تيموشينكو ترفض الاعتراف بهزيمتها وبوادر انشقاق في معسكرها

أنصار يانوكوفيتش يتدفقون على العاصمة الأوكرانية.. وواشنطن تشيد بالاقتراع

TT

بعد صمت طال لما يقرب من اليوم تأجل فيه موعد مؤتمرها الصحافي ثلاث مرات خرجت المرشحة الرئاسية يوليا تيموشينكو، عن عزلتها لتجتمع بمؤيديها وأعضاء كتلتها الحزبية معلنة رفضها قبول نتيجة انتخابات الأحد الماضي التي تشير النتائج الرسمية فيها إلى هزيمتها أمام منافسها فيكتور يانوكوفيتش بفارق 3.5%. وأوكلت تيموشينكو إلى مستشاريها القانونيين مهمة جمع قرائن «التزوير» للتقدم بها إلى القضاء، مؤكدة إصرارها على عدم الاعتراف بالنتائج وضرورة إجراء جولة ثالثة للانتخابات على غرار ما جرى في عام 2004. في غضون ذلك، تشهد كييف تواصل تدفق الباصات التي تحمل أنصار يانوكوفيتش من مختلف مناطق شرق وجنوب أوكرانيا ممن راحوا ينصبون خيامهم الزرقاء أمام مبنى اللجنة المركزية للانتخابات يرفعون راياتهم الزرقاء والشعارات التي تطالب بالكف عن حملات الثورة البرتقالية. ويواصل يانوكوفيتش مشاوراته من أجل الخروج من المأزق الراهن في إطار ضرورة تشكيل الأغلبية البرلمانية اللازمة للإطاحة بتيموشينكو. غير أن هناك من يقول باحتمالات تراجعه عن إصراره على إقالة تيموشينكو تحت ضغط تلويحها باللجوء إلى القضاء وتمسكها بإعادة الانتخابات.

وقال تاراس تشيرنوفيل السياسي المستقل الذي سبق أن انضم إلى تحالف يانوكوفيتش، إن يانوكوفيتش قد يضطر إلى قبول المساومة والتراجع عن إصراره على الانفراد بالسلطة ما يمكن أن يفرض احتمالات قبول تيموشينكو في منصب رئاسة الحكومة مقابل تراجعها عن اللجوء إلى القضاء والاستمرار في معارضتها له وهو ما قد يساهم في الحيلولة دون انشقاق الوطن على ضوء نتائج الانتخابات التي قسمت أوكرانيا إلى معسكرين: الشرقي ويمثله يانوكوفيتش، والغربي وتمثله تيموشينكو.

غير أن ذلك يبدو بعيدا عن الواقع، إذ ظهرت بوادر انشقاق في معسكر تيموشينكو من جانب بعض نواب مجلس «الرادا» الذين يرون في تصرفاتها «ضربات موجهة ضد الديمقراطية» في الوقت الذي اتفق فيه مع هذا الرأي كثيرون من ممثلي المنظمات الغربية التي شاركت في الرقابة على الانتخابات. ونقلت وكالة «آر بي كي» الروسية عن نيكولاي تومينكو نائب رئيس مجلس «الرادا» عن كتلة «تحالف تيموشينكو» دعوته إلى الاعتراف بنتائج الانتخابات والإعلان عن التحول إلى مواقع المعارضة. وقالت المصادر إن اللجوء إلى القضاء الذي تطالب به تيموشينكو لن يعني صدور قرار يقضي بإلغاء الانتخابات بل يمكن أن ينص على إلغاء الأصوات التي ثبت التزوير بشأنها. ورحبت الولايات المتحدة أمس بحسن سير الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، حسبما جاء في بيان صدر عن سفارتها في كييف من دون الإشارة إلى الفائز بها المعارض الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. بدورها، ذكرت مصادر الجهاز الصحافي للكرملين أن الرئيس ميدفيديف اتصل هاتفيا بيانوكوفيتش ليهنئه بنجاح العملية الانتخابية ولم يبعث برسالة تهنئة بالفوز، ربما تفاديا لعدم تكرار خطأ الرئيس السابق فلاديمير بوتين الذي سبق وسارع بتهنئة يانوكوفيتش في 2004 وبعد انتهاء الجولة الثانية للانتخابات التي ألغيت فيما بعد نتائجها لتجرى جولة ثالثة فاز بها فيكتور يانوكوفيتش.