خادم الحرمين الشريفين يستقبل عائلتي الهاجري والعبد اللطيف

بعد عفوهم عن قاتلي ابنيهما

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله عائلة العبد اللطيف في الجنادرية أمس (واس)
TT

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مزرعته بالجنادرية بعد ظهر أمس، محمد بن راشد بن شبعان الهاجري وإخوان القتيل عثمان بن حسين بن عامر الهاجري وهم عامر وعبد الله وسعود ومحمد أبناء حسين بن عامر الهاجري وأبناء القتيل وهم حسين وعامر ومحمد وعبد الله وسعود ومبارك الذين أعلنوا أمام خادم الحرمين الشريفين عفوهم عن القاتل عبد الهادي بن فدعوس بن غصين الدوسري.

وفي بداية الاستقبال أعرب محمد بن راشد بن شبعان الهاجري عن شكر الجميع وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، وقال: «هذا جزء من الجميل الذي غمرتَنا به قبل شهرين أو ثلاثة بشفاعتك لأحد بني هاجر وهذا وسام وشرف لنا كقبيلة نعتز بما قمت به والحمد لله أنها جاءت من عندنا - طال عمرك - لنرد بعض الجميل والجزء القليل مما تفضلت به طال عمرك».

وقد أجابه الملك عبد الله قائلا: «بارك الله فيكم وأنتم معروفون من أولكم إلى آخركم - ولله الحمد - بأخلاقكم الإسلامية والعربية ولا فيكم شك. أشكركم وهذا زينة لكم عند الرب عز وجل وعند الناس. بارك الله فيكم وأشكركم وأتمنى لكم التوفيق».

ثم ألقى عامر بن حسين بن عامر الهاجري شقيق القتيل كلمة قال فيها: «نحن تشرفنا بمقابلتكم وجئنا لنعلن عفونا عن الجاني ونتمنى الأجر من الله سبحانه وتعالى». وأضاف: «ما وافقنا إلا استجابة لدعوتك الكريمة، ونتمنى التوفيق للمملكة ولأهل المملكة». ثم التُقطت الصور التذكارية مع خادم الحرمين الشريفين.

كما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أسرة العبد اللطيف الذين أعلنوا أمام خادم الحرمين الشريفين عن تنازلهم عن قاتل ابنهم نايف بن محمد العبد اللطيف، وهم محمد بن عبد الله بن عبد اللطيف العبد اللطيف والد القتيل وعبد الله بن راشد العبد اللطيف والدكتور محمد بن راشد العبد اللطيف رئيس قسم جراحة الصدر بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني وسعود بن راشد العبد اللطيف وعبد العزيز بن أحمد العبد اللطيف وعبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف وعبد العزيز وعبد المجيد ابنا محمد بن عبد الله العبد اللطيف شقيقا القتيل.

وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره لأسرة العبد اللطيف وقال: «أشكركم لأن هذا العلم الغانم لكم عند الرب عز وجل وعند العرب وعند المسلمين إن شاء الله وهذه أخلاق المسلم أنتم الآن طبقتموها وشكرا لكم».

وقد أعرب ذوو القتيل عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، مؤكدين أن العفو والتسامح والتصافح هي من المبادئ والخطوات الجليلة لخادم الحرمين الشريفين.

وقال والد القتيل: «أنتم يا خادم الحرمين الشريفين الذين تأخذون الحق لأهله ونحن بعد أن أخذنا الحق بفضل الله ثم بفضلكم وبالشريعة عفونا من فضل الله، لا نريد وجاهة إلا من عند العزيز الحكيم. والله يطيل عمرك إن شاء الله ويجعلك عزا للإسلام والمسلمين».

بعد ذلك ألقى عبد الله بن راشد العبد اللطيف كلمة نيابة عن محمد بن عبد الله العبد اللطيف والد القتيل أشار فيها إلى أن صدور الحكم الشرعي بضرب رقبة الجاني بحد السيف حتى الموت اهتزّ له البدن وأنصف النفس، وبعد تمييز الحكم واكتسابه للقطعية بدأ مشروع العفو الفعلي الذي كان يراود والد القتيل ويجول بخاطره منذ فقد ابنه.

وقال: «كيف لا وقدوتنا المعاصرة مقامكم الكريم صاحب المواقف النبيلة والمساعي الصادقة في العفو والصفح؟».

وبيّن أن والدة القتيل كانت تشجع والده على العفو وتقول دائما: «لا أريد لأم الجاني أن تذوق مرارة ما ذقت من حزن وكمد على فقد ابني».

وأوضح أن ذلك ساعد في تهيئة نفوس أبنائهما الذين كانوا عونا بعد الله في اتخاذ القرار وشاء الله أن تجتمع الكلمة على العفو لوجه الله تعالى دون عوض أو مسعى من أحد، والذي أُعلن في لقاء جمع عائلة القتيل بعائلة الجاني في محافظة الزلفي.

وأفاد أن والد القتيل نعم في تلك اللحظة بعز لم يشعر به من قبل وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: «وما زاد اللهُ بعفو إلا عزّا».

وقال: «وبعد إعلان العفو بدقائق تَلقّى ابن العم مكالمة من الأمير سلمان بن عبد العزيز سلمه الله يشيد فيها بالقرار ويثني على ابن العم خصوصا وأسرة العبد اللطيف عموما فكان لتلك المكالمة أثر نفسي أصّل معنى الترابط الوثيق بين الأسرة الحاكمة وأفراد الشعب وغذّى روح الانتماء والولاء».

وأضاف: «ثم التقينا سموه الكريم لنشكره على تلك المبادرة التي أكد معانيها وأبعادها حينما قال: اعتبروني محل الفقيد».

وأردف: «زادنا تكريما وامتنانا لقاؤكم هذا اليوم الذي نتشرف فيه بلقاء ملك الإنسانية الذي طبق من خلال مواقفه مع الغير مبدأ الصفح والتسامح وكيف يؤصل العفو منطلقا من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم تمسُّكا وتطبيقا». وقال: «ليأذن لنا مقامكم الكريم أن نوجه الدعوة إلى كل من ثبت حقه شرعا أن يعفو ويصفح ليتحقق له أمورعدة، منها:

- الشعور بإحياء النفس (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).

- الشعور بفضل العفو وأثره الفاعل في الترابط الأسري والاجتماعي بين أفراد الأسرة وتحقيق مبدأ إصلاح ذات البين.

- التقدير والإكرام من الخصوم والمتمثل في تعاملهم اليومي».

وأضاف في ختام كلمته: «كل ذلك وغيره لا يعادل أي مال قل أم كثر: (وَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)».

ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كلمة أعرب فيها عن شكره للجميع وقال: «هذه هي الأخلاق الإسلامية العربية، وهؤلاء إخوانكم أتوا عافين أيضا عن رقبة، وهذا ولله الحمد نعمة عليكم وعلى العرب وعلى المسلمين، الأخلاق الطيبة والمبادرات القيمة هذه أهم نعمة. والعتق ما هو بالهيّن، عتق رقبة يعني (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، وهذه زينة لكم ولهم إن شاء الله وبارك الله فيكم».

بعد ذلك التُقطت الصور التذكارية مع خادم الحرمين الشريفين.

حضر الاستقبالين الأمير سعود العبد الله الفيصل والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير عبد العزيز بن عبد الإله بن عبد العزيز والأمير فيصل بن خالد بن فيصل بن تركي والأمير محمد بن خالد بن فيصل بن تركي وعدد الوزراء وكبار المسؤولين.