الرئيس التشادي في الخرطوم.. ويصف التوترات بـ«سحابة صيف»

ديبي والبشير بحثا تطبيع العلاقات

الرئيس البشير (يسار) لدى استقباله نظيره التشادي إدريس ديبي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأت في بقاعة الصداقة بالخرطوم جلسة المباحثات المشتركة بين السودان وتشاد. رأس فيها الجانب السوداني الرئيس عمر البشير رئيس، فيما رأس الجانب التشادي الرئيس التشادي إدريس ديبي، وأكد الرئيسان خلال جلسة المباحثات رغبتهما الشديدة في تطبيع العلاقات بينهما. وصف البشير توتر العلاقات بين البلدين في الفترة الماضية بأنه «كان سحابة صيف»، فيما أعلن ديبي أنه يمده يده «بيضاء» إلى البشير.

ومنع حشد من الصحافيين من الاقتراب من مكان القاعة، فيما سمح لبعض وسائل الإعلام بالاقتراب منها، وعبّر الصحافيون عن سخطهم مما وصفوه بعدم تقدير حضورهم للمكان. وتعتبر زيارة ديبي الأولى من نوعها بعد قطعية بين البلدين لأعوام وصلت ذروتها في مايو (أيار) عام 2008 عندما قطع الرئيس البشير العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين الجارتين بعد أن اتهم ديبي بالضلوع في الهجوم الذي شنته حركة العدل المساواة المسلحة في دارفور على العاصمة السودانية، وأدى إلى مقتل المئات من الأطراف.

وقال البشير في جلسة المباحثات المشتركة إن العلاقات السودانية التشادية تعد علاقات أزلية ضاربة في جذور التاريخ، وأضاف أن السودان يسعي إلى إعادة العلاقات بين الخرطوم وأنجمينا والمضي قدما نحو إعادة بنائها لمصلحة الشعبين الشقيقين، وقال إن علاقات البلدين لا يمكن لها أن تتأثر بسحابة عابرة من الخلافات. وأضاف: «نحن قادرون على إعادتها إلى أفضل مما كانت عليه ما دامت توفرت الإرادة الحقيقية والرغبة الصادقة لدينا»، وعكس رغبة السودان في تحويل المنطقة الحدودية بين البلدين إلى منطقة أمن وتبادل منافع وسلام، مبيّنا أن السلام سينعكس على دول الجوار والمنطقة بأثرها. وقال البشير إن مشكلة دارفور تم تدويلها والترويج لها بواسطة الدوائر المعادية للسودان مؤكدا قدرة الدولة على التغلب على مخططات الأعداء الآثمة. وأضاف: «سنعمل ليل نهار من أجل معالجة جذور المشكلة بمزيد من التنمية والعودة الطوعية للنازحين واللاجئين».

وأعلن البشير أن عودة العلاقات بين السودان وتشاد سيكون له أثره في استتباب الأمن على جانبي الحدود بين البلدين. وقال إن السودان يتطلع إلى محادثات الدوحة بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور لتحقيق السلام في المنطقة. وزاد: «أؤكد أن الحكومة تشارك في مفاوضات الدوحة بعزيمة صادقة ورغبة أكيدة في إحلال السلام».

من جانبه، قال الرئيس ديبي إن زيارته للسودان تعكس الإرادة الحقيقية نحو إعادة العلاقات بين البلدين والالتزام بتحقيق السلام والاستقرار في كلا البلدين، مشيرا إلى الروابط الأزلية التي تربط بين الشعبين، وأضاف: «نحن نمد أيادينا بيضاء من أجل السلام»، وصرّح أن زيارته «جاءت لتحطم الحواجز والقيود التي تمنع الشعبين الشقيقين من العيش بسلام».