الديمقراطيون يخسرون عملاقا آخر في الكونغرس

رحيل مورثا أبرز معارض لحرب العراق في أميركا

جون مورثا
TT

بعد وفاة السيناتور إدوارد كيندي العام الماضي، تلقى الحزب الديمقراطي الأميركي ضربة جديدة بوفاة النائب الديمقراطي جون مورثا، مساء أول من أمس، عن 77 عاما. انضم مورثا إلى الكونغرس عام 1974، وصار من أبرز الوجوه الديمقراطية فيه. وبعد أن اشتهر بكونه أول محارب من حرب فيتنام ينتخب لمجلس النواب قبل 30 عاما، اشتهر خلال السنوات الماضية بكونه من أشد المعارضين للحرب على العراق.

توفي مورثا إثر مضاعفات تلت عملية جراحية في الطحال. وجاء نبأ وفاته في وقت يعاني الحزب الديمقراطي مشكلات داخلية مع خسارة مقعد السيناتور كيندي في ماساشوستس لمصلحة الحزب الجمهوري، وولاية بنسلفانيا التي كان يمثلها مورثا صوتت للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2008. ومع وفاة مورثا، يخسر الديمقراطيون صوتا إضافيا داعما لسياسة إصلاح نظام الرعاية الصحية، المشروع الأبرز للحزب الديمقراطي داخليا.

وقال مكتب مورثا: إن النائب الديمقراطي المحافظ، المتحدر من بنسلفانيا، توفي بسلام في أحد مستشفيات أرلينغتون في فيرجينيا وهو محاط بأهله. وعبر الرئيس باراك أوباما في بيان عن «حزنه» لوفاة النائب الديمقراطي الذي كان «صوتا جديرا بالاحترام فيما يتصل بقضايا الأمن القومي». وأمر أوباما بتنكيس الأعلام في البيت الأبيض مشيدا بدور النائب الراحل في القضايا الداخلية والخارجية على حد سواء لأكثر من ثلاثة عقود.

وقد لعب مورثا دورا في الإطاحة بالديكتاتور البنمي مانويل نورييغا، وفي الحوادث التي أدت إلى طرد الرئيس الفيلبيني فرديناند ماركوس من السلطة بعد حكم طويل، وفي تمويل إمدادات الأسلحة التي كانت تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) للمقاتلين الأفغان ضد السوفيات في الثمانينات.

خدم مورثا جنديا في مشاة البحرية الأميركية (المارينز) وقاتل في فيتنام، قبل أن ينتخب للمرة الأولى عضوا في مجلس النواب الأميركي في 1974 ممثلا لولاية بنسلفانيا، وكان رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات الدفاع في مجلس النواب. وفي 2002 صوت مورثا ضد غزو العراق ثم أثار عاصفة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 بقوله: إن القوات الأميركية يجب أن تغادر العراق. وقال حينها: «الحرب في العراق لا تسير مثلما يقال عنها، إنها سياسة خاطئة محاطة بوهم. قوات الولايات المتحدة والائتلاف عملوا ما كان بإمكانهم في العراق، ولكن الوقت حان لتغيير المسار، جيشنا يعاني ومستقبل بلادنا في خطر، لا يمكن لنا مواصلة المسار الحالي». وفي 2006 أثار عاصفة أخرى عندما اتهم جنودا أميركيين بقتل مدنيين عزلا في بلدة حديثة في العراق، متهما الجيش الأميركي بالتعتيم على القضية. وأصدر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بيانا قال فيه: «في تعاملاتنا عبر السنوات، جون وأنا لم نتفق دائما ولكنني دائما احترمت صراحته، وأعرف أنه اهتم كثيرا برجال الجيش الأميركي ونسائه والاستخبارات»، مضيفا: «أميركا خسرت وطنيا حقيقيا». من جهتها، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي: «اليوم وبوفاة مورثا نفقد مواطنا كبيرا»، مشيدة بـ«شجاعة» مورثا في مواقفه حيال الحرب في العراق. ومن المهام التي قام بها مورثا، زيارته لبيروت في 1982 و1983 بتكليف من رئيس مجلس النواب آنذاك تيب أونيل لتقييم قرار الرئيس الأميركي رونالد ريغان إرسال قوات للمارينز في بيروت خلال الحرب الأهلية.