عاصفة ثلجية عاتية تجتاح شرق الولايات المتحدة تعرقل الملاحة الجوية وتغلق المدارس

مشاعر الاستياء بين أوساط أولياء الأمور وسعادة بين الطلاب

عامل ينظف الثلوج من امام مبنى الكونغرس في واشنطن (نيويورك تايمز)
TT

اجتاحت عاصفة ثلجية شديدة قادمة من الإقليم الأوسط المدن الكبرى الواقعة على الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة، مما أجبر على إغلاق المدارس والمكاتب وعرقل طيران مئات الطائرات عبر خط السكة الحديد المار شمال شرقي البلاد الحيوي للمرة الثانية في أقل من أسبوع.

وتحركت هذه العاصفة القوية، التي تسببت في سقوط الثلوج بكثافة وصلت إلى قدم في بعض الأجزاء من القطاع الأوسط من البلاد، بكامل قوتها في فيلادلفيا وواشنطن وبدأت تندفع مؤخرا صوب المناطق الحضرية في نيويورك، التي اتخذ عمدتها مايكل آر بلومبرغ خطوة نادرة حينما أمر بإقفال المدارس.

وسادت مشاعر الاستياء أوساط الآباء والسعادة بين الطلاب لدى اتخاذ نفس الخطوة من جانب الأحياء التي توجد بها مدارس عامة في كل مدينة كبرى تقريبا على طول الساحل الشرقي من بالتيمور وماريلاند وشمالا تجاه بوسطن وفيلادلفيا، مما جعل الأربعاء يوما لركوب الأطفال الزلاجات بدلا من الحافلات المدرسية. كما أعلنت الأحياء في عشرات المقاطعات عبر نيوجيرسي وكونيكتيكت وباقي ولاية نيويورك إغلاق المدارس أمس. وقال العمدة مايكل آر بلومبرغ في مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء: «سيكون الوضع سيئا للغاية عندما يغادر الأطفال المدارس بعد ظهر غد». وذكر تنبؤات الأرصاد الجوية التي تشير إلى هبوب عاصفة ثلجية شديدة مع رياح عاتية وثلوج كثيفة بعد ظهر أمس هددت بتعطيل الانتقال الداخلي في المساء بقوة. وقال بلومبرغ إن «هذه العاصفة تأتي في الوقت الخاطئ تماما، وهو وقت العودة إلى المنزل». وحث الناس على استخدام وسائل النقل العامة بدلا من سياراتهم الخاصة.

وتعطلت بالفعل حركة الانتقال على امتداد الساحل الشرقي تدريجيا. وأعلنت خطوط جوية رئيسية عدة، بما فيها «ساوث ويست» و«كونتيننتال»، أنها ألغت جميع رحلاتها تقريبا من واشنطن ونيويورك وبالتيمور وبوسطن وفيلادلفيا وبيتسبرغ وعدد من مدن الساحل الشرقي الأخرى. وكانت الخطوط الجوية في واشنطن وبالتيمور متوقفة تقريبا. وعلى الجانب الآخر، أعلنت شركة «أمتراك» للسكك الحديدية أنها ستواصل خدمة القطارات الإقليمية في المنطقة الشمالية الشرقية، لكنها حذرت من إمكانية حدوث تأخيرات. وفي واشنطن، تم إعطاء الجميع إجازة أمس فيما عدا عمال الطوارئ؛ وأعلنت بعض المدارس في ضواحي ماريلاند بالفعل التوقف عن الدراسة حتى نهاية الأسبوع. وقال زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيني إتش هوير، ديمقراطي من ماريلاند، إن الثلوج خلقت تحديا هائلا أمام العمال الذين يحاولون تنظيف الشوارع في واشنطن لدرجة أن الكونغرس سيدرس تقديم المساعدة الفيدرالية المخصصة لحالات الكوارث للمدينة.

