كربلاء: مقتل 41 وإصابة 144 في انفجارات استهدفت زوارا شيعة

المحافظ لـ«الشرق الأوسط»: الخطة الأمنية نجحت.. وسنباشر بمداهمات واعتقالات

عراقيون يعاينون حطام سيارة في موقع انفجار سيارة مفخخة في كربلاء أمس (رويترز)
TT

قتل ما لا يقل عن 41 شخصا وأصيب 144 آخرون في تفجيرات استهدفت الزوار الشيعة الذين وفدوا إلى مدينة كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين أمس. وتضاربت الروايات حول طبيعة التفجيرات، ففيما أكدت مصادر محلية أن تفجيرا واحدا وقع جراء سقوط قذيفة هاون، أكدت مصادر أخرى انفجار سيارتين ملغومتين، بينما تحدث شهود عيان عن انفجار سيارة مفخخة وسقوط عدد من قذائف الهاون.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين في الأجهزة الطبية أن «الحصيلة ارتفعت إلى 41 قتيلا و144 جريحا». وكان مسؤول في دائرة الصحة أعلن في وقت سابق مقتل 31 وإصابة 150 بجروح.

وقال محافظ كربلاء آمال الدين الهر إن «قذيفة سقطت في قنطرة السلام على بعد ثلاثة كيلومترات عند المدخل الشرقي لكربلاء» أسفرت عن هذا العدد من القتلى، واتهم تنظيم القاعدة وأنصار حزب البعث المنحل بتنفيذ الهجوم.

لكن مصادر في وزارة الداخلية في بغداد أكدت أن الحصيلة ناجمة عن انفجار سيارتين في المنطقة القريبة من سد الهندية، قرب كربلاء (110 كلم جنوب بغداد). ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية وشهود عيان أن 26 شخصا قتلوا وجرح 70 آخرون في انفجار سيارة مفخخة قرب منطقة قنطرة السلام شرقي كربلاء، فيما قتل 16 شخصا وجرح أكثر من 30 آخرين جراء سقوط ثلاث قذائف صاروخية استهدفت جموع الزائرين في منطقة باب طويريج في مدينة كربلاء.

إلى ذلك، قال محافظ كربلاء لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة أربعين الحسين هذا العام فاقت كل التوقعات حيث وصل عدد الزوار إلى أكثر من 10 ملايين دخلوا على مدى 15 يوما وجاءوا من جميع مناطق العراق إضافة إلى توافد زوار عرب وأجانب»، مضيفا أن «نجاح الزيارة الذي تحقق بفضل الأجهزة الأمنية وتعاون الزوار لم يخل من التفجيرات الإجرامية».

وأكد الهر: «نحتاج إلى إمكانيات أكثر في المناسبات الدينية القادمة بسبب التحديات الكبيرة التي نواجهها»، واتهم «الجهات التكفيرية وحاضنتهم البعثيين الصداميين» بالوقوف وراء التفجيرات. وأكد أنه «سيتم الكشف خلال اليومين القادمين عن ارتباط للعبثيين بدول مجاورة وأنهم كانوا يتلقون التوجيهات من خلال سفرهم لهذه الدول وجلب أموال معهم للتخطيط لعمليات إرهابية في كربلاء»، وأضاف: «بعد انتهاء الزيارة سنباشر بعمليات مداهمات واعتقالات لجميع الذين ساهموا في التخطيط للعمليات الإرهابية في المدينة». والهجوم الذي يوافق اليوم الأخير من الاحتفال بأربعينية الإمام الحسين هو ثالث هجوم كبير من نوعه هذا الأسبوع يستهدف الزوار الشيعة وسط حالة من الغضب السياسي بشأن منع مرشحين - من بينهم عدد كبير من السنة - من خوض الانتخابات العامة في البلاد التي ستجرى في السابع من مارس (آذار) المقبل.

وانخفضت وتيرة أعمال العنف في العراق انخفاضا شديدا، لكن يتكرر استهداف التجمعات الشيعية من قبل جماعات مسلحة متشددة. وتستقطب «أربعينية الحسين» والمناسبات الدينية الشيعية الأخرى التي كان الاحتفال بها محظورا في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين ملايين الشيعة ليس من العراق فحسب بل من دول مجاورة أيضا مثل إيران منذ أسقط الغزو الأميركي صدام عام 2003. وكانت قنبلة مخبأة في عربة تجرها دراجة نارية قد قتلت 20 على الأقل من الزوار الشيعة يوم الأربعاء أثناء تدفقهم على كربلاء. كما قتل أكثر من 40 على مشارف العاصمة بغداد الاثنين عندما بدأوا المسيرة الطويلة إلى المدينة التي يقدسها الشيعة.

وقال زوار في كربلاء إنهم خائفون من الرحلة الشاقة إلى ديارهم بعد انتهاء الاحتفال أمس على الرغم من نشر عشرات الآلاف من جنود الجيش والشرطة.

وقالت بلاسم خلف (51 عاما) وهي من بلدة «بلد»، على بعد 80 كيلومترا شمالي بغداد: «عندي مخاوف وأتوقع أن أستهدف في طريق العودة مثلما حدث في الطريق إلى كربلاء.. هذا قدرنا لكنه لن يمنعنا من ممارسة شعائرنا».

وقال هادي حسين (21 عاما) وهو طالب من حي مدينة الصدر ببغداد إنه يتوقع «تفجيرات أكبر» في طريقه إلى الديار. وأضاف: «الإرهابيون جبناء لأنهم يستهدفون الضعفاء».