لافروف محذرا إيران: مجلس الأمن قد يناقش ملفكم النووي

وزير خارجية ألمانيا يتهم طهران باللجوء إلى الحيل.. ومتقي يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن

متقي لدى وصوله إلى مؤتمر ميونيخ للأمن أمس (إ.ب.أ)
TT

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إنه ربما يتعين على أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مناقشة قضية إيران النووية إذا لم تتصرف طهران بشكل بناء في نزاع بشأن أنشطتها النووية. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في العاصمة الألمانية برلين أشار لافروف إلى أن موسكو ربما تكون مستعدة لاتخاذ موقف أشد تجاه إيران. وقال للصحافيين: «في مواقف معينة.. إذا لم نتلق ردا إيجابيا من جانب إيران سيتعين علينا على الأرجح مناقشة هذه القضية في مجلس الأمن الدولي»، مضيفا أنه لا يزال يأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي. وتواجه إيران احتمال فرض جولة رابعة من العقوبات عليها من جانب مجلس الأمن الدولي بشأن أنشطتها لتخصيب اليورانيوم الذي تعتقد الدول الغربية أنه يهدف لتطوير قنبلة نووية. وتنفي إيران ذلك وتقول إن برنامجها مخصص للأغراض السلمية فقط. وفي وقت سابق قال فسترفيلي إن إيران تستخدم أساليب معطلة بدلا من التحرك لحسم النزاع حول برنامجها النووي. وقال لراديو «دويتشلاند فونك»: «طوال العامين الماضيين لجأت إيران مرارا إلى المراوغة والحيل. لقد لعبت لكسب الوقت، وبالطبع نحن في المجتمع الدولي لا نقبل بإيران مسلحة نوويا». والصين وروسيا بشكل تقليدي أكثر ترددا من أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين الآخرين في فرض مزيد من العقوبات على إيران. لكن تعليقات صدرت أخيرا بينها تصريح لافروف أمس تشير إلى أن موسكو ربما لديها استعداد آخذ في الازدياد للموافقة على فرض العقوبات. وقال لافروف إنه يعتزم الاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي على هامش مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية الذي افتتح أعماله أمس. وأضاف أنه يرى فرصة لتضييق هوة الخلافات مع إيران في المحادثات.

وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الثلاثاء إن طهران مستعدة لإرسال ما لديها من يورانيوم مخصب بدرجة منخفضة إلى الخارج لتحويله إلى وقود لتشغيل مفاعل لإنتاج نظائر مشعة للأغراض الطبية وذلك لإظهار أن خططها النووية سلمية بالكامل.

وقالت الصين أول من أمس إن ذلك يشير إلى تحول في موقف إيران وهو ما يعني أن من الأفضل مواصلة المفاوضات بدلا من مناقشة فرض عقوبات أشد ضد إيران.

لكن دبلوماسيين قالوا إن إيران لم تنقل أي تغير في موقفها للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إن إيران تلجأ إلى تكتيكات معطلة بدلا من التحرك لحسم النزاع حول برنامجها النووي. وقال فسترفيلي لراديو «دويتشلاند فونك» إن الحكم على إيران سيكون على أفعالها لا أقوالها وإن العودة الجادة للمفاوضات هي وحدها التي ستحول دون فرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وأضاف فسترفيلي: «طوال العامين الماضيين لجأت إيران مرارا إلى المراوغة والحيل. لقد لعبت بعض الوقت، لكن بالقطع نحن في المجتمع الدولي لا نقبل بإيران مسلحة نوويا». وتابع وزير الخارجية الألماني: «إيران المسلحة نوويا لن تكون خطرا فقط على دول المنطقة، بل إن هذا سيشغل المجتمع الدولي كله ويهدد الاستقرار بتفجر سباق على الأسلحة النووية». إلى ذلك، قال منظمون إن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي سيحضر مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية الذي بدأ أعماله أمس مما يضع البرنامج النووي لإيران في دائرة التركيز، وسوف يناقش ساسة كبار من أنحاء العالم خلال المؤتمر السنوي الذي يستمر ثلاثة أيام الموضوعات الأمنية في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى في سلسلة من الخطابات والمناقشات، كما يجري بعضهم محادثات غير رسمية.

وألقى يانغ جيه تشي وزير الخارجية الصيني الكلمة الافتتاحية مساء أمس. وقالت متحدثة باسم المؤتمر إنه قد تأكد أن متقي سيشارك في المؤتمر، لكنها لم تعط أي تفاصيل عن الوقت الذي ربما يلقي فيه خطابه. ولم يرد ذكر لمتقي في جدول أعمال للمؤتمر صدر في وقت سابق. وسبق أن حضر مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى المؤتمر في الماضي وعقدوا محادثات ثنائية في بعض الأحيان مع مسؤولين أوروبيين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إنه لا يمكنه استبعاد احتمال أن يلتقي متقي بوزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أو مسؤولين كبار غيره ولكن لم يصدر قرار في هذا الشأن.