مصر: العضوية الفخرية للبرادعي في حزب لا تخول له الترشح للرئاسة

ناشطون يعدون لاستقباله في مطار القاهرة.. وفرصه كمرشح مستقل ضعيفة

TT

منح الحزب الدستوري الحر (المعارض) في مصر العضوية الفخرية للرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي، الذي أعلن عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقرر لها عام 2011، حال حدوث تعديل دستوري يسمح لكل أفراد الشعب بالترشح للرئاسة، لكن رئيس الحزب ممدوح قناوي المنافس السابق للرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة عام 2005، قال لـ«الشرق الأوسط»: إن هذه العضوية لا تخوّل للبرادعي الترشح للرئاسة، كما أن فرصه ضعيفة في الترشح كمستقل، بسبب نصوص الدستور التي تضع الكثير من «الشروط التعجيزية»، أمام المرشحين المستقلين، على الرغم من أن شعبية البرادعي هي الأكثر مقارنة بالوجوه المعارضة التقليدية في البلاد، سواء من أحزاب المعارضة أو من جماعة الإخوان المسلمين.

وبينما يعد ناشطون لاستقباله في مطار القاهرة، قالت مصادر مقربة من البرادعي، الذي سيصل مصر الأسبوع القادم، إنه لن يخوض انتخابات الرئاسة إلا بصفته مرشحا مستقلا، وإنه يعلم بالشروط الدستورية التي تجعل من هذه الخطوة عملية شديدة الصعوبة «إن لم تكن مستحيلة»، وأضافت المصادر أنه لهذا السبب يدعو الدكتور البرادعي إلى تعديل الدستور المصري أولا، خاصة المادة 76 التي تنظم عملية الترشح، وما يترتب عليها من تعديل القانون الخاص بانتخابات الرئاسة.

وقال قناوي: «نعلم أن المستقل ليست لديه فرصة، لأنه يلزم لقبول ترشحه للرئاسة الحصول على تزكية مكتوبة من 250 عضوا على الأقل من الأعضاء المنتخبين بمجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات، وهذه المجالس يهيمن على الأغلبية فيها الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم)، على أن يكون من بينهم 65 من أعضاء مجلس الشعب، و25 من أعضاء مجلس الشورى، و140 من أعضاء المجالس الشعبية المحلية من 14 محافظة على الأقل».

وتابع قناوي قائلا: «إن الشروط الدستورية الخاصة بترشح أحد أعضاء الهيئات العليا في الأحزاب متوافرة في حزبه الذي منح العضوية الفخرية للبرادعي»، مشيرا إلى أن هذه العضوية التي منحها الحزب مؤخرا لـ6 من الأسماء المصرية المتميزة، في الكثير من المجالات، لا تعطي الحق للبرادعي في خوض الانتخابات باسم الحزب، إلا إذا قرر أن تكون لديه عضوية كاملة في الحزب وهيئته العليا.

وللحزب الدستوري الحر مقعدان في البرلمان، وخاض الانتخابات مع 10 مرشحين من الأحزاب للرئاسة في عام 2005، التي فاز فيها الرئيس المصري حسني مبارك بفارق كبير جدا عن جميع منافسيه، بمن فيهم الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد في ذلك الوقت.

وقال قناوي: «أنا كنت مرشحا في الانتخابات الرئاسية الماضية، وكانت معركة سياسية، لكن هذه المرة (في 2011) لن يجدي أن يترشح أحد من الوجوه السياسية المعارضة في البلاد، بما فيهم الإخوان، لأن الناس ملت مثل هذه الوجوه من الداخل، ويعتقدون أن السياسيين المعارضين مرتبطين بحبل سري مع الحزب الحاكم»، مشيرا إلى أن الكثير من الشبان الناشطين أعلنوا عن رغبتهم في طرح اسم البرادعي كمرشح للرئاسة بسبب خبرته القانونية والسياسية، وقدرته على العبور بالبلاد من خلال فترة انتقالية يتم فيها تعديل الدستور.

ومن المقرر أن يصل البرادعي إلى مصر يوم 19 فبراير (شباط) الحالي بعد أن أنهى عمله كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويستعد آلاف الناشطين المصريين وممثلون لأحزاب معارضة التوجه إلى مطار القاهرة الدولي لاستقباله.