محادثات الصحراء تبدأ اليوم في نيويورك.. وتوقع جولة مغاربية لروس بعدها

مصدر أممي لـ «الشرق الأوسط»: سقف التوقعات بشأنها ليس عاليا

خوسي لويس ثباطيرو رئيس الحكومة الاسبانية خلال جلسة للبرلمان امس وتمسك اسبانيا بخيوط كثيرة تتعلق بنزاع الصحراء الذي تجري بشأنه اليوم في نيويورك محادثات غير رسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو ( ا.ب)
TT

قالت مصادر أممية في نيويورك إن الأمم المتحدة تأمل أن تؤدي المحادثات غير الرسمية التي تنطلق اليوم بين المغرب وجبهة البوليساريو في مدينة ارمونك في ضواحي نيويورك، إلى عقد جولة خامسة من المفاوضات في غضون أسابيع، بيد أن المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» هاتفيا من الرباط، أفادت أن «سقف التوقعات ليس عاليا، وهناك تباعد في وجهات نظر الطرفين، لكن كريستوفر روس (المبعوث الأممي لنزاع الصحراء) سيبذل قصارى جهده لتعزيز الثقة بين الجانبين».

وردا على سؤال حول مدى صحة معلومات بشأن جولة سيقوم بها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، شخصيا للمنطقة لحث الطرفين على التقدم في مفاوضات التسوية السلمية، قال المصدر: «ليس هناك على المدى القريب توجه نحو خطوة مثل هذه، ولا توجد زيارة على جدول أعمال الأمين العام للأمم المتحدة للمغرب العربي، لكن زيارة روس بعد محادثات ارمونك مرجحة للغاية»، على حد تعبيره.

يشار إلى أن الرباط قللت بدورها من أهمية محادثات ارمونك، التي يفترض أن تقود إلى جولة خامسة بين الطرفين، وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية المغربية الليلة قبل الماضية «سيشارك المغرب في الاجتماع.. يحدوه حسن النية والروح البناءة، ونأمل أن تتجاوز الأطراف الأخرى تصوراتها الجامدة، وتنخرط في ديناميكية إيجابية من أجل التوصل إلى حل سياسي توافقي وواقعي قابل للتطبيق بما يخدم السلم والاستقرار وتنمية المنطقة في إطار اتحاد المغرب العربي».

وتشارك الرباط بوفد رفيع يضم الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية، ومحمد ياسين المنصوري رئيس جهاز المخابرات الخارجية الذي يعرف في المغرب باسم «إدارة الدراسات والمستندات»، وماء العينين بن خليهن ماء العينين الأمين العام للمجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية (يتبع مباشرة لملك المغرب)، حيث لوحظ أن رئيس المجلس، خليهن ولد الرشيد، لم يشارك في الوفد، في غمرة تكهنات تقول إنه سيعفى قريبا من منصبه. في حين تشارك كل من الجزائر وموريتانيا بصفتهما مراقبين.

وفي غضون ذلك، أفاد مصدر مطلع أن برنامج زيارات العائلات الصحراوية بعضها بعضا لن تتوقف، حيث تنظم البعثة الأممية في الصحراء (مينورسو) زيارات لعائلات صحراوية توجد في تندوف (جنوب غربي الجزائر) لأهلهم وذويهم في الصحراء، كما يزور صحراويون من مدن العيون والداخلة وسمارة أقاربهم في تندوف. وكان أعلن في وقت سابق أن الجزائر وجبهة البوليساريو يعتزمان تشييد جدار حول مخيمات تندوف لمنع أي انتقال من هناك نحو المدن الصحراوية. وقال المصدر ذاته إن زيارات «بناء الثقة» ستستمر عبر رحلات جوية، وأن تشييد طريق بري بين المدن الصحراوية والحدود الجزائرية سيتم أيضا لكنه لم يحدد موعدا لذلك. وكانت المفوضية السامية للاجئين حصلت في وقت سابق على موافقة كل من الرباط والجزائر على فتح طريق بري بين البلدين لتسهيل تنقل الصحراويين في إطار زيارات «بناء الثقة».

كما أن برنامج «بناء الثقة» يشتمل على إجراء مكالمات هاتفية بين المدن الصحراوية وتندوف، تقتصر على الأمور الاجتماعية. وقالت بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) إنه تم إجراء 66 ألف مكالمة هاتفية. وكذلك تبادل رسائل بريدية بين الجانبين، بيد أن مصادر «مينورسو» تقول إن صعوبات واجهت مسألة تبادل الرسائل البريدية، وإن هذه الخطوة لم تتم حتى الآن، بسبب اعتراضات تلقتها البعثة الأممية من الجانبين. وبموازاة مع ذلك، وبشأن العائلات الراغبة في الزيارة، قالت «مينورسو» إن عدد الأشخاص الراغبين في الاستفادة من الزيارة، الذين سجلت البعثة الأممية أسماءهم، يبلغون 19 ألف شخص، وأن قرابة 4 آلاف استفادوا حتى الآن من البرنامج.