الدباغ: موقعي كناطق حكومي جعلني كطائر النورس الذي يسبح في فضاء الحرية ويحبس في قفص دجاج

علي الدباغ (أ.ف.ب)
TT

قال علي الدباغ، الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، إن موقفه من قرارات هيئة «المساءلة والعدالة» يكاد يختلف قليلا عن موقفه كسياسي مرشح من قائمة «تجمع كفاءات»، التي ستشارك في الانتخابات المقبلة ضمن ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي.

وأوضح الدباغ في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الموقف من قرارات هيئة «المساءلة والعدالة» يكاد أن يكون مختلفا حوله داخل الحكومة العراقية، «ولا يوجد إجماع حوله، حيث توجد آراء داخل الحكومة تختلف من كتلة إلى أخرى، فضلا عن التزام الصمت من جانب بعض الكتل»، مشددا على أنه «في الوقت ذاته، يجب التأكيد على أنه ليس من حق هيئة (المساءلة والعدالة) أن تحرم المرشحين الذين استوفوا الشروط القانونية والدستورية من المشاركة في الانتخابات المقبلة». وأضاف الدباغ: «لا بد للانتخابات المقبلة أن تكون شاملة وتستوعب الجميع، وألا تكون هناك أي كيدية في العملية السياسية التي يراد بناؤها في العراق الجديد»، لكنه عاد وأكد أنه «في الوقت نفسه، يجب أن تحصن الهيئة التشريعية من أي أناس يكونون موالين للنظام السابق».

يذكر أن الدباغ كان قد أكد لـ«الشرق الأوسط»، في بداية أزمة المبعدين عن الانتخابات، أنه «ليس للحكومة الحق في التدخل في قانون (المساءلة والعدالة) وإجراءاته، لا سيما أن مجلس النواب اتفق وأقر هذا القانون بالإجماع»، وأضاف: «لا أتصور أن التدخلات، سواء من الجانب الأميركي أو الأمم المتحدة، في عمل الهيئة ستجدي نفعا. في المقابل، إننا حريصون على أن يكون عمل الهيئة القضائية التي ستبت في الطعون قانونيا ومحايدا».

وفيما إذا كان موقعه الرسمي كناطق باسم الحكومة يقف حائلا بين موقفه الشخصي من القضايا التي كان ينقل خلالها الموقف الحكومي، أكد الناطق باسم الحكومة وجود «الكثير من المواقف»، واصفا الأمر بقوله: «جعلني موقعي كناطق باسم الحكومة كطائر النورس، الذي يسبح في فضاء الحرية، ويحبس في قفص للدجاج». وأضاف: «على الرغم من ذلك، كنت ملتزما بالتعبير عن الموقف الحكومي بكل أمانة». وأشار إلى أنه «لم يحدث أن عبرت عن موقف يختلف عن قناعاتي الشخصية، التي لم تؤثر هي الأخرى في عملي»، مؤكدا «كنت حريصا على أن أعبر عن موقف الحكومة بكل صدق».

وحول اتهام صباح الساعدي إياه خلال المقابلة التي أجرتها قناة «السومرية» أخيرا بأن موقفه من «اجتثاث البعث» يختلف عن موقفه الشخصي، قال الدباغ: «ليس من حق الساعدي أن يقرر أو ينتقد موقفي، لا سيما أنني وبشهادة الجميع، سواء الأطراف الحكومية أو أبناء الشعب الذين أثنوا على أدائي وما قمت به خلال الفترة السابقة، كنت واضحا، حيث كنت أمثل العراق في الكثير من المواقع والمواقف المشهود لها».