قتيلان و26 جريحا على الأقل في اعتداء بجنوب أفغانستان

سقطوا بتفجير استهدف مصارعة الكلاب رياضة الأفغان الشتوية

TT

قتل شخصان وجرح 26 آخرون على الأقل، أمس، في اعتداء بقنبلة في جنوب أفغانستان، حيث تجمع حشد لمشاهدة مسابقة عراك كلاب، على ما أعلن مسؤولون محليون. وزرعت القنبلة، التي تم التحكم بها عن بعد، في دراجة نارية بالقرب من جمهور تجمع لمتابعة مسابقة لعراك الكلاب في مدينة لشكرجاه عاصمة ولاية هلمند، حسبما أعلن نائب رئيس الشرطة المحلية كمال الدين خان. وقال المسؤول عن الخدمات الصحية في هلمند، عناية الله غفاري، إن جثتين و26 جريحا نقلوا إلى المستشفى المركزي في المدينة.

وأضاف «هناك مزيد من الجرحى يصلون إلى المستشفى». وتستعد قوات الحلف الأطلسي وآلاف الجنود الأفغان لشن عملية واسعة لم يحدد تاريخها بعد، في هذه الولاية التي تعتبر معقل التمرد الأصولي المستمر منذ ثماني سنوات. ومن المتوقع أن تكون العملية الأكبر منذ اندلاع النزاع، إذ سيشارك آلاف الجنود في المعارك في المنطقة، التي تعتبر المعقل الأخير الذي تسيطر عليه طالبان. وتم نشر 113 ألف جندي أجنبي في أفغانستان في إطار الحرب على طالبان، على أن يضاف إليهم أربعون ألف جندي هذا العام. وشنت قوات مشاة البحرية الأميركية العالم الماضي هجوما في المنطقة، التي تعتبر الأكثر خطورة في أفغانستان، بمساندة من قوات أفغانية ودولية.

وقال نائب قائد شرطة هلمند إن دراجة مفخخة رُكنت قرب جمهور يتابع مصارعة للكلاب وفجرت عن بعد، وتحدث عن عشرين جريحا سقطوا أيضا في الهجوم. وكان أكثر من ثمانين شخصا قتلوا في تفجير مماثل في قندهار قبل نحو عامين، كان بين الأعنف بأفغانستان، واستهدف جمهورا كان يتابع مصارعة للكلاب، وهي رياضة شتوية يقبل عليها الأفغان. وهلمند أحد أهم معاقل طالبان، وتستعد قوات الناتو والجيش الحكومي لعملية فيها وصفت بالأكبر منذ 2001، ويتوقع أن تبدأ عندما يعود الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الأسبوع المقبل من جولة خارجية. وقال مسؤولون بالحلف إن أغلب القوات تتوجه إلى الجنوب للمشاركة في «حملة مشتركة في داري» وهي تستهدف إخراج طالبان من المراكز السكانية، وبينها بلدة مارجا قرب لشكرجاه. ولم تستبعد «نيويورك تايمز» أن يكون الإعلان عن الهجوم قبل أيام عديدة من بدئه، وهو شيء غريب نسبيا على المؤسسة العسكرية، متعمدا غرضه منح المدنيين وقتا كافيا لمغادرة أماكن العمليات وتقليل الخسائر بينهم. وأسفر انفجار، أول من أمس، عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 17 بجروح في قندهار كبرى مدن جنوب أفغانستان، بحسب مصادر طبية وفي الشرطة.

وفي إسطنبول قال أندرس فوج راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس إن أفغانستان ستبدأ في «الوقوف على قدميها» خلال العام الجاري 2010، مما يعطي نبرة تفاؤل للبلاد التي يقاتل فيها الحلف تمردا مسلحا تقوده طالبان منذ عام 2002. وأضاف راسموسن أن عام 2010 «سيمثل تحديا.. لكنه أيضا العام التي يتعين أن نرى فيه مستقبل أفغانستان يتبلور عندما تبدأ في الوقوف على قدميها وتتخذ إجراءاتها الأمنية الخاصة بنفسها حيث لن يجد الإرهابيون أي ملاذ آمن يهددوننا جميعا منه». ومن المقرر أن يقرر حلفاء الناتو زيادة بمقدار نحو 40 ألف جندي خلال العام الحالي لقوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يبلغ قوامها 85 ألف جندي تحت قيادة الأمم المتحدة.

لكنهم قالوا إنه سيتم في إطار استراتيجية الخروج من البلاد البدء في خفض عدد الجنود في يوليو (تموز) عام 2011. وكان الأمين العام للناتو يتحدث في افتتاح اجتماع لوزراء الدفاع بالحلف في إسطنبول مخصص لأفغانستان، ويحضره ممثلون من نحو 15 دولة غير عضو بالناتو لكنها مشاركة في «إيساف». وحضر الاجتماع أيضا الرئيس التركي عبد الله جول ووزيرا الدفاع والداخلية في أفغانستان، بالإضافة إلى ممثلين من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الجلسة.