علي عثمان طه: الانفصال سيكون قفزة إلى الظلام من جانب الجنوبيين

قال إنه تم الاتفاق مع القاهرة على ألا تكون حلايب ورقة للمزايدين

TT

وصف علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني الساحة العربية والسودانية بأنها منطقة ضغط منخفض لكل الممارسات الغربية والأهداف الخارجية , وأكد أن العالم العربي قوى بحكم الحق الموضوعي الذي لن يهزم وإن طال الزمن، وأضاف: «قد نكون خسرنا جولات، ولكن علينا أن لا نخسر المعركة وأن نتجاوز ما يحدث هنا وهناك».

وأكد أن بين مصر والسودان اتفاقا على معالجة موضوع حلايب بحيث لا يكون ورقة لمن يريد أن يزايد على العلاقات بين البلدين، أو يدفع بها نحو التوتر وبحيث يتم أيضا حفظ حقوق المواطنين بكلا البلدين في المصلحة العليا والمصير المشترك للبلدين.

وقال على عثمان طه خلال لقائه أمس بالصحافيين والمفكرين المصريين على هامش زيارته الحالية لمصر إننا نرى أن المواطن في كلا البلدين مواطن واحد والمصلحة العليا مشتركة.

وانتقد عثمان ما وصفه بصناعة الغرب لملف دارفور وتصعيده إلى قاعات مجلس الأمن ووضعه على قوائم مضابط الأمم المتحدة ثم إطلاق الخدعة بأن دارفور تهدد الأمن والسلم العالمي، وأشار في ملتقى إعلامي جمع المفكرين والقانونيين والمثقفين إلى أن «أمامنا انتخابات شاملة في السودان ولن تكون عادية»، وتساءل: «هل يُعقل أن الاتحاد الأوروبي يصدر قرارا بإرسال 130 عضوا لمراقبة الانتخابات في السودان؟»، وقال: «أتصور أن هذا العدد لمراقبة الصورة التي يريدونها في السودان ولذا نحن عازمون على هزيمة هذا المخطط في الميدان ومعركتنا أننا ننطلق من حقائق والسودان كتاب مفتوح للجميع ولن نحتاج من يجاملنا بشكل عاطفي ولكن لكشف الحقيقة التي يشوهها الغير».

وأضاف أن الانتخابات سوف تجرى في الجنوب ولأول مرة يكون المنتخب لديه 8 بطاقات في الشمال و12 بطاقة انتخاب في الجنوب لاختيار الرئيس والبرلمان والولاة وقد أعطى القانون السوداني الحق للمسلم والمسيحي في الشمال والجنوب للمنافسة على مقعد رئاسة الجمهورية ومع كل ذلك عازمون على إنجاح التجربة وإعطاء الشعب الحرية الكاملة لاختيار من يمثله على كل المستويات.

ثم انتقل إلى موضوع الاستفتاء في الجنوب مطلع العام المقبل وحق تقرير المصير لاختيار الوحدة الطوعية ثم حذر من مخاطر التقسيم والتشطير لما له من تأثير واضطراب على مستوى أفريقيا والسودان ذاته. وقال: «للانفصال محاذير كثيرة ومخاطر كبيرة وسيكون قفزة نحو الظلام للجنوبيين لعدم خبرتهم في الحكم ورسالة سالبة لأفريقيا». وأضاف: «لقد أعطينا الجنوب ضمانات لتأمين فرص الوحدة في الموارد والثقة والضمانات والجنوب يشارك في إدارة كل شؤون السودان بدءا من الرئاسة ومرورا بمجلس الوزراء والخارجية والتجارة الخارجية»، وقال إن «اتفاق نيفاشا يجعل من الوحدة خيارا طوعيا وجاذبا».

وفى رده على سؤالين لـ«الشرق الأوسط» حول تأثير قرار أوكامبو الأخير على الانتخابات السودانية قال إنه يدعم الرئيس البشير ويزيد من الالتفاف الجماهيري حوله ولن يؤثر على وجود تحالفات جديدة في الانتخابات وعن نتائج القمة السودانية التشادية وصفها بالإيجابية وتم إبلاغها لكل من مصر والسعودية وقطر وليبيا مشيرا إلى أن نتائجها تسهم في حل قضية دارفور باعتبار أن مسرح عمليات الحرب في دارفور كانت من تشاد.