مؤتمر المعارضة السورية الأول ينطلق من تركيا اليوم.. بدعم من رجال أعمال سوريين

شخصيات معارضة: العفوغير كاف وجاء متأخرا

صورة مأخوذة من موقع اليوتيوب لمجموعة محتجين تم إلقاء القبض عليهم من قبل النظام السوري في تلبيسة والرستن
TT

ينطلق مؤتمر المعارضة السورية الأول من مدينة أنطالية التركية اليوم، تحت مسمى «المؤتمر السلمي للتغيير»، ويستمر لمدة 3 أيام، وينتظر أن يحضره ما بين 200 إلى 300 شخصية معارضة سورية من الداخل والخارج. ويقاطع الأكراد السوريون المؤتمر اعتراضا على انعقاده في تركيا التي يقولون إنها «لا تأبه بحقوق الأكراد».

وعشية انطلاق «المؤتمر السوري للتغيير» الذي يضم أحزابا وشخصيات معارضة في مدينة أنطالية التركية أعلن المشاركون في هذا المؤتمر مساء أمس تشككهم بالعفو الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد عن «الموقوفين» السياسيين واعتبروا أنه «غير كاف» و«جاء متأخرا».

وقال عبد الرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر: «القرار تأخر كثيرا طالبناه به منذ فترة طويلة».

ويهدف المؤتمر إلى دعم شباب الثورة السورية، والبحث عن حلول وطنية للخروج من الأزمة الراهنة، وتشكيل هيئة من المعارضين لمخاطبة المجتمع الدولي لحقن دماء الشعب السوري، إلى جانب رسم ملامح مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، بحسب منسقيها.

وقالت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أمس إن عددا من رجال الأعمال السوريين المشهورين ربطوا أنفسهم بالمعارضة السورية التي تعقد مؤتمرها اليوم، وهو ما يشير إلى أن الطبقة النخبوية من رجال المال والأعمال التي تحالفت مع النظام السوري بدأت بالانشقاق عن نظام الرئيس بشار الأسد. وتابعت الصحيفة أن المؤتمر يأتي من أجل التغيير والتأسيس لحوار بين مجموعات المعارضة وذلك من أجل العمل على تشكيل مجلس انتقالي.

من جانبه، قال المعارض السوري والنائب السابق محمد مأمون الحمصي، أحد منظمي المؤتمر، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من تركيا: إن عدد المشاركين بالمؤتمر فاق التوقعات، موضحا أن من بينهم شخصيات سياسية وإعلامية وحقوقية وشبابية، وجميعهم يؤمنون أنه لا بديل عن خيار الشعب الذي «يريد إسقاط النظام».

وأوضح أن المشاركين «يستلهمون روح الطفل حمزة الخطيب في اجتماعاتهم، حيث تسيطر حالة من الحزن والأسى على الجميع»، لافتا في الوقت ذاته إلى «تعرض عدد من المعارضين، بعد وصولهم إلى تركيا أمس للمشاركة في المؤتمر، إلى اعتداء من جانب مجموعة من الأشخاص يرفعون صور بشار الأسد ويرددون الهتافات المؤيدة له». وأضاف الحمصي أن المؤتمر يأتي في الوقت الحالي لمساعدة الشباب السوري في الداخل، والتعريف بهموم الداخل السوري للعالم الخارجي من خلال مخاطبة المجتمع الدولي، وتشكيل لجان لدعم آلية الحركة في الداخل، إلى جانب بحث المساعدة في جمع المساعدات المالية لدعم الثوار، أو من النواحي الإعلامية وغيرها من النواحي التي تحتاج الثورة إليها.

ونفى الحمصي أن تكون هناك نية أن يحث المؤتمر المجتمع الدولي على استخدام الخيار العسكري لإسقاط النظام السوري، وقال إن ذلك الاتجاه ليس فقط قاصرا على المشاركين بل إن كل الشعب السوري لا يريد الخيار العسكري، مضيفا «ما نطالب به كمعارضين هو أنه لا بد من وجود آلية لاعتقال هذه العصابة الإرهابية التي تسفك دماء الشعب الأعزل».

من جهته، أكد ثائر الناشف، أحد المراقبين والمنظمين للمؤتمر السلمي للتغيير، أن «مجموعات من الشبيحة وصلت من اللاذقية وتواجدوا خارج مطار أنطالية وتعرضوا لمجموعات من المعارضين السوريين بعد وصولهم مباشرة إلى تركيا وهم في طريقهم إلى مكان إقامتهم»، موضحا أن النظام السوري يشن حملات تشكيك ضد المؤتمر وفي شخصية المشاركين فيه.

