بالين تنافس الديمقراطيين والجمهوريين بـ«حركة الشعب»

تريد شق طريق ثالث لنفسها.. ولا تستبعد خوض سباق الرئاسة المقبل

TT

بعد إلقائها أول خطاب سياسي رئيسي منذ خسارة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، توسع المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بالين من نشاطها لانتقاد الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولتعرض طريقا ثالثا لحكم البلاد. فبعد مشاركتها في مؤتمر «حركة حفل الشاي» السبت الماضي، أجرت بالين مقابلة تلفزيونية مطولة مع قناة «فوكس نيوز» بالإضافة إلى لقائها مع عدد من مؤيديها خلال عطلة نهاية الأسبوع لتتحدث عن «حركة الشعب» التي تمثل الآراء المحافظة الأميركية. وفي وقت يحاول الرئيس باراك أوباما مخاطبة الشعب الأميركي مباشرة والالتزام بشعار «التغيير» الذي أدخله البيت الأبيض، تتبع بالين استراتيجية مماثلة في انتقاد الحزبين الرئيسيين بالعجز عن التغيير. وقالت في مقابلة «فوكس»: «الحزبان الرئيسيان فقدا طريقهما بعض الشيء. عندما يبتعد الحزب الجمهوري عن أرضية الشعب، حركة شعبية مثل حركة (حفل الشاي) تستطيع أن تحاسب السياسيين وتذكّرهم بحدودهم الدستورية على مستوى فيدرالي، وهي حركة جميلة». يُذكر أن حركة «حفل الشاي» تأخذ اسمها من الواقعة الشهيرة في التاريخ الأميركي عندما ثار أميركيون ضد المستعمرين البريطانيين عام 1773، وتعتبر من الحوادث المؤثرة في بناء الدولة الأميركية واستقلالها. ومنذ أكثر من عام، ظهرت حركة شعبية محافظة تحمل اسم حركة «حفل الشاي» تطالب بتقليص دور الحكومة المركزية في شؤون الولايات. وعلى الرغم من أن حركة «حفل الشاي» مستقلة عن الحزب الجمهوري، فإن الكثير من أفكار مؤيديها مثل تقليص نسبة الضرائب وتشديد الإجراءات الأمنية تتشابه مع أفكار الحزب. وطالبت بالين في مقابلتها بـ«مزج» الحركة مع الحزب الجمهوري، معتبرة أن الحركة «تعكس رغبات العامة» من الحزب الجمهوري. ويبدو أن بالين، التي أصبحت ممثلة للحركة على الصعيد الوطني بشكل غير رسمي، سعيدة بفصل الحركة النافذة عن الحزب الجمهوري في الوقت الراهن، لتكون هي المسؤولة عن إدماجها بالحزب مستقبلا، وبذلك تحصل على مزيد من القوة السياسية داخل الحزب.

من جهة أخرى، كررت بالين في المقابلة مهاجمتها لأوباما قائلة: «يتخذ قرارات غير صائبة ويتوقع أننا سنجلس ونخرس ونقبل، والكثير منا لن يجلس أو يخرس، سنقول: لا، لا نحب ذلك». وتوسع بالين من انتقادها لأوباما واعتباره «بعيدا عن الشعب» باعتباره «أستاذ قانون» أكثر منه قائدا عامًّا للقوات المسلحة ضمن جهودها لشن حملة إعلامية تضر بالحزب الديمقراطي استعدادا لحملة انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. كما أن هناك تكهنات باستعداد بالين لخوض انتخابات الرئاسة عام 2012. وقالت في مقابلتها إنها ستفكر في خوض الانتخابات «إذا كنت أعتقد أنه الأمر المناسب لبلدنا ولعائلة بالين»، في إشارة جديدة إلى استعدادها لخوض الانتخابات. وتركز بالين على انضمام ابنها، تراك، للجيش الأميركي لإظهار التزامها بالجيش وقضايا الأمن القومي. وردا على سؤال من «فوكس» حول قرارات أوباما لإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان وتنشيط استخدام القصف بطائرات من غير طيار على باكستان، قالت: «كأم لجندي أقول: شكرا، لقد أعطيتني القليل من المعرفة القوية بأنك تهتم بقواتنا والأمور التي يطلبها قادتهم، وهنا أفكر في ابني وأشكرك لذلك. لكن هناك الكثير من الأمور التي يقوم بها التي تسبب عدم الارتياح للكثير من الأميركيين، وأنا منهم». وتطرقت بالين إلى معارضتها لقرار الإدارة لمحاكمة بعض معتقلي غوانتانامو في المحاكم الأميركية، قائلة: «لا أعتقد أن الإرهابيين يستحقون حقوقنا التي يقاتل أناس مثل ابني من أجلها وهم مستعدون أن يموتوا من أجلها».

وإضافة إلى المقابلة الصحافية مع «فوكس»، التقت بالين مؤيديها في اجتماع لجمع التبرعات والأصوات لحاكم تكساس ريك بيري. وعلى الرغم من تقارب بالين مع حركة «حفلة العشاء» فإنها ما زالت من أبرز الوجوه الجمهورية السياسية وتستطيع أن تجلب المؤيدين لمرشحين عن الحزب الجمهوري. يُذكر أن بيري يتمتع بشعبية في تكساس لكن مع 44 في المائة فقط من الناخبين المؤيدين له، استعان ببالين أول من أمس لجذب مزيد من الناخبين المحافظين للاستماع إليه. وخصصت الصحف الأميركية مقالات عدة لتحليل خطوات بالين. وبينما اعتبرت «واشنطن بوست» أن خطاب بالين أمام مؤتمر حركة «حفل الشاي» «أثبت أنها قادرة على شغل مناصب وطنية»، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن بالين قادرة على «كسب روح الحركة الشعبية المحافظة» في البلاد. ووصفت «نيويورك تايمز» جهود بالين لدعم «حركة حفل الشاي» بأنها تساعد الحركة على أن تتحول من «الهامش إلى القوة» السياسية النافذة في البلاد. واعتبرت «نيويورك بوست» الشعبية والمحافظة أن بالين بدأت تضع «إطارا لحملة شبيهة بحملة رئاسية انتخابية».