حركة الشباب الصومالية تعلن الحرب ضد كينيا

قالت إن طائرات استطلاع أميركية فوق كيسمايو كبرى مدن الجنوب

TT

توعدت سلطات حركة الشباب المجاهدين، التي تسيطر على مدينة كيسمايو، 500 كم جنوب العاصمة مقديشو، أمس، بشن «حرب مقدسة»، على حد وصفها، ضد كينيا بسبب قيام الحكومة الكينية بحشد قواتها على الحدود مع الصومال. وقال الشيخ حسين جيدي، القيادي البارز في حركة الشباب، ونائب والي ولاية جوبا الإسلامية إن جماعته تلقت معلومات بأن كينيا تخطط لشن هجوم كبير على المناطق الحدودية، التي تسيطر عليها حركة الشباب، وتحشد الآلاف من قواتها في المناطق الحدودية، كما أن هناك ميليشيات صومالية تدربت في أراضيها لمقاتلتهم.

وذكر القيادي في حركة الشباب أن الطائرات الحربية الأميركية بدأت تحلق فوق سماء مدينة كيسمايو، خلال اليومين الماضيين، وقال: «إنهم جميعا يخططون لمهاجمتنا برا وبحرا وجوا، لذا علينا الاستعداد للقتال للدفاع عن الدين والوطن، ونقول أن العدو في طريقه للهجوم علينا، وعلينا ألا ننتظرهم حتى يأتوا إلينا. علينا الاستعداد لصد الهجوم الذي يخططون له». وقال شهود عيان في مدينة كيسمايو إن طائرات حربية يعتقد أنها أميركية كانت تكثف تحليقها فوق سماء المدينة على ارتفاع منخفض، الأمر الذي زاد من حدة المخاوف في المنطقة.

ويأتي إعلان سلطات حركة الشباب في كيسمايو ردا على قيام كينيا بنشر آلاف من قواتها على طول الحدود بين البلدين، حيث عبرت الحكومة الكينية عن مخاوفها من اجتياح الإسلاميين في حالة شن الحكومة الصومالية هجوما على قواعد المتمردين الإسلاميين، كما أن نحو 2500 من المجندين الصوماليين الذين تلقوا تدريبات عسكرية في كينيا في طريقهم إلى المناطق الحدودية، وأفادت مصادر أمنية أن هذه القوات الجديدة تعتزم شن هجوم على مناطق جنوب الصومال، انطلاقا من داخل الحدود الكينية. وسبق أيضا أن لمحت الحكومة الكينية إلى احتمال التدخل العسكري في الصومال إذا اقتضى الأمر لذلك، وبخاصة عندما يتعرض الأمن القومي الكيني للخطر، أو تتعرض المصالح الاستراتيجية الكينية لتهديدات أمنية. كما أن وحدات من الجيش الإثيوبي عبرت المناطق الحدودية، ووصلت إلى منطقة تقع على بعد نحو 30 كم شمال مدينة بلد وين، وسط الصومال، كما شهد إقليم بكول، جنوب غرب البلاد، تحركا إثيوبيًا آخر.

إلى ذلك، بدأت حرب إعلامية بين الحكومة الصومالية والفصائل المعارضة لها لاستقطاب الميليشيات من الجانبين كليهما قبل اندلاع جولة جديدة من الحرب المتوقعة بين الطرفين، وعرضت حركة الشباب المجاهدين اليوم أسلحة، وقوات قالت إنها انشقت عن القوات الحكومية، وانضمت إلى صفوف مقاتلي الشباب، وعرضت الحركة 50 بندقية من نوع AK 47، وضابطا كان يقود القوات المنشقة، وقال المتحدث باسم الحركة إنهم يرحبون بالقوات التي تنشق عن الحكومة، داعيا القوات الحكومية الأخرى إلى إلقاء سلاحها، والتخلي عن الحكومة والاستسلام للمجاهدين، وقال إن «50 من الجنود الحكوميين، بعضهم من القوات التي تدربت مؤخرا في جيبوتي، استسلموا اليوم لحركة الشباب طواعية». هذا، ولم يصدر أي تعليق حول هذا الموضوع من الحكومة الانتقالية. وليست هذه المرة الأولى التي يعرض أحد الأطراف المتقاتلة في الصومال قوات انشقت عن خصمه واستسلمت له، حيث كانت عملية هروب القوات والميليشيات مستمرة من الطرفين كليهما.

من جهته، قال الشيخ يوسف سياد انطعدي، وزير الدولة في وزارة الدفاع الصومالية: «إن حكومته كانت تعاني مشكلات مالية كبيرة أدت إلى تأجيل القيام بعمل عسكري واسع لطرد المتمردين من العاصمة مقديشو، لأن المجتمع الدولي لم يفعل شيئا يذكر لدعم الحكومة ماليا، لكن الحكومة تجاوزت حاليا تلك العقبات.