وحول أهداف المؤتمر، قال الناشف «إن المؤتمر سوف يشكل هيئة تنفيذية ورقابية منبثقة عن لجان يتم تشكيلها، تكون مهمتها التنسيق والتواصل لدعم الثورة وفتح قنوات تواصل بين المعارضين والمنظمات الحقوقية». وأكد الناشف مشاركة رجال أعمال في المؤتمر «ممن هم على خلاف مع نظام الأسد منذ سنوات سواء من المقيمين بالخارج أو من داخل سوريا»، مشيرا إلى «أن دورهم امتد للمساهمة المادية لعقد المؤتمر»، بينما نفى فكرة المجلس الانتقالي قائلا إن الأمر غير مطروح على جدول المؤتمر. وأوضح أن من بين المشاركين عبد الرازق عيد وسليم منعم عن إعلان دمشق، وصلاح بدر الدين عن الحركة الكردية، إلى جانب ممثلين عن حركة الوفاق الوطني السوري.

ويأتي مؤتمر أنطالية بعد اجتماع أول شارك فيه معارضون سوريون في اسطنبول في السادس والعشرين من أبريل (نيسان) الماضي إلا أنه كان بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية دعت شخصيات معارضة سوريا لبحث مجريات الأحداث في سوريا.

ويشارك في مؤتمر أنطالية ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا وعن إعلان دمشق الذي يضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلين عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية في سوريا.

ومنذ صباح أمس امتلأت ردهات الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر بعشرات السوريين القادمين من كافة أنحاء العالم. وحظي القادمون من الداخل وخاصة الشبان منهم بأكبر قدر من الاهتمام حيث تحلق أبناء المهاجر حولهم لاستقصاء أخبار الوطن. وقال أنس العبدة رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق في الخارج لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الهدف الأساسي من هذا المؤتمر هو بحث كافة السبل لدعم الثورة السورية وتأمين استمرارها وتصعيدها للوصول إلى التغيير الديمقراطي المنشود».

وأضاف العبدة أن هذا المؤتمر هو «خطوة هامة في اتجاه توحيد جهد المعارضة السورية في الداخل والخارج وتنسيق عملها مع شرائح لم تكن تشكل جزءا من المعارضة قبلا وهي رجال الأعمال وزعماء عشائر عربية وكردية وممثلو تنسيقيات للثورة السورية في الداخل من الشبان السوريين».

وقال العبدة: «كنا نتحدث في السابق عن توازن الضعف بين النظام والمعارضة أما الآن فقد أصبحت المعارضة أقوى والنظام أضعف». وأكد العبدة أخيرا أن هذا المؤتمر «ليس سوى حلقة في سلسلة حلقات من العمل الوطني وهو لا يحتكر تمثيل المعارضة ولا العمل الوطني».

وأعلن رئيس وفد الإخوان المسلمين ملهم الدروبي أن الهدف من عقد هذا المؤتمر هو «دعم الثورة السورية» معتبرا أن «ما نستطيع القيام به في الخارج يتكامل مع ما يقوم به الثوار في الداخل».

وتوقع الدروبي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن يحدد هذا المؤتمر «خارطة طريق عبر تشكيل هيئة تنفيذية للعمل على دعم الثوار لإسقاط النظام وتشكيل هيئة متابعة لتنسيق خطوات تنفيذ ما يتفق عليه».

ورأى المسؤول في الإخوان المسلمين أن هذا المؤتمر وما قد يليه من مؤتمرات أخرى «هي محطات في مسيرة الثورة السورية للعمل على توحيد الجهود والتواصل مع المجتمع الدولي لدعم الثورة وهناك انفتاح كامل للتعامل مع المؤتمرات الأخرى».

وعما تسرب من معلومات حول عزم مؤتمر أنطالية على تشكيل مجلس انتقالي على غرار المجلس المقام في ليبيا وعن الاتجاه من الآن لمناقشة دستور سوري جديد قال الدروبي: «ليس من أهداف هذا المؤتمر تأسيس مجلس انتقالي كما أننا غير معنيين حاليا بمناقشة دستور فالهدف الأساسي الآن دعم الثورة لإسقاط بشار الأسد».