أنصار يانوكوفيتش يخرجون إلى الشارع «لحماية فوزه» برئاسة أوكرانيا

تيموشينكو ترفض الاعتراف الفوري بالهزيمة

TT

أظهرت النتائج شبه النهائية فوز فيكتور يانوكوفيتش زعيم أكبر أحزاب المعارضة في أوكرانيا، في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة التي جرت أول من أمس، فبعد فرز 98% من الأصوات اتضح أن يانوكوفيتش زعيم «حزب الأقاليم فاز بنسبة 48.57% من الأصوات مقابل 45.87% لمنافسته يوليا تيموشينكو رئيسة الحكومة، فيما بلغت نسبة المعارضين للمرشحين كليهما 4.39%».

وسارع أنصار يانوكوفيتش، الموالي لروسيا، إلى الخروج للشارع واحتلال الميدان المواجه لمقر اللجنة المركزية للانتخابات «للحفاظ على نتائج الفوز» على حد تعبير ممثليهم، في الوقت الذي خلت فيه الساحات المجاورة لمقر تيموشينكو الانتخابي في فندق «حياة» على الرغم من كل تهديداتها السابقة بالنزول إلى الشارع وإعادة مشاهد وأحداث «الثورة البرتقالية» على غرار ما جرى عام 2004، وما أسفر عن إجراء جولة ثالثة أسفرت عن هزيمة يانوكوفيتش وفوز الرئيس المنتهية ولايته فيكتور يوشينكو، ومن اللافت أن تيموشينكو سارعت لإغلاق مركزها الانتخابي في فندق «حياة» في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أول من أمس بعد إعلان نتائج استطلاعات الرأي وتوارد أرقام اللجنة المركزية للانتخابات التي كانت تبشر في الساعات الأولى بفوز يانوكوفيتش.

وعادت تيموشينكو صباح أمس لتعلن عن رفضها للنتائج المعلنة، مؤكدة أن فريقها يعكف على جمع المخالفات والانتهاكات التي شابت العملية الانتخابية، في الوقت الذي يحتفل فيه أنصار يانوكوفيتش بالفوز، وأرجأت تيموشينكو مؤتمرا صحافيا كان مقررا أن تعقده أمس إلى اليوم.

ومن الطريف أن يوشينكو أعلن صراحة أنه لم يصوت إلى أي من المرشحين، وأنه انضم إلى قائمة الناخبين الذين صوتوا ضد كل من المتنافسين، مؤكدا أنه يشعر بالعار تجاه نتائج هذه الانتخابات، أما ليونيد كوتشما الرئيس الأسبق فقد أعلن أنه صوت ليانوكوفيتش، بينما أعلن ليونيد كرافتشوك أول رئيس لأوكرانيا المستقلة أنه صوت لتيموشينكو ربما نكاية في روسيا المحسوب عليها يانوكوفيتش، وهو الذي سبق ووقع وثائق حل الاتحاد السوفياتي السابق مع رئيسي روسيا بوريس يلتسين وبيلاروس ستانيسلاف كرافتشوك في 8 ديسمبر (كانون الأول) عام 1991.

وأعلنت بعثات المراقبين من منظمات الأمن والتعاون الأوروبي والجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي والمؤسسات الديمقراطية الغربية وكذلك ممثلو الجمعية البرلمانية لمنظمة بلدان الكومنولث، عن اعترافها بشفافية الانتخابات، وأنها تتفق مع كل المبادئ والقواعد الديمقراطية، وكان أنصار تيموشينكو سبق ونقلوا عنها قولها إنها سوف تعترف بنتائج الانتخابات أيا كانت في حال اعتراف ممثلي المنظمات الغربية الموجودين بصفة مراقبين بشفافية الانتخابات وعدالة نتائجها، وأعلن أنصار يانوكوفيتش، في غمرة احتفالاتهم بالفوز، أن تيموشينكو تبدو مدعوة للاعتراف بفوز غريمها إذا كانت تتمسك حقيقة بمبادئ الديمقراطية مثلما هو الحال في كل بلدان الاتحاد الأوروبي.

أما عن العار الذي قال يوشينكو إنه يشعر به تجاه نتائج الانتخابات، فقد أكد مناصرو يانوكوفيتش أن مثل هذا العار شعور طبيعي لمن أودى بالبلاد إلى مثل هذه الأوضاع السيئة، ولمن لم يستطع تحقيق أي إنجاز للوطن الذي عهد إليه بقيادته على مدى 5 سنوات، وفي هذا الإطار كشف كثيرون من الذين أعطوا أصواتهم لتيموشينكو أنهم فعلوا ذلك ليس تأييدا لها، وهي التي كانت أحد أسباب انفراط عقد رفاق «الثورة البرتقالية» وتردي الأوضاع في البلاد، بقدر ما فعلوا ذلك نكاية في يانوكوفيتش وتوجهاته، ومن المقرر أن تعلن اللجنة المركزية للانتخابات عن النتائج الرسمية في موعد أقصاه 10 أيام أي في 17 فبراير (شباط) الحالي.

وحتى ذلك الحين، يعكف أنصار يانوكوفيتش على التفكير في السبيل المناسبة لإقالة تيموشينكو من منصب رئاسة الحكومة وتشكيل الأغلبية البرلمانية المناسبة لاتخاذ مجلس «الرادا» (البرلمان) لمثل هذا القرار، في الوقت الذي يدعو فيه آخرون إلى حل البرلمان والإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة يقولون إنها قد تسفر عن أغلبية مريحة ليانوكوفيتش، وتكون عقبة مناسبة ضد العودة إلى رفع شعارات على غرار الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.