العثور على ذيل الطائرة الإثيوبية المنكوبة في بيروت.. وتحديد مكان الصندوق الأسود

العريضي يوضح آليات العمل لانتشال الضحايا.. وفريق تحقيق فرنسي يتحضر لتسلم الصندوق الأسود فور انتشاله

TT

في اليوم الثالث عشر بعد كارثة سقوط الطائرة الإثيوبية قبالة الشاطئ اللبناني، تم العثور على جزء كبير من ذيل الطائرة قبالة شواطئ الناعمة، جنوب بيروت، في وقت أعلن فيه وزير النقل غازي العريضي أنه تم تحديد مكان الصندوق الأسود تحت ذيل الطائرة وأن غطاسي الجيش اللبناني يعملون على انتشاله.

وتمكنت السفينة «أوشن أليرت» من تصوير قطعة الطائرة التي عثر عليها أمس، وتبين أنها من الذيل ويتراوح طولها بين 10 و12 مترا، وذلك على عمق 45 مترا وعلى بعد ثلاثة كيلومترات عن الشاطئ. ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأ الشاطئ يشهد حضورا كثيفا للمصورين والمراسلين وبعض الفضوليين. ومع تقدم الوقت سجل انتشار كثيف لعناصر الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني وأهالي المفقودين في المكان بمؤازرة عناصر الجيش والطوافات العسكرية، بانتظار إشارة من لجنة التحقيق لإعطاء الإرشادات اللازمة لفوج مغاوير البحر عن الآلية الواجب اتباعها لانتشال المفقودين والصندوق الأسود وحطام الطائرة في حال العثور عليهم. «الشرق الأوسط» كانت هناك وتابعت الحركة الملحوظة لدوريات الجيش اللبناني وسيارات الإسعاف على طول الشاطئ من بيروت وصولا إلى الناعمة بعد أن فرضت التطورات نفسها مع وجود السفينة البريطانية «أوشن أليرت» على بعد ثلاثة كيلومترات قبالة الشاطئ، ومع وصول قوارب «الزودياك» التابعة للجيش اللبناني التي بدأت تدور حول السفينة وتجوب منطقة تمتد نحو 300 متر وعلى متنها مغاوير البحر الذين كان ممكنا مشاهدتهم بالنظارات وهم يستعدون للغطس أو عندما يعودون إلى «الزودياك». وقرابة الظهر أعلن عن العثور على جزء آخر من الطائرة وبدأت المعلومات تتناقل عن العثور على الصندوق الأسود تحت الذيل، وعن تصوير أشكال يعتقد أنها نوافذ في الهيكل.

أحد عناصر الإنقاذ البحري قال لـ«الشرق الأوسط» إن فريقه بانتظار الأوامر للتحرك، وتمنى عدم استباق الأمور. وأوضح أن «الأهم انتشال ما في الأعماق، أما ما يطفو على السطح فسهل انتقاله من مكان إلى آخر وفق حركة الرياح». وأضاف: «الصيادون كانوا أكثر من ساعدنا، فهم رصدوا أي شيء غريب في البحر وأبلغوا به قيادة الجيش».

إلا أن المعلومات الرسمية عن هذه المرحلة من البحث أعلنها أمس زير الأشغال والنقل، غازي العريضي، في مؤتمر صحافي، فقال: «حققنا تقدما إيجابيا في البحث عن الجثث والصندوق الأسود. وأستطيع القول إنه بعد انتظام العمل بشكل جيد ودقيق وبتنسيق ممتاز حول كل الخطوات بين كل الأطراف المعنية بعملية البحث وصلنا إلى تحديد مواقع جزء من الطائرة». وبعد عرضه صورا لما تم العثور عليه في عمق البحر، أضاف: «الجزء الذي تم العثور عليه هو مؤشر كبير، يحمل حرفي E.T، إضافة إلى جزء آخر مكمل. كما أن إحدى الصور تشير إلى وجود أجسام. وهذه النتيجة إيجابية، لكن لا نستطيع أن نتعامل معها بتسرع. ويجب أن نكون على تنسيق تام مع لجنة التحقيق، في حين يلعب الجيش اللبناني دورا أكبر من الجميع».

وشرح العريضي أن «وجود الحطام على عمق 45 مترا لا يعني أن انتشاله وانتشال ما قد نجده في هذا الجزء سهل. فالحطام متراكم فوق بعضه البعض ويُخشى تحريك أي جزء بما يؤثر على ما يوجد تحته. وقد اجتمعت ظهرا لجنة التحقيق والمسؤولون في الجيش اللبناني الموجودة عناصره في البحر، إضافة إلى طاقم السفينة أوشن أليرت ومسؤولين من مديرية الطيران، وشاهد الجميع الفيلم الذي تم التقاطه ليصار إلى التداول ووضع برمجة دقيقة للعمل. المرحلة الأولى هي البحث عن جثث الضحايا في مساحة 300 متر ثم الكشف على الحطام الموجود، وأخيرا اللحاق بذبذبات الصندوق الأسود للعثور عليه». يشار إلى أن غطاسي الجيش يمكن أن ينزلوا إلى عمق نحو 60 مترا تحت الماء. وقال العريضي: «بدأت جولة أولى للغطاسين بعد توافر هذه المعلومات، وتم إنزال آلة ROV للتصوير بدقة والقيام بمسح كامل لإظهار الوضع على حقيقته ليتم التعامل معه على أساس المعطيات. ونحن بحاجة إلى وقت وإن كنا قد وصلنا إلى مرحلة متقدمة من العمل، عسى أن تكون الأخيرة. همنا بالدرجة الأولى الوصول إلى جثامين الضحايا. وكل ما يستوجب ذلك تم تجهيزه».

أما عن الصندوق الأسود، فقد أشار إلى أنه «إذا تم تحديد موقعه، يبقى أن عملية سحبه تستوجب عناية خاصة. وقد جهزنا صناديق مياه كبيرة لنسحبه إليها، لأن إخراج الصندوق الأسود من الماء إلى الهواء فجأة يؤدي إلى أن تمحى المعلومات التي يخزّنها. نحن بحاجة إلى وقت وأي تسرع قد تسفر عنه معلومات في غير محلها». وأوضح أن «معرفة سبب سقوط الطائرة لن يتم فور الحصول على الصندوق الأسود». وقال: «لا يمكن توقع المدة التي يستغرقها إعداد التقرير. فور حصولنا على الصندوق ستسلمه لجنة التحقيق إلى مكتب التحقيق الفرنسي بموجب اتفاق مديرية الطيران المدني معه، وبحضور فريق لبناني من اللجنة والشركاء الإثيوبيين. وعندما ينتهي المكتب من جمع المعلومات يضع تقريره ويسلم نسخا منه إلى الدولة اللبنانية وشركة الطيران الإثيوبية بصفتها مالكة الطائرة وشركة بوينغ بصفتها المصنعة. لكن لا أحد يستطيع أن يحدد الوقت المطلوب لذلك». وأشار إلى أنه «تم العثور على قطعة ثانية من الطائرة على الشاطئ السوري، وذلك إضافة إلى القطعة التي كان تم العثور عليها قبل أيام. ويتم التنسيق مع الجهات السورية لاستعادتهما يوم (غد) الاثنين لتضافا إلى ما هو موجود نظرا لأهمية كل قطعة في التحقيق».

ورفض العريضي أي انتقاد بشأن طريقة عمل سفينة «أوشن أليرت».