لدى رجال القبائل.

إلى ذلك بدأت أجهزة الأمن اليمنية، حملة لملاحقة نشطاء الحراك الجنوبي الذين يقومون بكتابة شعارات انفصالية على الجدران في مدينة عدن، وذكرت المصادر أن جهازي الأمن القومي والسياسي (المخابرات)، يقومان بتعقب الشباب المطلوبين الذين يعتقد أنهم يقومون بهذه العملية في وقت متأخر من الليل، ويشهد جنوب اليمن، حركة سياسية وشعبية رافضة استمرار الوحدة اليمنية، تتمثل في مظاهرات شبه يومية، في حين تعتقل السلطات اليمنية مئات النشطاء في الحراك الجنوبي.

على صعيد آخر، اتهم مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، أحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك، بإقامة علاقة مع الحوثيين، وعلق المصدر على ما أعلنته قيادات الإرهاب الحوثية أنها تدرس عقد تحالفات سياسية وثيقة مع حزب الإصلاح وبقية الأحزاب السياسية المعارضة المنضوية في التكتل المشترك، وقال المصدر إن «ما أعلنته العناصر الإرهابية ليس بمستغرب، وهو يكشف حقيقة العلاقة القديمة والوثيقة بين تلك العناصر المتمردة الخارجة على النظام والقانون والأحزاب المشتركة التي تظهر جليا من خلال الإطراء المتبادل، بالإضافة إلى الخطاب الإعلامي والسياسي لأحزاب اللقاء المشترك».

وأضاف المصدر في تصريح لموقع الحزب على شبكة الإنترنت: «إن الخطاب بين المشترك وعناصر الإرهاب الحوثية ظل يتماهى مع خطاب العناصر الإرهابية الحوثية الأمامية الحالمة بإعادة عجلة التاريخ في الوطن إلى الوراء والمتربصة للانقضاض على منجز الثورة والجمهورية».

وأردف قائلا: «يبدو أن الأحزاب المشتركة فضلت الهروب من استحقاقات الحوار الوطني الجاد والمسؤول حول كل ما يهم الوطن ويعزز اقتداره على مجابهة التحديات الراهنة إلى عقد مثل تلك التحالفات المشبوهة مع العناصر الخارجة على الدستور والقانون التي تستهدف الثوابت الوطنية والمصالح العليا للوطن والمواطنين.. بدلا من الجلوس إلى طاولة الحوار والتعامل بمسؤولية وجدية مع القضايا الوطنية».

وفي حين جدد المصدر في الحزب الحاكم، حسب «المؤتمر نت»، دعوته لأحزاب اللقاء المشترك إلى الاستجابة لصوت «العقل والمنطق في التعامل مع القضايا الوطنية من منظور وطني مسؤول يسمو فوق المكائد والدسائس السياسية التي تضر بمصلحة الوطن وثوابته الوطنية»، فقد أكد إن «دافع العناصر الإرهابية الحوثية لإعلان هذا التحالف وفي هذا الوقت بالذات يعود إلى شعورهم بقرب نهايتهم المحتومة وهزيمتهم في المواجهة التي تخوضها مع الدولة».