احتفال لبناني تقليدي رأسه البطريرك صفير في بيروت وآخر سوري حضره عون وأقطاب مسيحيي «8 آذار»

موارنة لبنان يكشفون عن عمق انقسامهم في ذكرى شفيعهم

الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، محاطا برئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري في قداس البطريرك صفير (إ.ب.أ)
TT

لم يمر الاحتفال بذكرى مرور 1600 عام على رحيل شفيع الطائفة المارونية «مار مارون» من دون تجاذبات على الساحة السياسية اللبنانية، لا سيما بعد تفضيل وفد ضم رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ورئيس الجمهورية السابق إميل لحود بالإضافة إلى عدد من النواب والوزراء والشخصيات، الاحتفال بالمناسبة في بلدة براد القريبة من حلب، في حين أقيم، كالعادة، احتفال رسمي في كنيسة مار جرجس في وسط بيروت تَرأّسه البطريرك الماروني نصر الله صفير وحضره رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحشد من الوزراء والنواب والسياسيين. وفي كلمته تمنى صفير أن «تحمل المناسبة في الأعوام المقبلة أياما خيرا من هذه الأيام التي يعيشها لبنان». وشدد خلال عظته على أن «هذه الكنيسة المارونية التي أسسها مار مارون يشهد لها الله بقيام العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين ولا سيما على أرض لبنان». ومع أن المناسبة دينية، لم تغب السياسة عن تصريحات المشاركين اللبنانيين في الاحتفال السوري إذ رد المشاركون فيه على اعتبار الفريق المسيحي اللبناني الآخر إحياء هذه المناسبة في سورية لأول مرة وعلى نحو غير مسبوق «تغطية مارونية للتحالف السياسي مع دمشق» بالتأكيد على أهمية هذه العلاقة مع سورية. ولفت عون إلى أن مجيئهم إلى سورية «يرتدي أهمية تاريخية لكونه يطلق مسارا جديدا لإحياء التراث المشرقي الحقيقي للمسيحيين»، مؤكدا على أن الخطوات الأولى للمسيحية انطلقت من سورية وخصوصا «كنيسة أنطاكيا التي تنتمي إليها كل الطوائف المسيحية الشرقية». وأضاف عون أن «كل البطاركة اليوم لهم مسمى واحد هو بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق، والمسيحيون في الأساس كانوا جميعا في كنيسة أنطاكيا، وأعتقد أن آباء الكنيسة الأوائل انطلقوا من هذه المنطقة وهم يعبّرون عن وحدتها ووحدة جذورها». وأعرب عون عن سعادته بهذه المناسبة ووجه «أسمى درجات التقدير إلى الرئيس السوري بشار الأسد ومحبته وتقديره للشعب السوري». أما النائب سليمان فرنجية فقد تمنى في تصريحات لصحيفة سورية «لو أن صفير كان حاضرا على رأس الوفد اللبناني في الاحتفال بذكرى مار مارون في سورية»، ليستدرك فيقول: «لكننا نعتبر أن الوجود والتمثيل الروحي كان حاضرا عبر ممثل قداسة البابا ومطران حلب». وفي معرض رده على الانتقادات التي وجهت إلى الذين تركوا لبنان للاحتفال بالمناسبة في سورية، قال فرنجية: «نحن نحتفل عند مار مارون شفيع طائفتنا وفي أرضه ودياره، لا نجد حرجا في ذلك، بل نفتخر بأن قديسنا يتم تكريمه في سورية». وأوضح أن «الزيارة لا تحمل أي أهداف سياسية وهي ذات بعد ديني لا يلغي العلاقة الخاصة مع سورية، بل يعمقها». وأضاف: «ليست لدينا عقدة في العلاقة مع سورية لكن يبدو أن البعض أصبح لديه عقدة من هذه العلاقة». وفي تصريح مماثل، اعتبر رئيس الجمهورية السابق إميل لحود أن «الاحتفال بسورية في مئوية القديس مارون أمر طبيعي، لأن أهم مكان هو المكان الذي وُلد فيه مار مارون وتَنسّك وبشّر ودُفن فيه، هذا هو النبع والأصول، ونحن نفخر أننا جئنا إليه حجاجا لنحتفل به ومعه».

وفي لبنان توالت ردود الفعل على «الانقسام الماروني» الذي تشهده المناسبة للمرة الأولى، فأعرب وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار عن اعتقاده أن «هناك إرادة سورية واضحة لإبراز قوّة دمشق ومدى تأثيرها في لبنان». واعتبر أن «هذا الموضوع سياسي بامتياز». وأشار إلى أن «هذا الأمر ينذر بعودة التأثير السوري الواضح في السياسة الداخلية اللبنانية».