أبو مازن في القاهرة: مستعد للقاء مشعل فور توقيع حماس على ورقة المصالحة

قال إن إيران تقف ضد المصلحة الفلسطينية وطالب الشيخ القرضاوي بالاعتذار

الرئيس المصري خلال محادثاته مع نظيره الفلسطيني ابومازن في القاهرة بحضور صائب عريقات، امس (ا ب)
TT

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أنه على استعداد للقاء خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فور التوقيع على ورقة المصالحة. وقال بأنه عندما توقع حماس على ورقة المصالحة، فسيعقد لقاء فورا مع خالد مشعل، وبين فتح وحماس، وبين التنظيمات كلها لتطبيق ما ورد في الوثيقة المصرية، لكنه أشار إلى وقوف إيران ضد المصلحة الفلسطينية، مطالبا الشيخ القرضاوي بالاعتذار عن فتواه بوجوب رجمه، أي رجم أبو مازن، في الكعبة.

وجدد الرئيس الفلسطيني، أمس، تأكيده أن ملف المصالحة سيبقى «مع الشقيقة الكبرى مصر»، وأنه لن يقبل بنقله إلى أي جهة أخرى.

وقال في مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة المصرية، عقب لقائه الرئيس حسني مبارك، عن الهدف من زيارته للقاهرة: «نحن هنا ضمن مشاوراتنا المستمرة، وبخاصة أن الجانب الأميركي طرح أن يستمر السيناتور جورج ميتشيل في مساعيه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما كان في الماضي، وهذا كان محور الحديث والحوار والتنسيق». ولفت أبو مازن الانتباه إلى أنه التقى أمس وفدا أميركيا، وأنه جرى لقاء ثلاثي: أردني، مصري فلسطيني، بغرض دراسة هذا الموضوع، وأن المشاورات مستمرة، وأضاف: «سألنا الجانب الأميركي بعض الأسئلة وسيعودون إلينا، وهذا كله سيناقش في إطار عربي مشترك، وعندما يأتي الجواب سنعلن موقفنا».

وردا على سؤال حول أولوية القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة.. المصالحة أم عملية السلام، قال أبو مازن: «الأمور كلها نسير بها بخطوط متوازية، فنبذل مساعي كثيرة خاصة ببناء الدولة والبلد، والاقتصاد، والأمن والمصالحة، وعملية السلام، ولا نقدم أمرا على آخر».

وبشأن زيارة نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لفتح، لقطاع غزة قال: «إن ذهاب الدكتور نبيل إلى هناك كان بأمر وقرار، كما طلبنا من الكثيرين من إخواننا أن يذهبوا إلى غزة، وعندما يذهبون إلى هناك يلتقون مع الناس كلهم، وبالتالي سنرى ما يمكن أن تكون عليه نتائج هذه اللقاءات، ولكن أمرا طبيعيا أن كل واحد من فتح، سواء من غزة أو من الضفة الغربية، أن يذهب إلى الجزء الجنوبي من وطنه».

وأكد أبو مازن أنه سيلتقي مشعل فور توقيع المصالحة، وستعقد لقاءات بين فتح وحماس والتنظيمات الفلسطينية كلها لتطبيق ما ورد في الوثيقة المصرية، وقال: «بالنسبة إلى الورقة المصرية لا يوجد ما يضاف إليها، ولا يوجد ما يعدل عليها، وتقبل بكاملها، فهي لبّت كثيرا من طلبات حماس، ولذلك لا يوجد أي تعديل عليها».

من ناحية أخرى، شدد أبو مازن على أنه لا يوجد أي تغيير في الموقف الفلسطيني بشأن عملية السلام، مضيفا: «نحن قلنا إذا أرادت إسرائيل التفاوض معنا فلا بد من وقف الاستيطان لفترة، وهذا مطلوب من البداية وليس جديدا، وأن تكون المرجعية واضحة».

وكان أبو مازن قد التقى عددا من رؤساء تحرير الصحف المصرية قبل لقائه الرئيس مبارك. وفي هذا اللقاء، فرق أبو مازن بين إيران وسورية، مؤكدا أن سورية لا تعارض المصالحة، بينما «إيران ضدها للأسف». واتهم حماس بالتهرب من المصالحة، لأنها لا تريد إجراء الانتخابات حسب قوله، لافتا إلى أنها عرضت أكثر من مرة على فتح وحتى على مصر فكرة تمديد ولاية الرئيس والمجلس التشريعي لفترة تصل إلى عشر سنوات.

وأوضح أبو مازن أنه رفض هذه الفكرة «لأننا سرنا في الديمقراطية، ونريد أن نستمر»، مشيرا إلى أن الانتخابات كان يفترض أن تجري في موعد أقصاه 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، وأنه التزم قانونيا بذلك بإصدار مرسوم رئاسي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حسبما ينص القانون، ولكن ما حال دون ذلك هو قيام حماس بمنع لجنة الانتخابات المركزية من العمل في القطاع.

وحول مواقف الشيخ يوسف القرضاوي، قال أبو مازن إنه أفتى برجمه، أي أبو مازن، في الكعبة لأنه «سمع خلال أزمة تقرير غولدستون أنني طلبت من الإسرائيليين مهاجمة غزة، فكيف يقول هذا دون أن يتحقق؟! فأنا لا أقبل.. وأتحدى إسرائيل إذا كان لديها شيء ضدي أن تعلنه، وبعد أن اعتذرت إسرائيل وظهرت الحقيقة لم يتراجع عن فتواه، ويجب أن يخرج ويعلن تراجعه، فهو أساء لي دون وجه حق».