12 قتيلا و40 جريحا في تفجير انتحاري في المستشفى الذي نقل إليه جرحى اعتداء كراتشي

باكستان: مقتل وإصابة العشرات في ذكرى أربعينية الإمام الحسين

باكستانيون من كراتشي يعبرون عن غضبهم الشديد من حرق حافلة بركابها في ذكرى اربعينية الامام الحسين (اب)
TT

قتل 10 أشخاص على الأقل، أمس، في انفجار انتحاري ثان في مدينة كراتشي، جنوب باكستان، استهدف المستشفى الذي نقل إليه جرحى الانفجار الانتحاري الأول، الذي أوقع 12 قتيلا، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الحكومة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المتحدث باسم حكومة إقليم السند، جميل سورو، إن الانفجار وقع في مدخل قسم الطوارئ في مستشفى جناح، حيث كان يعالج جرحى الانفجار الأول. وقال سيمي جمالي، وهو طبيب كبير في مستشفى كراتشي، لقناة تلفزيونية: «تسلمنا 12 جثة و40 جريحا، معظمهم أصيب في الرأس».

وشن متشددون من حركة طالبان عددا من التفجيرات في باكستان قتلت المئات منذ أكتوبر (تشرين الأول). وقال غلام نبي، وهو ضابط كبير في الشرطة، لـ«رويترز»: «تشير تقارير أولية إلى أن دراجة نارية ملغومة انفجرت في حافلة تقل شيعة جاءوا لإحياء أربعينية الإمام الحسين». واستهدف الانفجار، الذي تم بواسطة دراجة نارية مفخخة، حافلة للركاب الشيعة الذين يحيون عطلة بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين، بحسب ما صرح به رئيس شرطة كراتشي وسيم أحمد. وكان آخر هجوم شهدته مدينة كراتسي في يوم عاشوراء، حيث قتل ما يزيد على 40 شخصا. ذكر أن ذكرى أربعينية الإمام الحسين، تصادف مرور 40 يوما على ذكرى عاشوراء.

وأفادت قناة «سما» الباكستانية على موقعها الإلكتروني أن الانفجار الثاني أودى بحياة 8 أشخاص، وأصاب 15 آخرين. ونقلت القناة عن شاهد عيان، 10 أعوام، أن القنبلة كانت موضوعة في جهاز تلفزيون مثبت على دارجة بخارية. وكانت الشرطة الباكستانية قد أعلنت في وقت سابق، أمس، انفجار قنبلة في حافلة تقل مسلمين شيعة في مدينة كراتشي الساحلية، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة 50 آخرين. يذكر أن انفجار قنبلة، زرعت على جانب طريق في كراتشي، أسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل من الشيعة كانوا يحيون ذكرى استشهاد الإمام الحسين، يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ومدينة كراتشي عاصمة إقليم السند، ويبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة. وأوضح غلام نبي للصحافيين: «قتل 10 أشخاص، وجرح أكثر من 20 في الانفجار الثاني، الذي وقع أمام قسم الطوارئ». وعلى صعيد الهجمات الأخرى، التي لا تستهدف الشيعة، شهدت باكستان السبت الماضي مقتل تسعة أشخاص في باكستان، عندما فجّر مراهق انتحاري نفسه عند نقطة تفتيش شمال غربي البلاد، وفق ما أكدته مصادر أمنية. ووقع الهجوم الانتحاري في بلدة خار، كبرى بلدات إقليم باجور، التابع لمناطق القبائل، وأشارت المصادر الأمنية إلى أن بين القتلى ثلاثة من عناصر الشرطة.

ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان الانفجار قد نجم عن قيام مفجر انتحاري بصدم دراجته النارية بالباص، أو أن الدراجة كانت مركونة على جانب الطريق عند انفجارها. وقد اشتد التوتر الطائفي بين الأقلية الشيعة والأغلبية السنة في باكستان بعد هجمات ديسمبر، وتسببت في اندلاع أعمال شغب. وظل التوتر قائما، حيث نشرت قوات شبه عسكرية في المدينة قبل أيام بهدف منع الاصطدامات العنيفة بين جماعات سياسية متنافسة. وفي المقابل، قالت مصادر في جهاز الاستخبارات الباكستاني إن غارة نفذتها طائرة من دون طيار، يعتقد أنها أميركية، قتلت 29 شخصا على الأقل، الثلاثاء، في شمال غرب باكستان. وأضافت المصادر أن الطائرة «قصفت بالصواريخ مركبات ومجمعا في منطقة دتا خيل شمال وزيرستان، المنطقة التي تعد معقلا للمسلحين الإسلاميين المتشددين»، والتي كانت مسرحا للكثير من الغارات المماثلة خلال الأشهر الماضية. وقبل أقل من أسبوع، شنت طائرة من دون طيار، يعتقد أنها أميركية، غارة على منزل في المنطقة، مما أدى إلى مقتل 15 مشتبها في انتمائهم إلى تنظيمات مسلحة. أما بالنسبة إلى الغارة، فقد جرت في قرية محمد خيل، بمنطقة داتا خيل، الواقعة شمالي وزيرستان، ضمن مناطق القبائل المحاذية لأفغانستان.