القنصلية الأميركية في المغرب تفرض النموذج الإلكتروني لطلب التأشيرة ابتداء من أول مارس

منحت العام الماضي 13 ألف تأشيرة زيارة

TT

ساورت مشاعر القلق المغاربة طالبي تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة بعد قرار اتخذته القنصلية الأميركية في الدار البيضاء بفرض إلزامية اعتماد نموذج إلكتروني جديد لطلبات التأشيرة ابتداء من أول مارس (آذار) المقبل، في حين يرى آخرون، وعلى رأسهم أصحاب مقاهي الإنترنت ووكالات السفر والسياحة وبعض الذين يحصلون على مداخيلهم من تعبئة مثل هذه الطلبات، في القرار فرصة جديدة لتحقيق مكاسب مادية عبر عرض خدمة ملء الاستمارة الطويلة لطلب التأشيرة مقابل مبلغ مالي، والتي تحتوي على عدد كبير من الأسئلة.

وما أثار طالبي التأشيرة في هذا الإجراء الجديد هو غياب محاور مباشر من أجل طلب المعلومات. وهذا القلق عكسته أسئلة الصحافيين خلال مؤتمر صحافي نظمته مساء أول من أمس القنصلية الأميركية في الدار البيضاء لتقديم النموذج الجديد لطلب التأشيرة الإلكتروني المتوفر في الإنترنت، وتفسير كيفية تعبئته وإرساله. حيث لا توفر القنصلية الأميركية المحصنة في شارع مولاي يوسف أية إمكانية للتواصل مع طالبي المعلومات الذين يجدون أمامهم حواجز من التعزيزات الأمنية، ما عدا الجواب النمطي الوحيد الذي يردده الحراس «كل شيء موجود في الإنترنت ولا داعي لوجودك هنا».

وقال رئيس الشؤون القنصلية، ميغل أوردونيز، إن النموذج الإلكتروني الجديد لطلب التأشيرة، والذي يجري العمل به حاليا في 24 من السفارات والقنصليات عبر العالم، يهدف إلى تسهيل الإجراءات ومعالجة الملفات، وتفادي الطوابير أمام القنصليات.

أضاف أوردونيز «الموارد التي نتوفر عليها في القنصلية محدودة جدا، في حين أن عدد طالبي التأشيرة في تزايد مستمر، لذلك فمن الصعب أن نرد على جميع الاستفسارات وطلبات المعلومات بشكل مباشر». وشرعت القنصلية الأميركية في الدار البيضاء في العمل بالنموذج الجديد لطلب التأشيرة الإلكتروني بشكل تجريبي منذ بداية الشهر الحالي، وسيصبح هذا النموذج إلزاميا مع بداية مارس المقبل.

وكانت الخارجية الأميركية قررت أن تقتصر عملية معالجة الطلبات ومنح التأشيرات في المغرب على قنصليتها بالدار البيضاء مند عام 1997، بعد أن كانت هذه العمليات موزعة في السابق بين السفارة الأميركية في الرباط وقنصليتها في الدار البيضاء.

وفي العام الماضي حصل 13 ألف مغربي على تأشيرة السفر إلى أميركا لأسباب غير الهجرة، فيما حصل 3490 شخصا خلال السنة نفسها على تأشيرة الهجرة إلى أميركا. وعكس تزايد عدد المغاربة الذين يحصلون على تأشيرة زيارة الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة أبرز التطورات التي عرفها العالم، خاصة في سياق الحرب على الإرهاب.

وما بين عامي 1998 و2001 كان عدد التأشيرات (غير تأشيرات الهجرة) التي تمنحها القنصلية الأميركية في الدار البيضاء يتجاوز سنويا 15 ألف تأشيرة. وهبط العدد إلى نحو 10 آلاف تأشيرة كل سنة خلال الفترة من 2002 إلى 2006، على خلفية أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001. ثم تراجع عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة إلى 8400 تأشيرة خلال عام 2007 التي عرفت حدوث تفجيرين انتحاريين أمام القنصلية الأميركية والمركز الثقافي الأميركي في منتصف أبريل (نيسان) 2007. غير أن عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة عاد للارتفاع عام 2008 حيث بلغ 13 ألف تأشيرة، ونفس العدد في العام الماضي.

أما تأشيرات الهجرة فعرفت بدورها انخفاضا على خلفية أحداث 11 سبتمبر، إذ نزلت من 3722 تأشيرة في 2001 إلى 1565 تأشيرة في 2002. غير أنها عرفت في السنوات الموالية ارتفاعا مستمرا لتبلغ 3490 تأشيرة في 2009.