وزير الصحة اللبناني: الطائرة الإثيوبية انفجرت في الجو مما أدى إلى تشوه الجثث

أعلن أن ما يتم انتشاله أجزاء بشرية وليست جثثا

TT

فيما لا تزال عمليات البحث عما تبقى من جثث لركاب الطائرة الإثيوبية المنكوبة مستمرة منذ أكثر من أسبوعين، أعلن وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة أن ما يتم انتشاله أجزاء بشرية وليست جثثا كاملة. وفي الصرخة الانسانية التي أطلقها خليفة أمام الأهالي الذين ينتظرون صدور نتائج فحوصات الحمض النووي في مستشفى بيروت الحكومي حيث لا تزال ترقد الجثث التي انتشلت الأحد الماضي والأجزاء البشرية التي تصل تباعا، قطع الشك باليقين وأكد أن الطائرة انفجرت في الجو بغض النظر عن أسباب الحادثة، الأمر الذي أدى إلى تشوه الجثث وتقطعها داعيا الأهالي إلى تقبّل الواقع. وأضاف خليفة الذي بدا متأثرا ومنفعلا من طريقة تقويم البعض لمجريات هذه العملية «بحسب التحليلات والصور فإن الجثث لم تصل إلى قعر البحر كاملة، لذا نحاول التكتم وعدم الحديث عن الأمر. وكل ما تجده فرق الانقاذ يتم إرساله إلى مستشفى بيروت الحكومي ونحاول تحليل الأجزاء ليلا ونهارا لمعرفة لمن تعود هذه الأجزاء البشرية». وأشار إلى الصعوبات التي تواجه فريق العمل في فحوصات الحمض النووي ومطابقته مع الخريطة الجينية لعائلات ضحايا الطائرة، «وهي أسباب محض علمية وطبية». وبعدما أعلن عن هويّة 4 جثث؛ واحدة للبناني حسين يوسف الحاج علي وثلاثة لإثيوبيين، واحدة منها لكابتن الطائرة وستخضع للتشريح، وقال «سنضع كل الأجزاء التي تصل إلى المستشفى بعد تحليلها في صناديق مقفلة ونسلمها إلى الأهالي». وقد طالب خليفة رجال الدين والمجتمع المدني بالتحرك لمساعدة الأهالي المفجوعين ومواساتهم مشيرا إلى أنه يجب أن يصدر قرار مدني ديني سياسي في هذا الموضوع خلال 48 ساعة. قائلا: «لم نسمع أحدا من رجال الدين أو المجتمع المدني يعزي ويواسي الناس الواقعين تحت الصدمة». وفي حين لم يعلن أي مصدر رسمي أي معلومات عن انتشال المزيد من الجثث خلال عمليات البحث، كانت الأخبار التي ترد إلى المستشفى مع تقدم ساعات النهار ويتلقفها الأهالي المفجوعون والمنتظرون تحت الأمطار على المقاعد التي خصصت لهم منذ اليوم الأول للفاجعة، تشير إلى انتشال المزيد من الأجزاء البشرية، وهي لن تصل إلى المستشفى قبل خضوعها للفحوصات الطبية اللازمة في قاعدة بيروت البحرية. وفي حين كانت التحديات تتضاعف في وجه الدولة اللبنانية بدءا من الانتقادات التي توجه إليها عن تقاعس في أعمال البحث وصولا إلى الطقس العاصف، اتسم لقاء وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي بأهل الضحايا بالصراحة والوضوح، بعدما أطلعهم على مسار عمليات البحث ووعدهم ببذل أقصى الجهود. وأكد العريضي أن عمليات البحث مستمرة والأولوية لانتشال الضحايا، مشيرا إلى أن العمل لن يتوقف إلا بقرار حكومي يتخذ في مجلس الوزراء اللبناني. كذلك، كانت عمليات البحث على شاطئ الناعمة، جارية على قدم وساق من قبل فريق مغاوير البحر في الجيش اللبناني رغم الطقس العاصف وارتفاع منسوب الموج، لانتشال المزيد من الجثث والصندوق الأسود الثاني الذي يحتوي على التسجيلات الصوتية، وقد استبدل الغطاسون الزوارق الصغيرة التي اعتادوا استخدامها بالطرادات الكبيرة، فيما لا تزال باخرة «أوشن ألرت» الأميركية تقوم بمسح شامل للمنطقة. وبعدما نقل الصندوق الأسود الأول المعروف بـ«السجل الرقمي» الذي انتشل السبت الماضي، صباح أول من أمس على متن طائرة خاصة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى باريس برفقة أعضاء لجنة التحقيق المكلفة بمتابعة التحقيقات في الحادث غادر أمس بيروت، عضوا لجنة التحقيق الإثيوبيان إلى أديس أبابا، بعدما شاركا في التحقيقات الأولية مع اللجان المختصة، على أن تتواصل هذه التحقيقات الفنية إلى أن يتم انتشال الصندوق الأسود الثاني وإرساله أيضا إلى فرنسا لتحليل معلوماته.