رئيس الوزراء السوري: من يستفزنا لن يكون مسرورا

«تشرين» تشبه ليبرمان بهتلر

TT

شنت وسائل الإعلام السورية هجوما عنيفا على وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وذلك بعد يوم على رد رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري على تصريحاته المتطرفة التي قال فيها إن الحرب القادمة إن وقعت لن تقتصر على إلحاق الهزيمة العسكرية بسورية بل ستعمل على إسقاط نظام بشار الأسد فيها.

ودافع ليبرمان أمس مجددا عن تصريحاته التي لم يعارضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لكنها انتقد توقيتها. ودعا وزراءه إلى التزام الصمت في هذا القضية. وقال عطري خلال افتتاحه محطة دير علي لتوليد الكهرباء في ريف دمشق يوم الخميس الماضي: «من يستفز سورية حاليا سيلقى إجابة عن هذا الاستفزاز ولن يكون مسرورا». وأكد عطري في تصريحات للصحافيين أن «دمشق تمتلك مصادر القوة والرد والمواجهة، وتملك شعبا مقاتلا متمسكا بثوابته الوطنية والقومية».

وفي حين لم تأت وسائل الإعلام الرسمية على ذكر هذه التصريحات، فإن «تلفزيون الدنيا»، القناة التلفزيونية الوحيدة الخاصة في سورية، قد بثتها، ونشرتها المواقع الإلكترونية الإخبارية السورية. إلا أن صحيفة «تشرين» الحكومية شنت في عددها الصادر أمس هجوما مضادا على ليبرمان والتهديدات الإسرائيلية وقالت في افتتاحيتها «إن طريق السلام مفتوح وواضح ومحدد المعالم، ومقتضياته ليست بحاجة إلى فهم وتفهيم، وطريق الخراب والدمار يمكن أن يفتح في (اللحظة) التي تستجيب فيها إسرائيل لنزعاتها العدوانية ولعقول قادة تختلط في عروقهم موهبة الجريمة وأسلوب المافيا وتنعش أرواحهم روائح القتل». وتساءلت الصحيفة «إلى أين تذهب إسرائيل؟». لتؤكد أنه حيثما تذهب إسرائيل ووفق كل منطق تختاره «فستجد سورية مستعدة تماما لمنطق السلام ومقتضياته ولمنطق الحرب وأدواته».

أما الباحث الحقوقي إبراهيم دراجي فقد ركز هجومه في مقالة نشرت على الصفحة الأولى من «تشرين» على ليبرمان ووصفه بالغباء المفرط والعنصرية مشبها إياه بهتلر عندما يتحدث عن قيم السلام. وقال دراجي: «السخرية لا بد أن تنتاب كل من يتابع التصريحات القديمة والحديثة لوزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان الذي أثبت أنه لا يتمتع فقط بعنصرية لا حدود لها وإنما أيضا بغباء مفرط وعدم القدرة على قراءة الحاضر واستخلاص النتائج والعبر منه. وأن هذا ما بدا واضحا في خطابه الأخير الذي وصل فيه إلى قمّة السخرية عندما بدأ يتحدث عن (أرواح الناس والقيم الإنسانية) وهو أمر يماثل تماما خطابا لهتلر يؤكد فيه احترامه لقيم السلام والسامية!!» وتعرض دراجي لتاريخ ليبرمان وقال عنه إنه «عُرف في بداياته بأنه رجل المهمات القذرة لنتنياهو». ‏ وكان الرئيس الأسد قد قال يوم الأربعاء الماضي إن «إسرائيل غير جادة في تحقيق السلام لأن كل الوقائع تشير إلى أن إسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب وليس نحو السلام».

وفي اليوم ذاته حذر وزير الخارجية وليد المعلم، إسرائيل من مغبة أي اعتداء على سورية لأنها ستتحول إلى حرب شاملة، مشيرا إلى أن إسرائيل تزرع الحرب في المنطقة وعليها التوقف عن لعب دور «الزعران» فيها.