السعودية تحتضن قمة خليجية.. وسط ظروف عربية وإقليمية غاية في الحساسية

العاهل البحريني: «درع الجزيرة» و«برنامج التنمية» تعبير عن التكاتف الخليجي

حديث باسم بين الشيخ صباح الأحمد الصباح والأمير سلمان بن عبد العزيز بحضور الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ حمد بن جاسم بن جبر (صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط» بعدسة بندر بن سلمان)
TT

وسط ظروف عربية وإقليمية غاية في التعقيد، عقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض أمس، قمة تشاورية، سيطر عليها الملف السياسي بامتياز. ورأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، القمة الخليجية الـ13، التي عقدت بحضور ملك البحرين وأميري الكويت وقطر، ونائب رئيس دولة الإمارات وممثل لسلطان عمان. وتصدر ملف التدخلات الإيرانية في شؤون دول مجلس التعاون، أجندة الموضوعات التي بحثها القادة الخليجيون، في وقت لم تغب فيه الأزمة اليمنية عن أجواء القمة الخليجية. ويأتي اجتماع قادة دول مجلس التعاون في الرياض، كأول قمة خليجية وعربية، يتم عقدها منذ بدأت التطورات العربية المتلاحقة، التي شهدها أكثر من بلد عربي، بدءا من تونس، مرورا بمصر وليبيا واليمن، وانتهاء بسوريا، التي لم يصدر حيالها منذ بدء أحداث درعا أي رد فعل خليجي، سوى بعض الإشارات التي تدعو لضرورة التعامل مع اضطرابات الدول العربية بما يضمن أمن وسلامة شعوبها.

وعلى صعيد التدخلات الإيرانية، استنكر زعماء دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم، التصريحات والمواقف والأفعال العدائية التي صدرت عن الجانب الإيراني، تجاه دول المجموعة الخليجية، مثل الكويت والبحرين والسعودية، مشددين على رفضهم القاطع لأي تدخلات إيرانية في الشأن الخليجي.

وفيما حضر الملف السياسي بقوة، لم يغب الملف الاقتصادي عن القمة الخليجية، والتي نظرت في توصيات آليات تنفيذ البرنامج الهيكلي والتنظيمي لبرنامج التنمية الخليجي الذي خصص 20 مليار دولار لكل من البحرين وعمان، كما بحث موضوع إنشاء هيئة عليا للاتحاد الجمركي تتلخص مهمتها في وضع متطلبات الوضع النهائي للاتحاد الجمركي، وتحديد نسب توزيع وتحصيل الإيرادات الجمركية.

وأطلع العاهل البحريني زعماء دول مجلس التعاون الخليجي على الوضع في البحرين وتأهب المملكة لرفع حالة السلامة الوطنية ابتداء من الشهر المقبل.

وجدد القادة الخليجيون وقوفهم إلى جانب البحرين، معتبرين أن أمنها وسلامتها جزء لا يتجزأ من أمن وسلامة دول مجموعة المنطقة الخليجية.

العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كان قد أعرب بعد وصوله أمس الرياض عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين لدعوته لمشاركة قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي في اللقاء التشاوري الثالث عشر للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وقال الملك حمد «إن لقاءنا يأتي بعد أن تمكنا جميعا بفضل المولى عز وجل من إعادة الأمور إلى نصابها وذلك بفضل الوقفة الشجاعة لقادة دول المجلس بالتصدي لهذه الأمور التي واجهناها جميعا بإرادة واحدة متحدة ووقفنا ضدها صفا واحدا، وذلك إيمانا وإدراكا منا بوحدة الهدف والمصير، فكان دخول قوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين وإنشاء مركز الخليج للتنمية تعبيرا صادقا لتكاتف دول مجلس التعاون ضد الأخطار الأمنية والتحديات الاقتصادية التي قد تتعرض لها أية دولة من دوله باعتبار أن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ».

وعد ملك البحرين اللقاء التشاوري «فرصة عظيمة لاستعراض مسيرة العمل المشترك في جميع مساراته ومجالاته تحقيقا للتكامل ووصولا للوحدة وذلك بعد أن حقق مجلس التعاون طوال الثلاثين سنة الماضية منذ تأسيسه الكثير من الإنجازات والمكتسبات الوحدوية».

وأضاف «نتطلع إلى مزيد من الخطوات نحو تحقيق الوحدة الاقتصادية المنشودة عبر استكمال الخطوات المطلوبة وهذا سوف يمكننا من التماسك والصمود أمام كل الظروف والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية وحماية أمن واستقرار دولنا والحفاظ على مصالح شعوبنا وإنجازاتنا التنموية والحضارية».

واستطرد القول «إننا إذ نعبر عن بالغ اعتزازنا بالمشاركة في هذا اللقاء الأخوي المبارك لنؤكد ثقتنا التامة بأن حكمة خادم الحرمين الشريفين وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سوف توفر لنا سبل النجاح وبلوغ الأهداف وتحقيق الآمال والطموحات».

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل أمس في قصر الدرعية بالرياض قبل انطلاق القمة، قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاركين في اللقاء التشاوري الثالث عشر وهم: الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

وخلال الاستقبال رحب خادم الحرمين الشريفين بالقادة ورؤساء الوفود في المملكة العربية السعودية، متمنيا للقائهم التشاوري الثالث عشر التوفيق والنجاح. حضر الاستقبال الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، وقد التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.

من جهته، قال السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان «إن اللقاء التشاوري الثالث عشر الذي ينعقد اليوم بالسعودية من المؤمل أن يسهم في المزيد من الخطوات الهادفة إلى تعزيز مسيرة التعاون الخليجي التي يحرص عليها ويرعاها قادة دول المجلس تحقيقا لتطلعات الشعوب الخليجية في الارتقاء بمعدلات النماء وتوفير الحياة الكريمة للجميع».

وأضاف في تصريح صحافي عقب وصوله الرياض «لقد أثبتت التطورات المتسارعة والمتلاحقة التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية التي ألقت بظلالها على دول المنطقة ضرورة تقييم تلك المستجدات ومتابعة تداعياتها وصولا إلى رؤية موحدة تحافظ على أمن واستقرار هذه المنطقة وعدم إدخالها فيما لا يخدم مصالحها».

وأكد أن ترابط دول المجلس وانتهاجها لسياسات واضحة سوف يجنبها أية تأثيرات قد تبعدها عن الأمور التي لا تنسجم مع مجتمعاتها وقيمها الحضارية. وقبل انطلاق القمة الخليجية التشاورية، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، أمس، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني، فيما كان أول الواصلين من قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون المشاركين في القمة، السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان، فيما وصل بعده الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تلاه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، تلاه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، فيما كان آخر الزعماء الواصلين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وكان في استقبال الجميع بمطار قاعدة الرياض الجوية كل على حدة عند سلم الطائرات التي أقلتهم، الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. توجه بعدها قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون إلى صالة التشريفات بالمطار، حيث كان في استقبالهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي رحب بهم وبمرافقيهم في المملكة العربية السعودية، غادر بعدها القادة إلى حيث مقر إقامتهم بقصر الدرعية والذي شهد انعقاد اللقاء التشاوري الثالث عشر لقادة دول مجلس التعاون.

شارك في اللقاء الخليجي التشاوري من الجانب السعودي كل من: الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء.

كما شارك في اللقاء الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية، والدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام.