الوسيط الألماني يصل إلى إسرائيل بعد أيام حاملا رد حماس على نتنياهو في ملف شليط

انقسام بين عائلة ومناصري الأسير الإسرائيلي

TT

يصل إلى تل أبيب الأسبوع المقبل الوسيط الألماني في صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط، حاملا معه رد حركة حماس على آخر المقترحات الإسرائيلية.

ويأتي الإعلان هذا الذي صدر عن شمشون ليبمان، رئيس الطاقم الإسرائيلي لمفاوضات صفقة شليط، في إطار ردود الفعل على تصريحات لمحمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحماس وأحد أبرز قادتها في قطاع غزة، جاء فيها أن المفاوضات حول الصفقة، توقفت بسبب تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن موقفه ووضعه شروطا جديدة على هذه الصفقة.

وأثار التصريح غضب أفراد عائلة شليط وطاقم الناشطين من أجل إطلاق سراحه، وصدق البعض الزهار وراح يدعو إلى استئناف النشاطات الجماهيرية بهدف الضغط على نتنياهو وحكومته، والبعض يرفض تصديقه ويقول إن تصريحه جاء في إطار حرب الأعصاب التي تديرها حماس، كي يعود الجمهور الإسرائيلي إلى ممارسة الضغوط على الحكومة، وقامت مجموعة من الفريق الأول بالتظاهر أمام معبرين حول قطاع غزة، وحاولت منع الشاحنات التي تحمل الوقود والمواد الغذائية من الدخول إلى القطاع، ورفعت شعارات تقول: «حماس تمنع شليط من الحرية ونحن نزودها بالطعام والوقود».

وقال ليبمان، الذي ينتمي إلى التيار المساند لنتنياهو: «إن الزهار يلعب بأعصابنا ويجب أن لا نعطيه السلاح»، وأضاف، في حديث مع إذاعة «الجيش الإسرائيلي»، أن حماس هي التي تعرقل الصفقة، ويجب الانتظار حتى تتضح الصورة أكثر في الأسبوع القادم. وكان نتنياهو نفسه قد رد على الزهار بالقول إن إسرائيل أعطت ردها الأخير على مقترحات الوسيط الألماني وهي تنتظر رد حماس، فإذا أرادت، ستكون هناك صفقة خلال ساعات، وإذا أصرت حماس على موقفها لن تكون صفقة. وذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة أن نتنياهو رفض، في رده الأخير، بشكل قاطع إطلاق سراح 7 من الأسرى الذين طلبتهم حماس وبينهم مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وأحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعبد الله البرغوثي، القائد الحماسي و4 آخرون من أسرى حماس، كما أن نتنياهو أوضح أنه لن يقبل بإطلاق سراح أي أسير، ممن يرى أنهم سيعودون إلى العمل المسلح، إلا إذا وافقوا على الرحيل إلى الخارج أو إلى قطاع غزة، ولكنه لن يقبل بعودتهم إلى الضفة الغربية. وادعى مقرب من نتنياهو أنه اتخذ قرارا صعبا للغاية عندما وافق على إطلاق سراح بقية الأسرى، ولكنه فعل ذلك من منطلق رغبته الجامحة في إنهاء هذا الملف. وقال الإعلامي ألكس فيشمان، محرر الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرنوت» قبل أيام، نقلا عن مصادر عسكرية رفيعة في إسرائيل، إن نتنياهو يدرك أن حماس باتت في ورطة سياسية وجماهيرية كبيرة بسبب فشلها في إنجاز الصفقة وهو يستغل ذلك جيدا.

ومن عوارض هذه الورطة، حسب زعمه، أن قيادة حماس مختلفة فيما بينها حول الموقف من الصفقة، ففي الداخل يتخذون موقفا مرنا أكثر من الخارج، لأنهم يعانون من ضغوط الجمهور الفلسطيني في القطاع، فهذا الجمهور يعاني بسبب الحصار ويصاب بالإحباط لفشل مفاوضات المصالحة، وبسبب الخلافات مع مصر وبناء الجدار بين قطاع غزة وسيناء، وهم يريدون تمرير الصفقة بأسرع وقت، حتى تستعيد الحركة شعبيتها.

وادعى أن قادة حماس غاضبون على الوسيط الألماني، الذي كان حتى آخر جلسة مفاوضات يأتي باقتراحات حلول وسط، ولكنه في المرة الأخيرة جاء باقتراح نتنياهو كما هو قائلا: «لم يعد هناك إمكانية لتغيير أكبر في الموقف الإسرائيلي، فإما أن تقبلوه فتكون صفقة، وإما أن ترفضوه فتفشل الصفقة»، لكنه أضاف أنه في هذه المرحلة لا يمكن القول إن المفاوضات مجمدة، ويجب الانتظار حتى يأتي رد حماس، الذي يتأخر منذ 4 أسابيع.