شعث لـ«الشرق الأوسط»: موقف قيادات حماس في غزة يختلف عنه في دمشق

بعد عودته من زيارة للقطاع قال إنه لا اتفاق على تشكيل لجان بل اتخاذ إجراءات على الأرض

شاب فلسطيني يحتمي وراء حاوية خلال مواجهات مع جنود اسرائيليين في قرية بلعين قرب رام الله امس(رويترز)
TT

قال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن لقاءاته في قطاع غزة بمسؤولي حماس، أوقفت القطيعة بين الحركتين، وساعدت على خلق الثقة وفتحت بابا للمستقبل وبثت روحا تصالحية جديدة.

وأكد شعث في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بعد عودته من زيارة لغزة استغرقت بضعة أيام والتقى خلالها قيادة حماس، إنه تبادل وقادة الحركة مجموعة من الأفكار تتعلق بالمصالحة والوحدة والإجراءات على الأرض. وقال شعث إنه لمس عند قادة حماس في غزة رغبة حقيقية في إنهاء حالة الانقسام، لكنه أوضح أن هذه الرغبة لم تتوفر بعد، كما يبدو، في دمشق.

وردا على سؤال عما إذا ما كان يعني ذلك أنه لمس تناقضا بين مواقف قادة حماس في غزة ودمشق بشأن الملف الداخلي، قال «في غزة كانوا إيجابيين وصادقين وراغبين في التقدم نحو توقيع المصالحة، لكن يبدو أن هذا لا يروق لدمشق».

وأوضح شعث أنه اقترح على حماس توقيع ورقة المصالحة قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في مارس (آذار) المقبل، وقال: «قلت لهم إننا يجب أن نذهب إلى القمة متصالحين، وإلا فماذا ستقدم لنا القمة العربية، بعدما أيدت القمة السابقة أن تستمر مصر في جهودها من أجل المصالحة». ولم يحصل شعث على جواب قاطع من حماس في هذه المسألة، وأرجع السبب، مرة أخرى، إلى قيادة الحركة في دمشق، وقال «إنهم لا يرون ذلك ملحا في دمشق، انظر إلى تصريحات عزت الرشق (عضو المكتب السياسي في حماس)» التي نفى فيها أن تكون حماس قد غيرت موقفها من الورقة المصرية أو أنها ستوقعها بمجرد دعوتها للجلوس في القاهرة ما لم يتم أخذ ملاحظاتها بعين الاعتبار.

لكن شعث اتفق مع حماس على البدء في إجراءات أحادية غير تفاوضية على الأرض، تتعلق بأوضاع الحركتين في الضفة وغزة. وقال: «كان هناك أثر نفسي جيد للزيارة، واتفقنا على بدء إجراءات تعزز الثقة وتبث روح المصالحة»، وأضاف: «لماذا لا يكون هناك مكتب لفتح في غزة؟! ولماذا يتعرض قياديو الحركة للإهانات؟! أعتقد أن هذا سينتهي». وأردف «اليوم مثلا (أمس) أخذوا قرارا بمنع أي من المسلحين من دخول الجامعات، كانت بعض الجامعات تعاني، يمكن القول إننا بدأنا».

ونفى شعث أنه تم تشكيل لجنة مشتركة مع حماس، كما صرح بذلك، القيادي في حماس، صلاح البردويل، وقال «هم اقترحوا ذلك، وقلنا لهم إن هذه اللجان موجودة فعلا في الورقة المصرية، وهناك لجان لكل شيء، ولا يمكن أن نشكل لجنة ثانية».

ورغم أن لقاءات شعث مع قادة حماس لاقت انتقادا من أعضاء في اللجنة المركزية، الذين وصفوا زيارته بأنها شخصية وحسب، فإن شعث لم يعلق على ذلك، واكتفى بالقول «آخرون سيذهبون إلى غزة، هذا قرار في المجلس الثوري»، مؤكدا أنه سيتابع اللقاءات مع حماس، بعدما يعود للقيادة ليعرض عليها مجمل الأفكار والاقتراحات التي خلصت إليها لقاءاته في غزة، وهو ما ستفعله قيادة حماس.

ووصفت حماس لقاء شعث بالإيجابي، وقال البردويل إنه كان إيجابيا وبناء، وجاء لكسر حالة الجمود السياسي بين الحركتين. وأوضح البردويل، أنه «تم خلال اللقاء الاتفاق على ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية بضمانات مصرية». ودعا البردويل القيادة المصرية إلى التقاط هذه اللحظة، والإسراع لتنفيذ الاتفاق بالتوافق، تمهيدا للتوقيع على الورقة المصرية، مرحبا بتصريحات الخارجية المصرية، التي أكدت فيها أنها ستأخذ بالحسبان ملاحظات الفصائل الفلسطينية على الورقة المصرية عند تنفيذ الاتفاق. وأكد عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، أن الجانبين تبادلا رزما لتدارسها، وقال إن اللقاء مهم وسيبنى عليه. وفي إشارة إلى ما يمكن أن يتخذ فعلا من خطوات على الأرض، قال الحية «أكدنا احترام حركة فتح وحريتها المطلقة في العمل، وهي لا تطلب تصريحا من أحد، وليست محظورة».

وقال الحية «إن اللقاء مع إخواننا في فتح اتسم بالمسؤولية والموضوعية والجدية، وإن هذا اللقاء يعد أرضية مهمة يمكن البناء عليها في علاقتنا الثنائية، وإن المصالحة لا فكاك عنها، ولا بد من الذهاب إلى مصر للتوقيع عليها. وأضاف «إننا نعتقد أن الورقة المصرية أساس لا بد من المضي باتجاهها». وأضاف أن الأيام القادمة ستشهد تغييرات على الأرض لجهة إتمام المصالحة. وعاد شعث أمس إلى رام الله عبر معبر بيت حانون (إيريز). وكان قد التقى رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية في منزله في مخيم الشاطئ، وقادة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والجبهتين الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب ومستقلين. وشكت حركة الجهاد الإسلامي لشعث استهداف عناصرها في الضفة، وطالبت بوقف اعتقال ومطاردة أبنائها هناك. وزار كذلك عائلة السموني في حي الزيتون التي قضى 27 من أبنائها خلال الحرب الإسرائيلية.

والتقى شعث مبعدي كنيسة المهد، وبحث احتياجاتهم وقال الناطق باسم المبعدين فهمي كنعان: «سلمنا شعث رسالة للرئيس محمود عباس (أبو مازن) حول قضية المبعدين وشرحنا فيها معاناة المبعدين في غزة وأوروبا طوال 8 سنوات من الإبعاد، التي أشرف عليها الأميركيون واللجنة الرباعية». ووعد شعث بطرح هذا الموضوع على الصعيدين العربي والدولي من أجل عودة المبعدين إلى بيت لحم.