أهالي ضحايا الطائرة المنكوبة يعلنون بدء تحركاتهم

آخر عمليات البحث تسفر عن أشلاء وحطام وأمتعة

TT

لا تزال يوميات البحر اللبناني الذي يحتضن ركاب الطائرة الإثيوبية المنكوبة منذ 15 يوما، تؤرق اللبنانيين بشكل عام وأهل الضحايا بشكل خاص. فبعدما استعاد ذوو هؤلاء أول من أمس الأمل في تسلّم جثث أبنائهم إثر اكتشاف الصندوق الأسود الأول وانتشال 8 جثث، عادت أمس لتتقلص هذه الآمال إذ لم تنتج عمليات البحث يوم أمس إلا عن انتشال أشلاء بشرية وحطام للطائرة وأمتعة للركّاب دون أي معلومات عن انتشال جثث جديدة أو الوصول إلى الصندوق الأسود الثاني. هذا الوضع جعل الأهالي الذين بدأوا التوافد منذ ساعات الظهر إلى مستشفى بيروت الحكومي حيث ترقد الجثث الثماني التي تمّ انتشالها الأحد والتي تخضع لفحوصات الحمض النووي على أن تصدر نتائجها في الساعات القليلة المقبلة، يعلنون عن تحركات للمطالبة بالإسراع في عمليات البحث. في هذا السياق أعلن عباس ابن الضحية فؤاد جابر أن عددا كبيرا من ذوي الضحايا قدموا من الجنوب للمشاركة في التحرك باتجاه وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية للمطالبة بالإسراع بعمليات البحث قبل هبوب العاصفة المرتقَبة مساء الاثنين، معتبرا أن الدولة اللبنانية لا تقوم بواجبها كما يجب. وقال جابر: «سنطلب من الوزير غازي العريضي السماح لنقابة الغواصين اللبنانيين مساعدة مغاوير البحر في الجيش اللبناني في عمليات البحث، وسنطلب منه تفسيرا عن السبب الذي دفعهم إلى البحث في مناطق بعيدة بدل التركيز على المنطقة التي وقعت فيها الطائرة وحدّدها الجيش اللبناني منذ اليوم الأول، ثم عادوا ووجدوا فيها الجثث». وأشار جابر إلى أن برنامج تحركهم سيحدَّد بناء على المستجدات التي ستظهر في عمليات البحث».

أما عمّة عباس التي رضخت للأمر الواقع وقبلت حقيقة موت أخويها عباس وفؤاد جابر فجلّ ما تطلبه اليوم هو دفنهما، وتقول: «تقبّلنا الموت ونشكر الله على كل شيء. كانا يتمنيان أن يموتا على أرض وطنهم، فها هما ماتا في بحره. لكن كل ما نريده اليوم هو انتشال الجثث لا سيما أن معظمها تصل إلى المستشفى مشوّهة. نريدهما ولو أشلاء».

كذلك، يقف محمود أمين في باحة المستشفى ينتظر سماع خبر عن مصير زوج أخته علي يوسف جابر (42 عاما)، من منطقة ميفدون الجنوبية، وهو أب لخمس بنات. يقول أمين: «أتمنى أن يتسلّم الأهل جثث أبنائهم علّها تبرّد حرقة قلوبهم قليلا. الدولة تقوم بدورها والباقي على الله».

من جهته، رفض والد الضحية حسن إبراهيم إلا أن يأتي إلى المستشفى بعدما سئم الانتظار في البيت أمام شاشة التلفزيون لينتظر ابنه والدموع في عينيه والحزن أرهق ملامح وجهه. يقول أبو حسن: «انتظروا 15 يوما ليجدوا الجثث على عمق 45 مترا. في لبنان غواصون بإمكانهم الوصول إلى 150 مترا، فلو قاموا بعملهم منذ اليوم الأول كان من الممكن أن يجدوا أحياء. بتنا نفرح إذا وجدوا الجثة. فليعطونا ما لنا وليعملوا ما يشاؤون».

وفي هذه الأثناء كان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يترأس اجتماعا وزاريا أمنيا قضائيا للبحث في آخر المعلومات والمستجدات المتعلقة بكارثة الطائرة الإثيوبية. وقد أعلن وزير الإعلام طارق متري بعد الاجتماع أن عمليات البحث لانتشال الجثث والوصول إلى الصندوق الأسود لا تزال جارية نافيا اتخاذ أي قرار بوقفها. وأضاف: «نحن الآن في زمن الحزن والعمل الجدي»، مشيرا إلى أن لبنان حظي بدعم دولي كبير وزمن استخلاص الدروس يبدأ قريبا لمعرفة كيفية مواجهة الكوارث.

وتجدر الإشارة إلى أنه قبل ظهور الجثث الجديدة إثر عمليات بحث يوم الأحد، كان قد انتشل 15 جثة، 9 منها لبنانية وواحدة عراقية سُلّمت إلى ذويها، و5 إثيوبية لا تزال في برّاد المستشفى، فيما لا تزال برّادات مستشفى بيروت الحكومي متأهبة لاحتواء الجثث المتبقية من أصل 93 راكبا كانوا على متن الطائرة. مع العلم أنه كان يُفترض أن تنقل جثث الإثيوبيين الخمسة ليل الاثنين/الثلاثاء إلى إثيوبيا لكن تم تأجيل العملية ريثما تصدر نتائج فحوصات الـDNA للجثث التي انتشلت أخيرا للتأكد مما إذا كان من بينها جثث لإثيوبيين.