مقتل مسيحي مصري على يد شرطي والأنباء تتضارب حول الأسباب

مصادر أمنية قالت إنها رصاصة خاطئة.. والكنيسة لا تعرف سببا للحادث

TT

قُتل أمس شاب مسيحي برصاص شرطي كان معينا لحراسة «مضْيَفة» منزل يستخدمه المسيحيون في قرية تتا التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية (85 كيلومترا شمال القاهرة) للصلاة.

وتضاربت الأنباء حول سبب الحادث، إذ قالت مصادر أمنية إنه حادث نتج عن رصاصة خاطئة، بينما قالت الكنيسة إنها لا تعرف سببا للحادث، بينما قال شهود العيان إن مشاجرة نشبت بين القتيل والشرطي بسبب معاتبة الأول للثاني لقيامه بمعاكسة فتيات القرية.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إنه «أثناء قيام الشرطي أمين إبراهيم بتأمين السلاح الميري الخاص به خرجت منه رصاصة على سبيل الخطأ استقرت في صدر المواطن المسيحي ملاك سعد عزيز (20 عاما)، وأردته قتيلا». وأضافت المصادر أن مئات المسيحيين تجمعوا أمام مستشفى منوف العام الذي نقل إليه جثمان المتوفى ورشقوا المبني بالحجارة مما أسفر عن تهشيم زجاج واجهة المستشفى.

إلا أن القمص تيموثاوس كاهن كنيسة مار جرجس بمنوف قال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا لا أعرف السبب الحقيقي وراء الحادث، ولكن الرواية الأمنية لا تبدو مقنعة بالنسبة لي، لأن نسبة المسيحيين في القرية لا تتجاوز نسبة الـ20% والشارع مليء بالناس فهل يعقل أن رصاصة خرجت بطريق الخطأ تختار مسيحيا من بين المسلمين الأكثر عددا، وتصيبه في القلب مباشرة».

وأوضح القمص تيموثاوس أن القتيل، ويعمل نجارا، والشرطي المتهم بالقتل تجمعهما علاقة ودية وأن البعض رآهما يجلسان معا بشكل ودي ومن دون مشاكل، إلا أنه لا يجد تفسيرا مقنعا للحادث.

ونفى وجود أي نزاعات طائفية في القرية بسبب تحويل المسيحيين منزلا إلى كنيسة للصلاة فيها، وقال: «الأمر لا يتعدى وجود مضيفة في أحد المنازل نقوم بالصلاة فيها منذ 40 عاما، والأمن يعلم ذلك جيدا، إلا أنه بالتزامن مع أعياد الميلاد الماضية في 7 يناير (كانون الثاني) الماضي فوجئنا بحراسة من الشرطة على المكان استمرت حتى أمس دون مبرر سوى الحراسة فقط»، مشيرا إلى أن جنازة الشاب المسيحي شُيعت أمس وسط إجراءات أمنية مشددة.

يأتي ذلك بينما أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الحادث سببه قيام المسيحي القتيل بمعاتبة الشرطي المتهم بالقتل لمعاكسته فتيات القرية فنشبت بينهما مشاجرة أطلق خلالها الشرطي النار على الشاب فأرداه قتيلا. وأضاف شهود العيان أن الشرطة فرضت طوقا أمنيا مكثفا داخل وخارج القرية لمنع أي مصادمات طائفية بين المسلمين والمسيحيين.

وكان ستة مسيحيين قد قتلوا وأصيب 9 آخرون في إطلاق نار على تجمع للمسيحيين خارج مطرانية نجع حمادي لمحافظة قنا (650 كيلومترا جنوب القاهرة) عشية الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، كما قُتل في الحادث شرطي مسلم كان مكلفا بحراسة المطرانية.

وقرر البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر أمس إرسال سكرتيره الخاص الأنبا يوآنس لرئاسة قداس الأربعين على روح ضحايا حادث نجع حمادي المقرر إقامته يوم الثلاثاء المقبل.