في ختام حملة الانتخابات الأوكرانية.. حفل موسيقي وصلوات ونقاش تلفزيوني

وسط أجواء متوترة تنذر بمظاهرات في أعقاب اقتراع يبقى مفتوحا على الاحتمالات كلها

TT

ينهي المرشحان للانتخابات الرئاسية الأوكرانية فيكتور يانوكوفيتش، المقرب إلى روسيا، ورئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو، حملتهما الانتخابية أمس في أجواء متوترة تنذر بمظاهرات في أعقاب اقتراع، الأحد، يبقى مفتوحا على الاحتمالات كلها.

ومن المقرر أن يعقد يانوكوفيتش وتيموشنكو مهرجانين انتخابيين متزامنين في وسط كييف، تفصل بينهما بضع مئات من الأمتار فقط، وقد لزم كلاهما الصمت، وامتنعا عن الإدلاء بأي تصريحات طبقا للقانون، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ومهرجان التأييد ليانوكوفيتش، الذي يعتبر الأوفر حظا للفوز بعدما تقدم على تيموشنكو بعشر نقاط في الدورة الأولى، سوف يتضمن حفلا موسيقيا يحييه نجوم من موسيقى البوب الأوكرانية، على أن يشارك بعدها في حوار تلفزيوني.

أما فريق تيموشنكو، فدعا مناصريها إلى المشاركة في «الصلاة من أجل أوكرانيا». ومع اقتراب موعد الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الأحد، تبادل المرشحان الاتهامات بالتحضير لعمليات تزوير، ولوحت تيموشنكو بالنزول إلى الشارع في مظاهرات ضخمة.

وقالت إنه في حال حصول تزوير في الانتخابات «سوف ندعو الناس من دون أدنى شك للنزول إلى الشارع». وأثارت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 2004 انتفاضة شعبية سلمية مؤيدة للغرب عُرفت بـ«الثورة البرتقالية»، وتيموشنكو من أبرز وجوهها، حيث تظاهر مئات آلاف الأوكرانيين احتجاجا على «فوز» يانوكوفيتش، وفي نهاية المطاف أبطلت نتيجة الانتخابات لثبات حصول عمليات تزوير.

وقالت تيموشنكو متوعدة: «إذا إراد يانوكوفيتش التزوير، فنحن قادرون على مواجهته بمقاومة لم ير لها مثيلا، ولا حتى في عام 2004». غير أن يانوكوفيتش رفض هذه الاتهامات، وقلل من شأن تهديدات منافسته، معتبرا أن «الناس العاديين لن يذهبوا» إلى المظاهرات. وقالت النائبة غانا غيرمان المقربة إليه، الجمعة، في بيان أن أوكرانيا، التي تعاني مباشرة بسبب عواقب الأزمة الاقتصادية العالمية «في حاجة إلى خبز، وليس إلى ثورة». وتناولت الصحف الأوكرانية احتمالات حصول مظاهرات كبرى بعد الانتخابات، مرجحة ذلك إذا ما كان الفارق بين المرشحين ضئيلا.

وكتبت صحيفة «ويكلي يوا» أن «أيا من كتلة تيموشنكو وحزب المناطق (برئاسة يانوكوفيتش) لن يعترف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية»، محذرة من أن «المواجهة قد تفضي إلى معركة حقيقية».

وذكرت صحيفة «سيغودنيا»، القريبة إلى يانوكوفيتش استنادا إلى مصدر في كتلة تيموشنكو، أنه «من المحتمل حصول احتجاجات (في معسكر تيموشنكو) حتى إذا كان الفارق يزيد على 5%».

وتابع المصدر أنه «في هذه الحال، لن تهدف إلى إعادة النظر في نتيجة الانتخابات، بل إلى الضغط على حزب المناطق حتى تبقى تيموشنكو رئيسة وزراء».

من جهتها نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية في طبعتها الأوكرانية، مقابلة مع السفير الروسي السابق لدى أوكرانيا فيكتور تشرنوميردين، توقع فيها تقاربا بين موسكو وكييف بعد الانتخابات الرئاسية.

وقال تشرنوميردين في المقابلة «إنني واثق بأن الرئيس الأوكراني الجديد، أيا كان، سوف يتعاون مع روسيا». وتأكيدا على هذا الكلام، التقى يانوكوفيتش قبل الظهر السفير الروسي الجديد ميخائيل زورابوف ووعده بالعمل من أجل إرساء الاستقرار السياسي في أوكرانيا وتحسين العلاقات بين البلدين، على ما أفادت وكالة «إنترفاكس».