قال مسؤولون إندونيسيون، أمس، إن تمثال الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي تسبب في ردود فعل غاضبة من الإندونيسيين بعد وضعه في مكان مميز في حديقة جاكرتا، سيتم نقله إلى المدرسة الابتدائية التي ارتادها خلال إقامته في العاصمة الإندونيسية. يأتي قرار الحكومة الإندونيسية نقل التمثال البالغ طوله 43 بوصة (110 سنتيمترا)، الذي يصور صورة أوباما وهو ابن عشر سنوات يمسك فراشة، في وقت استعداد الرئيس أوباما لزيارة إندونيسيا، التي عاش فيها عدة أعوام، وهو طفل، في مارس (آذار) المقبل. وعلى الرغم من الشعبية الواسعة التي يحظى بها الرئيس أوباما بين الإندونيسيين، فإن التمثال أثار انتقادات واسعة بعد وضعه في حديقة في ديسمبر (كانون الأول)، حيث قال المحتجون إن أوباما ليس رمزا وطنيا اندونيسيا أو بطلا قوميا كي يتم تكريمه بهذه الطريقة. وكان أكثر من 56.000 إندونيسي قد انضموا إلى مجموعة إندونيسية على «الفيس بوك» تحت عنوان «أسقطوا تمثال باراك أوباما من حديقة تامان منتنغ». ونقل موقع «ديتك» الإخباري على الإنترنت قول فوزي بوو محافظ جاكرتا: «إنه يتفق مع اقتراحات الأفراد الراغبين في نقل التمثال من مكان عام كهذا».
فيما أكد نور رحمان، المتحدث باسم حكومة المدينة أن المسؤولين أمروا بإعادة نقل التمثال، وعبر عن أمله في أن يوضع في المدرسة قبل وصول أوباما.
وقال: «أعتقد أن هذا هو المكان المناسب لهذا التمثال». وقد امتدح هيرو نوغروهو مؤسس الحملة على «فيس بوك» نقل التمثال من الحديقة، وقال: «قرار جيد، لكنه جاء متأخرا قليلا، لكني أحييهم على ذلك».
وقال نوغروهو إنه لا يكره أوباما أو الولايات المتحدة، لكنه يعتقد أن التماثيل في إندونيسيا يجب أن تكون للأشخاص الذين قدموا إسهامات بارزة للبلاد. وقال: «أوباما رجل جيد وحالم رائع، لكنه لم يقدم إسهامات لإندونيسيا».
فيما قال رون مولرز رئيس مؤسسة أصدقاء أوباما غير الربحية، المقيم في إندونيسيا، والذي اقترح فكرة التمثال وجمع الأموال الخاصة به، إن الموقع أكثر شخصية بالنسبة لأوباما وأقرب إلى أطفال إندونيسيا الذين صنع من أجلهم. وقال: «إذا رغبت الحكومة في نقله فذلك أمر جيد، وهو أمر يعود إليهم، وليس لدينا حق الاعتراض على ذلك. وأعتقد أن عددا قليلا من الأفراد سيشاهدون التمثال، لكني أعتقد أن ذلك لا بأس به». أوباما، الذي تزوجت والدته من إندونيسي، دخل المدرسة الابتدائية في العاصمة في الفترة من 1967 إلى 1971، ويعشقه غالبية الإندونيسيين، الذين يشكلون أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان في العالم، والذين يعتقد كثير منهم أن أوباما سيعمل على تحسين العلاقات بين الغرب والإسلام، إلا أن توقعاتهم تواجهها كثير من العقبات.