مسؤول أمني يحمل السياسيين مسؤولية تدهور الأمن في الموصل

الجيش الأميركي يطلق مصورا لـ«رويترز» بعد احتجازه 17 شهرا.. وينفذ اعتقالات غربي بغداد

أفراد أسرة المصور الصحافي ابراهيم جسام محمد يحتفون به بعد أن أفرج عنه الجيش الأميركي في العراق أمس (رويترز)
TT

اعتبر ضابط كبير في الشرطة العراقية، أمس، أن تصاعد أعمال العنف في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، «تقف وراءه خلافات سياسية». وقال اللواء أحمد حسين عطية، قائد شرطة الموصل إن «الجهات السياسية لها الدور الأكبر في تصاعد أعمال العنف في مدينة الموصل».

وأضاف عطية أن «القوات الأمنية لا تستطيع، وحدها، فرض الأمن والنظام من دون تعاون المواطنين والأطراف السياسية، خاصة تلك التي تمارس دورها الأكبر في القضاء على العمليات المسلحة بالموصل». وذكر، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن «هذه الأطراف، إن لم تقدم يد العون، فلن تتمكن أي قوة عسكرية من فرض الأمن مهما بلغت عدتها وعددها، ومثل هذا التعاون مفقود حتى الآن بسبب النزاعات بين القوائم التي بيدها مفتاح الأمان لمواطني الموصل» وتشهد مدينة الموصل تدهورا أمنيا بلغ ذروته خلال الأيام الماضية، وتمثل في تفجير كثير من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، التي خلفت عشرات القتلى والجرحى.

من جانبه، قال العميد الركن عبد الكريم الجبوري مسؤول غرفة عمليات مديرية شرطة الموصل، إن «الوضع الأمني في الموصل شهد نوعا من الهدوء النسبي قبل بدء انتخابات مجالس المحافظات مطلع العام الماضي، وهذا ما جعلنا نتفاءل بأن المدينة تتجه نحو الأفضل أمنيا». وأضاف أن «جميع الكتل السياسية جعلت الملف الأمني في مقدمة برنامجها الانتخابي، ولكن في الواقع، وبعد الانتخابات بفترة قصيرة شهدت المدينة تصعيدا كبيرا في وتيرة العمليات المسلحة، ولم نجد حتى الآن أي بادرة لتنفيذ برنامج أي قائمة لإيقاف تدهور الوضع الأمني في الموصل».

من ناحية ثانية، أفرج الجيش الأميركي في العراق عن مصور لوكالة «رويترز»، أمس، بعد نحو عام ونصف تقريبا من اعتقاله من منزله في منتصف الليل واحتجازه دون توجيه اتهام له، حسب ما أفادت به الوكالة. ولم يوضح الجيش الأميركي على وجه الدقة، قط، سبب اعتقال قواته لإبراهيم جسام محمد، الذي كان يعمل مصورا تلفزيونيا وفوتوغرافيا حرا، واحتجازه لهذه الفترة الطويلة، قائلا إن الأدلة الموجودة ضده سرية. وقال جسام بالهاتف للوكالة: بينما كان أفراد أسرته في استقباله: «كيف يمكن أن أصف شعوري.. كأنني ولدت من جديد». وحطمت القوات الأميركية والعراقية الأبواب في منزل جسام في بلدة المحمودية جنوبي بغداد، في سبتمبر (أيلول) عام 2008 وأخذته. وقضى الوقت في سجن صحراوي على الحدود العراقية الكويتية يطلق عليه اسم معسكر «بوكا»، ومركز الاعتقال الأصغر الذي يطلق عليه اسم معسكر «كروبر» قرب مطار بغداد. وأكد الجيش الأميركي أن جسام يمثل «تهديدا أمنيا»، وقال، العام الماضي، إن هذه الاتهامات لها صلة «بأنشطة مع متمردين» من دون ذكر أي شيء محدد. ويشير مصطلح «المتمردين» بوجه عام إلى الجماعات السنية، بينما جسام شيعي. من ناحية ثانية، استنكر الحزب الإسلامي العراقي، أمس، قيام قوات أميركية وعراقية بحملة اعتقالات خلال اليومين الماضيين في منطقة العامرية غربي بغداد. وذكر الحزب، في تصريح نشره موقعه الإعلامي، أن «منطقة العامرية ببغداد شهدت خلال اليومين الماضيين حملات دهم واعتقال عشوائية من قوات أميركية وعراقية خاصة قادمة من خارجها، طالت الكثير من أبناء المنطقة».

من جهة أخرى، تعرض أنبوب لنقل النفط الخام من حقول كركوك إلى مصفاة الدورة في بغداد لتفجير بعبوة ناسفة منتصف الليلة قبل الماضية، حسبما أعلن وزير النفط حسين الشهرستاني، أمس. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن «مجرمين يريدون حرمان الشعب من المشتقات النفطية فجروا منتصف الليل أنبوبا للنفط الخام في منطقة الراشدية (15كلم شمال شرقي بغداد) بعبوة ناسفة». وأوضح أن «هذا الأنبوب تم تأهيله قبل أيام، وجرى العمل به للمرة الأولى منذ سقوط النظام، إثر تعرضه إلى عمليات تخريبية».