عضو كونغرس يطلب عدم محاكمة عبد المطلب في ديترويت

مثل مشكلة محاكمة خالد شيخ محمد في نيويورك

عبد المطلب
TT

مثل مشكلة محاكمة خالد شيخ محمد، مخطط هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، في نيويورك، أو نقله إلى مكان آخر، أو محاكمته أمام محكمة عسكرية، طلب أمس عضو في الكونغرس نقل محاكمة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب من مدينة ديترويت إلى مدينة أخرى.

ويوم الجمعة، مثل عبد المطلب أمام محكمة فيدرالية في ديترويت في أول إجراء قضائي، وسئل فيه إذا كان مجرما، ونفى التهمة، ثم أمر القاضي بإعادته إلى السجن الفيدرالي في ديترويت إلى حين بداية محاكمته، ربما في أبريل (نيسان) القادم. ظل عبد المطلب في السجن الفيدرالي منذ اعتقاله يوم عيد الميلاد الماضي، بتهمة محاول تفجير طائرة كانت تقل مسافرين من أمستردام إلى ديترويت. وأمس، نشرت صحيفة «ديترويت نيوز» تصريحات أدلى بها بيتر هوكسترا، عضو الكونغرس الجمهوري من دائرة في ضواحي ديترويت، طلب فيها نقل محاكمة عبد المطلب من ديترويت. وقال: «عندما يقف عبد المطلب أمام المحكمة الفيدرالية في ديترويت، سيكون مبني المحكمة هدفا مؤكدا للإرهابيين». وأضاف: «من أين لنا بتكاليف الحراسة الأمنية؟ تعاني المدينة والمقاطعة من أزمة مالية حادة. ولا تقدران على الصرف على حراسات مشددة بهدف حماية المواطنين».

ولاحظ مراقبون وصحافيون في واشنطن أن مشكلة محاكمة عبد المطلب في ديترويت تشبه مشكلة محاكمة خالد شيخ محمد في نيويورك. في الخريف الماضي، أمر الرئيس باراك أوباما بوقف إجراءات تقديم شيخ محمد وزملائه في سجن غوانتانامو العسكري الأميركي في كوبا، إلى محكمة عسكرية، وتقديمهم إلى محكمة مدنية في نيويورك. لكن، أثار القرار نقاشا كبيرا، وعارضة قادة الحزب الجمهوري، وقالوا إن شيخ محمد إرهابي كبير، وأعلن الحرب على أميركا، ويجب أن يحاكم محاكمة عسكرية.

وقبل أسبوعين، انضم إلى المعارضين عمدة مدينة نيويورك، وقال إن المحاكمة ستكلف المدينة ملايين الدولارات، لحراسة المحكمة، والاحتياط من هجوم إرهابي، أو من احتمال هروب شيخ محمد عن طريق خطة إرهابية. وأضاف العمدة أن محاكمة شيخ محمد في نيويورك ستزيد رعب وخوف مواطني المدينة، الذين لم ينسوا هجوم 11 سبتمبر سنة 2001. لهذا، وأخيرا، أعلن البيت الأبيض أنه يعيد النظر في تقديم شيخ محمد إلى محكمة مدنية في نيويورك، ويتوقع أن يقدم إلى محكمة مدنية خارج نيويورك. ولاحظ المراقبون والصحافيون في واشنطن أن قيادة عضو الكونغرس هوكسترا لحملة نقل عبد المطلب من ديترويت لها صلة بترشيحه لمنصب حاكم ولاية ميشيغان باسم الحزب الجمهوري. وذلك لأن الحزب الجمهوري يقود الحملة، ليس فقط لنقل محاكمة الإرهابيين من المدن التي ارتكبوا فيها جرائمهم، ولكن، أيضا، لوقف محاكمتهم في محاكم مدنية، وإعادتهم إلى غوانتانامو ليحاكموا محاكمات عسكرية.

في الوقت نفسه، يستمر التحقيق مع عبد المطلب في السجن الفيدرالي في ديترويت. وقال مسؤول في مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) إن عبد المطلب يتعاون مع المحققين، بعد أن كان رفض ذلك، وإن المكتب يحقق مع مسافرين كانوا في الطائرة مع عبد المطلب، ومع قائد الطائرة والمضيفات فيها.

وفي الأسبوع الماضي، كما نقلت وكالة «أسوشييتد برس»، كشف مدير إدارة الطيران المدني الأميركي أن تحقيقاته أوضحت أن قائد الطائرة لم يعرف، في البداية، ما حدث داخل طائرته.

وقال المدير إنه في صباح يوم عيد الميلاد الماضي، وفي طائرة «نورث ويسترن» المتجهة في الرحلة 253 من أمستردام، في هولندا، إلى ديترويت، في الولايات المتحدة، هجم مسافرون على عبد المطلب عندما حاول تفجير نفسه والطائرة، وطرحوه أرضا، وقيدوه، لكن، لم يكن قائد الطائرة يعرف ما حدث.

حتى عندما طلب قائد الطائرة من مطار ديترويت السماح له بهبوط سريع طارئ، لم يكن يعرف أن طائرته كادت أن تنفجر، وذلك لأن المضيفات لم يبلغنه في الحال بتفاصيل ما حدث. كما أنهن، عندما أبلغنه، قلن إن شخصا حاول إشعال ألعاب نارية داخل الطائرة.