أوباما يطالب الديمقراطيين بالاستعداد لـ«معارك» جديدة لتحقيق أجندته السياسية

الرئيس الأميركي يركز على الاقتصاد والتواصل مع الشعب

الرئيس الأميركي باراك أوباما يتحدث في حفل استقبال أقامه الحزب الديمقراطي مساء أول من أمس لجمع التبرعات للحزب في واشنطن (أ ف ب)
TT

«لدينا معارك علينا أن نخوضها» – هذه الرسالة الأبرز التي حملها الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اجتماعاته مع أعضاء ومسؤولين من الحزب الديمقراطي في سلسلة من اللقاءات هذا الأسبوع. فبعد خسارة الديمقراطيين لمقعد سيناتور ماستشوستس الشهر الماضي وتراجع شعبية الحزب، يجد أوباما نفسه بحاجة لاستعادة التواصل مع الحزب الديمقراطي والشعب الأميركي لمنع المزيد من الخسائر الداخلية. ومع اقتراب موعد انطلاق الحملات الانتخابية للانتخابات الفصلية للكونغرس الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يكثف أوباما من خطاباته الحماسية والتركيز على القضايا التي تهم الناخبين وعلى رأسها الاقتصاد.

وفي حفل استقبال أقامه الحزب الديمقراطي مساء أول من أمس لجمع التبرعات للحزب، عاد أوباما إلى المطالبة بـ«التغيير» في طريقة عمل السياسيين الأميركيين، قائلا: «علينا حل المشكلات بدلا من تسجيل النقاط السياسية.. علينا دفع البلد إلى الأمام». وأضاف: «في النهاية، لهذا السبب أنا هنا ولهذا السبب أنتم هنا ولهذا قد اشتركتم بهذه الحملة وساعدتمونا العام الماضي ولهذا أنا بحاجة لمساعدتكم الآن»، موضحا: «التغيير لا يأتي من دون معركة، وأمامنا معارك علينا أن نخوضها». ويركز أوباما في خطاباته ولقاءاته على الجانب الاقتصادي والمشكلات الاقتصادية التي تواجه الولايات المتحدة مع نسبة بطالة وصلت إلى 10 في المائة من العاملين. ومع دراسة الكونغرس الأميركي لميزانية أوباما المقترحة لعام 2011، يسعى الرئيس الأميركي إلى الحصول على دعم الناخبين للميزانية و«وضع بنية جديدة للنمو الاقتصادي البعيد الأمد». وبالإضافة إلى بناء النمو الاقتصادي البعيد الأمد الذي يشمل دعم مصادر الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على النفط، يركز أوباما على التعليم وتحسين مستويات التعليم. ومن الملفت أن خطاباته الأخيرة تركز على خلق فرص العمل وتحسين مستويات التعليم، وأقل من التركيز على إصلاح نظام الرعاية الصحية. وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة «سي بي اس» أن 36 في المائة فقط من الأميركيين راضون عن معالجة أوباما لهذا الملف الذي شغل إدارته في الأشهر الأخيرة من العام الماضي. وكان أوباما قد سعى لتمرير قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية بحلول نهاية العام الماضي إلا أنه لم يستطع الحصول على التأييد الكافي له. ولكنه قال في خطابه أمام الديمقراطيين أول من أمس: «أعلم أن ذلك سيكون صعبا.. سنواصل القتال لإصلاح النظام الصحي في البلاد».

وكان أوباما قد التقى بالجمهوريين في الكونغرس يوم الجمعة الماضي من أجل التوصل إلى نقاط توافق على النقاط الجوهرية في أجندته السياسية، إلا أنه أقر أول من أمس، أن «الخلافات ستبقى قائمة». وبالإضافة إلى لقاء قيادات الكونغرس، عقد أوباما لقاءين مع ناخبين أميركيين هذا الأسبوع؛ الأول في جامعة في فلوريدا والثاني في مدرسة في نيو هامبشاير. وتعتبر هذه اللقاءات الحميمة في إطار غير رسمي من عناصر نجاح أوباما أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة، ومن المرتقب أن يزيد من اعتماده عليهم مجددا للتواصل مع الشعب الأميركي مباشرة وكسب تأييده لبرامجه. ويذكر أن استطلاعا للرأي أظهر أول من أمس أن 43 في المائة من الأميركيين ينون التصويت لمصلحة الحزب الجمهوري في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بينما 40 في المائة فقط عبروا عن تأييدهم للديمقراطيين في الكونغرس. وكان هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد «رصد السياسات العامة» مؤشرا آخر إلى العمل الشاق أمام الديمقراطيين للإبقاء على الأغلبية التي يتمتعون بها في الكونغرس.

ويسعى أوباما إلى استعادة الروح التي جمعت مؤيديه خلال الحملة الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض. وحاول الرفع من معنويات مؤيديه، مذكرهم بالأصوات التي كانت تقول إنه من المستحيل أن يحصل أوباما على أصوات كافية ليصبح رئيسا للولايات المتحدة، وإنها الأصوات نفسها التي تقول إنه لن ينجح بتمرير أجندته السياسية. وقال: «لقد سمعتم كل ذلك ولم تستمعوا إلى تلك الأصوات حينها، أصواتهم أثبتت أنهم على خطأ وأثبتم أنه لا شيء يستطيع مواجهة قوة الملايين من الأصوات التي تنادي بالتغيير، وهذا ما فعلتموه وهذا ما أطلبه منكم أن تفعلوه مجددا». ولفت إلى أن «الوضع سيكون أصعب من السابق لأن السلطة أصعب من الحملة الانتخابية للوصول إلى السلطة».