صفير يحرّم على الموارنة بيع أراضيهم لغيرهم.. خصوصا غير اللبنانيين

قال إن لبنان «ميثاق أقليات حضارية»

TT

حرم البطريرك الماروني نصر الله صفير على الموارنة بيع أرضهم لغير أبناء الطائفة «خصوصا لغير اللبنانيين»، ورأى أن لبنان «ليس ميثاقا ثنائيا بين مسلمين ومسيحيين بل ميثاق أقليات حضارية تقمصت في طوائف بشرية».

ووجه البطريرك صفير أمس الرسالة الخامسة والعشرين إلى أبناء الطائفة المارونية إكليروسا وعلمانيين بمناسبة مرور 1600 سنة على وفاة مؤسس الطائفة القديس مارون، مشيرا إلى أن «الأرض اللبنانية تربط الموارنة بتاريخهم العريق، تاريخ قداسة وصراع من أجل البقاء والشهادة على الإيمان والقيم الإنسانية، ولذا فإن الذين يتخلّون عن أرضهم عن طريق بيعها خصوصا لغير اللبنانيين إنما ينتهكون حرمة وطنهم، بالأخص الذين يرقدون في طبقاتها».

وعن الميثاق بين المجموعات اللبنانية، رأى البطريرك صفير أن «هذا الميثاق بين الطوائف اللبنانية هو من أجل قضية، وهو في جوهره فعل إرادة وحرية في آن، إنه تجسيد لقيم روحية متفاعلة ومسألة تنمية وترقية للإنسان اللبناني العربي المشرقي، وليس مجرد تسوية ثنائية كما يتوهم البعض»، مضيفا: «إنه لبنان، الرهان ليس على الأرض فقط بل على القضية الإنسانية التي يطرحها وجودنا المميز والذي لا شبيه له في صيغ العالم، وبهذا فلبنان ليس ميثاقا ثنائيا بين مسلمين ومسيحيين بل ميثاق أقليات حضارية تقمصت في طوائف بشرية». وأكد أن «الميثاق هو فعل ثقة بالقضية اللبنانية صاغته بل التزمت به الطوائف اللبنانية يوم هربت إلى هنا وفي مقدمتها الطائفة المارونية، فقد خسرت كل شيء إلا تراثها الروحي، وهكذا كان الميثاق جزءا من دواخل ضمائرها، وصادقت عليه ضمنا كل أقلية قادمة إلى هذه الديار قبل أن يُصاغ بتفاهم مكتوب أو غير مكتوب في مرحلة الاستقلال، ولأنه تعبير عن إيمان وحقيقة وشرف، فإن ميثاقا كهذا لا يجوز أن يُكتب لأن ضمانته الوحيدة هي الإيمان بالله والثقة بالإنسان، فالميثاق أخذ وعطاء وفعل وفاء وثقة».