نائب مقرب من دمشق: توقيت زيارة جنبلاط لسورية بيد الأسد.. وفي الوقت المناسب

قاسم هاشم توقع لـالشرق الأوسط» حصولها قبل نهاية الشهر

TT

أنهى رئيس «اللقاء الديمقراطي» اللبناني وليد جنبلاط اللمسات الأخيرة من اتفاق المصالحة غير المعلن بينه وبين دمشق في حديث «محو الإساءة» الذي أدلى به أول من أمس لصحيفة «السفير» اللبنانية، راميا الكرة في الملعب السوري الذي يفترض به أن يحدد موعدا لاستقباله «عندما ترى القيادة السورية ذلك مناسبا».

أجواء العاصمة السورية التي حملها معه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما خص جنبلاط كانت «إيجابية للغاية» كما أكد لـ«الشرق الأوسط»، رافضا الخوض في التفاصيل التي نقلها إلى جنبلاط المعاون السياسي للرئيس بري على حسن خليل صبيحة اليوم التالي لعودتهما من العاصمة السورية.

الإيجابية نفسها يعبر عنها عضو كتلة «البعث» في البرلمان اللبناني النائب قاسم هاشم الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الأمور قطعت «شوطا بعيدا» في إنضاج ظروف زيارة جنبلاط للعاصمة السورية»، وإذ ينفي هاشم إمكانية حصول الزيارة قبل نهاية الأسبوع الحالي كما تردد، لم يستبعد حصولها قبل نهاية فبراير (شباط) الحالي، مشيرا إلى أن تحديد موعدها «لدى الرئيس الأسد شخصيا».

وأكد هاشم أن العقد أمام زيارة جنبلاط إلى سورية ذللت بالكامل، لافتا إلى أن تحديد توقيتها وطريقتها أمر بيد الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن توقيتها مرهون بظروف معينة يتم العمل على إنضاجها. وقال هاشم إن «النقد الذاتي» الذي أجراه جنبلاط لمساره أمر إيجابي جدا، وأضاف: «أن العودة عن الخطأ فضيلة»، معتبرا أن جنبلاط تأكد جراء هذه المراجعة أن «العودة إلى الجذور هي الأساس» ورأى أن «الكلام الإيجابي الذي صدر عن جنبلاط يؤكد التحول في النظرة إلى قضايا كثيرة، وفيها تأكيد على العودة إلى مسار العلاقات التاريخية بين لبنان وسورية». وأشار هاشم إلى أن سورية أعلنت دائما أن علاقتها مع الأطراف اللبنانية تتحدد على أساس مدى التزام هذه الأطراف مجموعة ثوابت وخيارات أبرزها الإيمان بالمقاومة وحمايتها والالتزام بعروبة لبنان والعلاقات الأخوية المميزة بين لبنان وسورية»، معتبرا أن من يؤمن بهذه الثوابت «يلتقِ طبيعيا مع سورية التي تتعامل مع الأمور من منظار استراتيجي لا مكان فيه للمواقف الشخصية».

وكان جنبلاط ذكر أمس أنه لن يزور سورية «قريبا»، مشيرا إلى أنه سيفعل «عندما ترى القيادة السورية ذلك مناسبا». وقال جنبلاط بعد زيارة قام بها إلى رئيس الحكومة سعد الحريري إنه لن يزور سورية قبل 14 فبراير (شباط) ذكرى اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، وقال: «لقد صدر عني كلام أمس أعتقد أنه واضح، فعندما ترى القيادة السورية أنه من المناسب زيارة دمشق لن يكون عندي اعتراض، ولكن ليس هناك شيء في اليومين المقبلين».