وحذر روس ديكمان، خبير في الأرصاد الجوية بإدارة الأرصاد الجوية الوطنية في أبتون بنيويورك، من موجتين متقاربتين من سوء الأحوال الجوية. وأضاف: «قد تأتي هاتان الموجتان على فترتين، فترة من الطقس السيئ الشديد في ساعات الصباح، وبعد ذلك تهب الرياح مرة أخرى بعد الظهيرة». يشار إلى أن العاصفة قد بدأت في الإقليم الأوسط، حيث تسببت في تساقط الثلوج بسمك قدم في بعض المدن يوم الثلاثاء، مما أدى إلى تعطيل الملاحة الجوية وكذلك البرية في شيكاغو ومينيابوليس وديترويت. وتم إلغاء مئات الرحلات الجوية في مطاري شيكاغو، وأوقفت شركة «ساوث ويست» للخطوط الجوية جميع رحلاتها لمدة 24 ساعة، وهي الفترة التي كان من المتوقع أن تنتهي فيها العاصفة صباح الأربعاء. وأيضا تم إغلاق عشرات المدارس، وتم نشر جميع سيارات مكافحة الثلوج في المدينة لتنظيف الشوارع للمرة الثانية فقط في هذا الشتاء.

وقال مات سميث، المتحدث باسم إدارة الشوارع والصرف الصحي بالمدينة: «من المحتمل أن تكون هذه هي أسوأ عاصفة نشهدها هذا الشتاء، لكن من الممكن التعامل معها. قد تكون مدمرة في العاصمة واشنطن. وفي مدن مثل شيكاغو ونيويورك، لدينا المعدات لمكافحة العاصفة. نحن معتادون على ذلك». ومع سقوط الثلوج، من الممكن أن تحطم منطقة فيلادلفيا رقمها القياسي السابق في تساقط الثلوج في الشتاء، الذي كان 65.5 بوصة في شتاء 1995 - 1996. وبالفعل، سجلت المنطقة 56.3 بوصة وكان المتوقع أن يزداد الرقم بمقدار من 12 إلى 18 بوصة في وقت متأخر من مساء الأربعاء. وفي الساعة الواحدة صباحا، أعلن المطار في فيلادلفيا عن سقوط الثلوج بسمك 7 بوصات.

وقبل العاصفة، ألغت الخطوط الجوية «ساوث ويست» رحلاتها ليوم الأربعاء في مطار فيلادلفيا الدولي، وألغت الخطوط الجوية «يو إس إيروايز» رحلاتها أثناء فترة بعد الظهيرة يوم الأربعاء. وتتوقع منطقة واشنطن تساقط الثلوج بسمك من 10 إلى 20 بوصة يوم الأربعاء، حسبما ذكرت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية. وسيقوم المسافرون على الرحلات الجوية مرة أخرى بتغيير المسار أو إعادة الحجز. واحتاجت معظم المدارج في المطارات الثلاثة بمنطقة واشنطن عدة أيام لإعادة العمل بعد العاصفة الأخيرة، ومن المحتمل أن يتم إغلاقها مرة أخرى. وفي المناطق التي لم تكن معتادة على سقوط الثلوج الكثيفة، بدا كثير من الناس يواجهون صعوبة في التعامل مع الثلوج. وقالت إدارة النقل في العاصمة إن لديها 750 فردا يعملون على فترتين في 24 ساعة ويستخدمون 250 قطعة من معدات مكافحة الثلوج. ويتعطل بعض هذه المعدات في ظل الاستخدام المتواصل ولم ينته العاملون من تنظيف شوارع واشنطن بعد مرور ثلاثة أيام على العاصفة الأخيرة.

وقالت كارين لوبلانك، المتحدثة باسم الإدارة: «لست متأكدة مما كان يمكننا فعله، فيما عدا امتلاك مزيد من المعدات، ونظرا لأننا عادة لا نواجه مثل هذه العاصفة، فسيكون ذلك مضيعة لأموال دافعي الضرائب. يجب أن يتفهم الناس أن هذه العاصفة غير مسبوقة».

* أسهمت في هذا التقرير ليز روبينز

* خدمة «نيويورك تايمز»