الهاشمي لـ الشرق الأوسط»: العراق بحاجة إلى تشريعات لضبط سلوك المرشحين المتنافسين

نائب الرئيس العراقي: جهات سياسية وشخصيات تقوم بـ«صناعة العدو» لزجّ الناس في الخنادق الفئوية والطائفية

TT

أكد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقية أن جهات سياسية تقوم بصناعة «عدو» في الانتخابات المقبلة، لتخويف الناس منه، بهدف دفع العراقيين إلى الخنادق الفئوية التي يسعى لها بعض المرشحين. واتهم بعض المرشحين بعدم الالتزام بمبدأ التنافس الشريف، باتخاذ أساليب غير أخلاقية من أجل كسب أصوات الجماهير.

وسخر الهاشمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من الذين يتهمونه بالترويج لأفكار حزب البعث، وقال: «الخطر على العراق اليوم يكمن في عقلية (صناعة العدو) التي تتبناها شخصيات وجهات سياسية تحاول الترسيخ لدى الناس بأن جهة ما هي عدو، ويستخدمون ذلك لتخويف الجمهور وزجّهم من جديد في الخنادق الفئوية والطائفية، وهذا بالطبع يحقق لتلك الجهات التفوق الانتخابي». وأضاف: «من جهة ثانية يغطي على الإخفاقات في مجالات المصالحة والأمن والخدمات والمظالم في مجال حقوق الإنسان». وقال الهاشمي الذي يرأس «كتلة تجديد» المنضوية داخل الكتلة العراقية بزعامة إياد علاوي: «شعبنا أذكى من الانسياق وراء هذه الأساليب».

وكان بهاء الأعرجي رئيس اللجنة القانونية وعضو مجلس النواب عن الكتلة الصدرية قد طالب هيئة المساءلة والعدالة بشمول طارق الهاشمي بقانونها لأنه يعد من المروجين لأفكار البعث، حسب قوله. وحول إن كان هذا الترويج يدخل ضمن الحملات الانتخابية، أكد الهاشمي أن «العراق يعيش موسم انتخابات وبالتأكيد من المرشحين من لا يلتزم بمبدأ التنافس الشريف ويلجأ إلى أساليب التسقيط والتشويه والدعاية المضادة وتضليل الرأي العام». وتابع: «استهداف طارق الهاشمي أو استهداف غيره من السياسيين الآخرين يؤكد للجميع حاجة المشهد السياسي إلى إقرار تشريع يضبط سلوك المرشحين المتنافسين ويؤكد صوابية موقفنا عندما طالبنا بتشريع قانون السلوك الانتخابي الذي ينص على نبذ كل فعل أو قول من شأنه الإساءة إلى التجربة الديمقراطية في العراق مثل التحريض على الكراهية والعداوة والتسقيط السياسي والتشهير الإعلامي والاغتيال المعنوي لشخصيات الأفراد والجماعات بالشائعات والأخبار المكذوبة أو فبركة الدعايات المغرضة. للأسف الوقت يمضي والقانون لم يشرع والوقائع تثبت خطر غيابه على الديمقراطية وعلى حاضر البلاد ومستقبلها».

وحول ما يشاع من أن بأن كتلة «العراقية» تروج للبعث قال الهاشمي: «(العراقية) تحالف سياسي راسخ رسوخ المشروع الوطني وقوي بقوة الهوية الوطنية المشتركة للعراقيين وهو تحالف له جمهوره وقادته، ومرشَّحوه لهم تاريخهم. أنا لا أخشى على صورة (العراقية) ومكانتها في أذهان الناخبين؛ خشيتي تتركز على التماسك الاجتماعي والوئام الوطني. لقد قطع شعبنا شوطا على طريق استعادة التلاحم والخروج من الخنادق الفئوية. مثل هذه الدعاية من شأنها أن تقسم العراقيين مرة أخرى وهذا خطر كبير على البلاد».

من جانبها تلقت كتلة «العراقية» تأكيدا من الكتلة الصدرية تبيّن فيه موقفها من تصريحات بهاء الأعرجي حيث أكد نصار الربيعي عضو مجلس النواب عن الكتلة الصدرية أن «موقف بهاء الأعرجي من طارق الهاشمي هو موقف شخصي وأن تصريحاته لا تعبّر عن رأي الكتلة الصدرية التي تكنّ لشخص الهاشمي كل الاحترام والتقدير». وكان إياد السامرائي رئيس مجلس النواب قد أكد في مؤتمر صحافي مساء الأحد، على أن طلب الأعرجي «شخصي» ويُنظر إليه قانونا في هذا الإطار. كما أكد عضو اللجنة القانونية في البرلمان حسن الشمري في وقت سابق أن اللجنة القانونية لم تجتمع ولم تقرر ما دعا إليه الأعرجي وأن المسألة ليست مرهونة بإرادة شخص واحد وأن ما دعا إليه الأعرجي ما هو إلا موضوع شخصي.