وأكد جنبلاط مشاركته في ذكرى الحريري قائلا: «سأنزل مع الرئيس سعد الحريري للمشاركة في هذه الذكرى، فلماذا هذا السؤال المتكرر؟ لا أفهم ذلك، فهذه بديهيات». ولدى سؤاله عن قوله أكثر من مرة إنه سيحدد موقفه لاحقا من المشاركة، رد جنبلاط: «لم أعلن شيئا، ولكن لماذا تفسير التفسير؟»، مشيرا إلى أنه لن يلقي كلمة، وأضاف: «أنا متفق مع الرئيس الحريري على ذلك، ولكن سننزل معا وسأقوم بالواجب. وسأنزل كمواطن، وككل اللبنانيين، وفي النهاية فإن رفيق الحريري لكل اللبنانيين».

وأوضح عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة أنه ليس لديه معلومات جديدة حول الزيارة التي يزمع جنبلاط القيام بها إلى دمشق وقال: «أتصور ما كان يقال عن مناخ عام يجب التهيئة له، لكي تتم الزيارة، أتصور أنه أنجز، وكلام وليد بك لجريدة «السفير» بالأمس كان في قمة اللياقة تجاه الشعب السوري وقيادته، لتصويب بعض الأمور التي علقت في ذهن البعض من خلال التصريحات، ومن جهة ثانية قمة الحفاظ على كرامته وكرامة طائفته وحزبه». واعتبر حمادة أن «ما صدر في الصحيفة، إذا كان هناك من شيء مطلوب، فهذا هو المطلوب من الجانبين، وأذكر بأن النائب جنبلاط كان يقول: تحدد الزيارة في الوقت المناسب للقيادة السورية ولي شخصيا».

وحول الاتهامات التي وُجهت إلى سورية سابقا، رأى حمادة أن الكلام في موضوع الاغتيالات، يُترك القرار الأخير فيه للمدعي العام الدولي والمحكمة الدولية، وأضاف: «الاتهام السياسي ليس اتهاما عدليا وقضائيا.. والمحكمة الدولية التي ناضلنا من أجلها وحصلنا عليها هي التي تحدد في النهاية من الذي قام بالاغتيالات، دون اتهامات مسبقة في الوقت الحاضر».

ورأى حمادة أن «جمهور (14 آذار) ليس جمهورا ضمن كادر ضيق تتحكم فيه الأحزاب، فالجمهور بمعظمه مستقل يعبّر عن رأي حر، ورأي ربيعي كون الذكرى في آذار قريبة من الربيع، ربيع لبنان هو التعبير الحقيقي عن الديمقراطية، وأتوقع أن لا يقل الحشد السنة أبدا عن السنوات الماضية، وأن كل الخطابات ستكون متوازنة».

واعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة أن «ما يقوم به رئيس (اللقاء الديمقراطي) النائب وليد جنبلاط من تقارب ومصالحات مع كل الأحزاب والقوى السياسية إنما يصب في إطار الحفاظ على الطائف وبالتالي تحصين الساحة الداخلية في مواجهة التحديات التي تقوم بها إسرائيل». وأشاد طعمة بـ«وقوف ودعم المملكة العربية السعودية للبنان»، مشيرا إلى أن «ذلك ما تبدى بوضوح خلال جلسة مجلس الوزراء السعودي الذي دان التهديدات الإسرائيلية للبنان وما يشاع حول عدوان إسرائيلي قد يتعرض له». وفي المقابل، قال ممثل «تيار المستقبل» في الأمانة العامة لقوى «14 آذار» مصطفى علوش: «على الرغم من كل التبدلات التي حصلت كان رأي الرئيس سعد الحريري أن تستمر العلاقة الشخصية بينه وبين النائب وليد جنبلاط»، لافتا إلى أنه «بعد خروج (الحزب التقدمي الاشتراكي) من (14 آذار) بدأ التنسيق يخف ويضعف ولكن اللقاءات والحوارات لا تزال قائمة». وأضاف: «أفضّل أن أتجاوب مع طلب وليد جنبلاط بعدم التداول بموضوع ذهابه إلى سورية».