مقرب من المالكي: عصائب أهل الحق لديها مرشحون ضمن أحزاب مختلفة

العسكري قال إن اختطافهم أميركيا في بغداد مؤخرا يعد نكسة لما أنجز خلال الحوارات

TT

كشف سامي العسكري، عضو اللجنة الأمنية في البرلمان العراقي والمقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي والقيادي في حزب الدعوة، أن معلومات توفرت لديه بأن عصائب أهل الحق، المنشقة عن جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، سيدخلون الانتخابات البرلمانية بأربعة مرشحين ضمن أحزاب أخرى، مشيرا إلى أن اختطافهم أميركيا في بغداد مؤخرا يعد نكسة لما أنجز خلال الحوارات التي أجرتها أطراف حكومية معهم.

وسبق أن أعلنت جماعة عصائب أهل الحق، أمس أنها اختطفت عام 2006 أميركيا في بغداد غداة إعلانها، أول من أمس، اختطاف أميركي من أصل عراقي، كانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت اختفاءه في العراق يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي. وبين العسكري لـ«الشرق الأوسط» أن سلسلة المباحثات والمفاوضات التي جرت في وقت سابق بين أطراف حكومية وجماعة العصائب، نجم عنها تعهد وعزم الجماعات على إلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية في العراق، وأيضا إطلاق سراح المختطفيـن لديها لإثبـات حسن نواياهم، وإنهاء جميع الملفات الســــــــــابقة، «لكن العودة مرة ثانية للاختطاف هو خلل في توجههم للعملية الســــــــياسية، فلا يمكن أن يدخلوا وهم مستمرون في حمل السلاح».

وأكد العسكري أنه وخلال اللقاءات مع قياداتهم، أي قيادات العصائب، أكدوا أن عمليات الخطف هو أمر خاطئ ومرفوض من قبلهم، ومن قامت به هم جماعات غير منضبطة، ووعدوا بالعمل على إطراق سراح المختطفيـــــن بشكل سريع، لكن بمرور الوقت يبدو أن ذاك التوجه لم يكن دقيقـــــــــا، وكان المفترض بقياداتهم المبادرة لإطلاق سراح المعتقلين، ولا أعتقــــــد أنهم ســــــــــيحققون شيئا ســـــــــــياسيا إيجابيا لمصلحتهم إذا ما استمروا بهذه الأساليب.

وبشأن استمرار المباحثات معهم، قال العسكري: «إن المباحثات لم تنقطع لا معهم ولا مع أي جهة أخرى، والأبواب مفتوحة أمام أي جهة تسعى للتخلي عن العمل المسلح، ولكن بالدرجة الأولى يثبتون فعلا تخليهم عن السلاح، وهم كانوا، أي العصائب، داخلين في هدنة مع الحكومة، أن لا يقوموا بأي عمل عسكري، وبادرت الحكومة بمساعدتهم بإطلاق سراح بعض معتقليهم، وهم خرقوا الهدنة الآن وعادوا للعمل المسلح من خلال هذا الاختطاف، وبالتالي لا يمكن الشــــــــروع في عملية إطلاق سراح المعتقلين». وكشف أنه يملك معلومات عن أن العصائب لديهم ثــــــلاثة أو أربعة مشرحين للانتخابات المقبلة، لكن زجوا بين أحزاب وتيارات أخرى، وقوائم مختلفة.  وقال مسؤول في الجماعة، رفض كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنســــــــــــــــــية في وقت سابق: إن «مجموع المختطفيــــــن الموجودين لدى عصائب أهل الحق الآن أميركيان». وكانت الجماعة أعلنت أول من أمس اختطاف أميركي من أصل عراقي ظهر في شـــــــــريط فيديو على موقعها الإلكتروني. ويعتقل الجيش الأميركي في العراق عددا من عناصر هذه المجموعة التي تبنت اختطاف خمسة بريطانيين يوم 29 مايو (أيار) 2007، ولم يفرج إلا عن واحد منهم حيا في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2009.

وقال مسؤول الجماعة: إن «عملية الاختطاف الجديدة تمت خلال استدراج المختطف وجاءت ردا على اعتقال عدد من قيادات العصائب قبل أسبوعين من قبل قوات الاحتلال» الأميركية. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أول من أمس في بيان أن «عيسى سلومي (60 عاما) من ولاية كاليفورنيا، مفقود منذ 23 يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما شوهد للمرة الأخيرة في بغداد، حيث كان يعمل لمصلحة القوات الأميركية». ولكن البيان لم يحدد إن كان مختطفا. وقال المسؤول في الجمـــــــــاعة: إن هذا الأميركي اختطف في الكرخ على الضفــــــة الغربية لنهر دجلة وسط بغداد. ولكنه رفض إعطـــــاء مزيد من التفاصيل بشأن الأميركي الثاني حيث قال: إنه موجود لدى عصــــــــائب أهل الحق، وإنه «اختطف قبل سنتيــن ووقعت عملية اختطـــــــــافه في الكرادة ولم يطلق سراحه حتى الآن». ويقع حي الكرادة وسط بغداد. ويعتقد أن الأميركي الثاني هو أحمد قصي الطائي الذي أعلن اختفاؤه نهاية 2006. والطائي جندي مترجم اختطف يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2006 أثناء زيارة أقاربه في حي الكرادة. وذكرت وسائل إعلام محلية حينها أنه قتل إثر خطفه ولكن لم يتم الحصول على أي تأكيد رسمي لذلك.