طالبان تؤكد أنها ستقاوم هجوم التحالف في جنوب أفغانستان

نزوح جماعي من قرى الجنوب.. وكرزاي يطالب بوقف إيقاع ضحايا في صفوف المدنيين

TT

أكدت حركة طالبان مجددا، أمس، عزمها على «البقاء والقتال»، في وقت أعلنت القوات الأفغانية والأطلسية منذ عدة أيام عن هجوم وشيك على معاقل طالبان في جنوب أفغانستان، وأكد يوسف أحمدي المتحدث باسم طالبان في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من مكان مجهول أن طالبان تفضل «البقاء والقتال»، وأعلنت السلطات الأفغانية والقوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي (ايساف) والجيش الأميركي الذي يشكل عماد القوة الأطلسية، منذ أيام أنها تستعد لشن هجوم واسع النطاق على منطقة المرجة في ولاية هلمند أبرز معاقل المتمردين الإسلاميين في الجنوب.

وأفادت مصادر عسكرية بأن الهجوم لن يبدأ قبل نهاية الأسبوع على الأقل، وقال أحمدي: «إن القوات الأفغانية والأجنبية وصلت إلى منطقة المرجة غير أن مقاتلينا موجودون أيضا فيها ويطلقون القذائف عليها»، ويصعب التأكد من صحة معلومات الطرفين من مصادر مستقلة، وكان أحمدي قال الأحد: «إننا نسيطر على الوضع ومستعدون للقتال»، ويغادر المئات من القرويين الأفغان قراهم جنوب البلاد قبيل انطلاق حملة عسكرية جديدة يقودها حلف شمال الأطلسي ضد مسلحي حركة طالبان يتوقع أن تكون الأوسع من نوعها منذ اندلاع الحرب الأفغانية إثر الغزو الغربي للبلاد عام 2001، ومن المتوقع أن تنطلق العملية التي تهدف إلى تطهير مدينة مرجة في إقليم هلمند من مسلحي طالبان قريبا، وكان وزير الدفاع البريطاني قد حذر من احتمال سقوط الكثير من الضحايا في صفوف القوات الغربية في هذه العملية، وقال الوزير البريطاني بوب اينزوورث في وقت متأخر أول من أمس: «بالطبع، يجب أن نتوقع سقوط ضحايا عندما نشترك في عمليات كهذه»، وأضاف: «ليست هذه بيئة آمنة بأي حال من الأحوال، ومهما كانت كمية ونوعية المعدات التي نزود بها جنودنا فلن نتمكن من جعل هذه العمليات آمنة 100 في المائة». ومن المتوقع أن تنطلق العملية الجديدة التي أطلق عليها اسم «عملية مشترك» في غضون الأيام القليلة المقبلة، وقال القائد البريطاني للعملية الجنرال نيك كارتر: «إنها (أي العملية الجديدة) ستكون مختلفة عن كل سابقاتها، ففي العمليات السابقة كانت قوات التحالف تنجح عادة في طرد مقاتلي طالبان من مواقعهم، ولكنها كانت تفتقر إلى عدد كافٍ من الجنود لضمان الأمن للسكان المحليين»، وفي ميونيخ دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أول من أمس قوات التحالف الدولية إلى وقف الغارات العسكرية على القرى الأفغانية، والتوقف التام عن إيقاع ضحايا في صفوف المدنيين، وقال كرزاي في مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي: «نعتقد أن الحرب على الإرهاب ليست في القرى والمنازل الأفغانية، نعتقد أن هذه الحرب على الإرهاب يجب أن تكون في الملاذات وأماكن التدريب وعلى العوامل المحفزة والموارد المالية خارج الحدود الأفغانية، ومن ثم فإن إنهاء العمليات في القرى الأفغانية هو ما يسعى إليه الشعب الأفغاني كأولوية.. إنهاء الغارات الليلة على منازل الأفغان والتوقف عن اعتقال الأفغان من بيوتهم»، وأضاف أن «أفغانستان يجب أن تستعيد استقلالها القضائي بشكل كامل وفي القريب العاجل»، ومضى قائلا: «إنه على الرغم من انخفاض أعداد القتلى والجرحى المدنيين في الآونة الأخيرة، فإننا نود أن نرى توقفا تاما لسقوط ضحايا مدنيين». وأثار سقوط ضحايا مدنيين خلال عمليات القوات الدولية غضبا عارما بين الأفغان، ويقول محللون، إن ذلك يشجع المواطنين على الانضمام لتمرد طالبان، وقال كرزاي: «إن من الأهمية البالغة أن توقف المنظمات الأجنبية غير الحكومية والوكالات الدولية والعاملون في الأمم المتحدة (النشاط الموازي) لعمل الحكومة الأفغانية، وأن تكون داعمة لا منافسة لها»، وتابع: «أي نشاط يجري بأسلوب المهام الحكومية من جانب أصدقائنا الدوليين كنشاط موازٍ لنشاط الحكومة الأفغانية.. يقوض في الواقع بنية الدولة الأفغانية ومؤسساتها ولن ينجح».