4 عبارات على يد بالين تحرجها أمام الإعلام الأميركي.. والبيت الأبيض يدخل على الخط

جدل حول الأجر المالي الذي تلقته مقابل ظهورها في مؤتمر «حفل الشاي»

بالين تتحدث في مؤتمر «حفل الشاي»، وفي الإطار بدا روبرت غيبس كبير الناطقين باسم البيت الأبيض وهو يشير إلى راحة يده في مستهل لقاء صحافي أمس (أ.ب)
TT

ما زال خطاب المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأميركي سارة بالين أمام مؤتمر حركة «حفل الشاي» يثير الانتباه في الولايات المتحدة، إلا أن سبب الانتباه ليس هو الذي كانت ترغب فيه بالين، ولم يرتكز على مضمون الخطاب وإنما على طريقة إلقائها له. فبالين التي اختارت أن تلقي خطابها من أوراق مكتوبة بدلا من خطاب على آلة خطاب إلكترونية، الوسيلة المفضلة لدى الرئيس باراك أوباما، قالت في خطابها إن الشعب الأميركي لا يريد خطابات من «قائد لديه كاريزما يقرأ من آلة قراءة الخطاب الإلكترونية». إلا أنها فاجأت الأميركيين بأن عدم اعتمادها على آلة القراءة الإلكترونية لا يعني عدم اعتمادها على أدوات تساعدها على تذكر خطابها السياسي، إذ كشفت كاميرات التصوير أنها كتبت أربع عبارات رئيسية على راحة يدها من أجل تذكرها. وعندما سألها محاورها خلال مؤتمر «حفل الشاي» مساء السبت عن الأمور التي ترغب في أن يدعمها الساسة، ترددت بالين للحظات ثم نظرت إلى يدها لترد على السؤال. وظهر لاحقا أن يدها حملت عبارات «الطاقة» و«تقليص الميزانية» و«الضرائب» و«رفع معنويات الأميركيين».

وتعتبر العبارات الأربع محور سياسات الحزب الجمهوري الذي ينتقد سياسات الرئيس أوباما تجاه الصرف العام في الميزانية ورفع الضرائب لتمويل تلك الميزانية، إضافة إلى التركيز على الطاقة والنفط لضمان الاقتصاد الأميركي. أما العبارة الرابعة، وهي رفع معنويات الأميركيين فتأتي في وقت تزداد انتقادات الشعب الأميركي للساسة، وسط أزمة اقتصادية جعلت البطالة تصل إلى 10%.

وقد نشرت الصحف الأميركية صورة يد بالين والعبارات الأربعة مكتوبة عليها، بالإضافة إلى بث قنوات التلفزيون لتسجيل بالين، وهي تنظر إلى يدها قبل الإجابة على أسئلة محاورها. وتساءل مقدم البرامج السياسية الساخر جون ستيوارت في برنامجه مساء أول من أمس «لماذا تحتاج بالين إلى تذكير نفسها برفع معنويات الشعب الأميركي؟!». ووجه المذيع الكوميدي الأميركي ستيفن كولبير أشد الانتقادات لبالين مساء أول من أمس في برنامجه، واصفا إياها بـ«المعوقة»، ومنتقدا دفاع بالين عن المذيع اليميني المتشدد راش ليمبا الذي استخدم العبارة نفسها لوصف مجموعة من الناشطين الليبراليين. واعتبرت بالين أن هذه العبارة مناسبة لأنها في إطار فكاهي، بينما طالبت باستقالة كبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل لاستخدامه عبارة «المعوقين الملعونين» للمجموعة نفسها، قائلة إن الفرق بين ليبما وإيمانويل يكمن في أن الأخير استخدم العبارة بجدية لمهاجمة معارضيه.

واعتبرت المذيعة في قناة «إم إس إن بي سي» أندريا ميتشل أن كتابة بالين للعبارات على يدها أمر «يجب أن ننظر إليه بجدية»، خاصة مع انتقاد بالين لطريقة خطابة أوباما. وردا على منتقديها لاستخدامها يدها لتذكر أبرز العبارات التي تحدد خطاب الجمهوريين السياسي العام، كتبت بالين عبارة «مرحبا ماما» على يدها خلال مشاركتها في حفل لجمع التبرعات لحاكم ولاية تكساس ريك بيري.

وفي ما بدا وكأنه استهزاء ببالين، التي استعملت راحة يدها لكتابة نقاط خلال خطاب سياسي، دخل كبير الناطقين باسم البيت الأبيض على الخط، حيث قام بدوره بكتابة نقاط على راحة يده أثناء لقائه بالصحافيين أمس. وأظهر روبرت غيبس للصحافيين الكلمات التي كتبها على راحة يده من قبيل «أمل» و«تغيير» إلى جانب «بيض» و«حليب»، وذلك في مستهل لقائه اليومي بهم. يذكر أن بالين ظهرت بقوة على المسرح السياسي في خطاب رئيسي أمام حركة «حفل wالشاي»، التي تأخذ اسمها من الواقعة الشهيرة في التاريخ الأميركي عندما ثار أميركيون ضد المستعمرين البريطانيين عام 1773، ورموا الشاي الذي كان البريطانيون يطالبون بضريبة عنه في البحر. والحركة الشعبية المحافظة تنتقد إدارة أوباما لتوسيع النشاط الحكومي في مجال الاقتصاد، معتبرين أن السوق الحرة أساس الدولة الأميركية. ورغم أن الحركة ما زالت شعبية لا يوجد لديها قادة رسميون، تعتبر بالين الوجه السياسي الأبرز الذي يؤيد ميول الحركة المحافظة جدا.

من جهة أخرى، أفادت تقارير أن بالين حصلت على 100 ألف دولار مقابل ظهورها في مؤتمر حركة «حفل الشاي». وقد وجهت انتقادات لبالين على هذا المبلغ، إلا أن فريقها أكد أنها «لن تستفيد من المال»، مما أثار تكهنات بأنها قد تستخدم الأموال للاستعداد لحملة انتخابية خاصة بها مستقبلا.

وبينما رفضت بالين استبعاد ترشحها لسباق الرئاسة الأميركية عام 2012، تعمل على لقاء أكبر عدد من الأميركيين خلال الأشهر المقبلة بالإضافة إلى المشاركة في فعاليات تضمن لها أجورا مالية قد تساعدها على تمويل مثل هذه الحملة.