خامنئي: مهاجمتنا ستضر أميركا بـ 10 أضعاف.. ولدينا تهديداتنا التي سنطبقها في الوقت المناسب

قال إن طهران لن تتراجع عن برامجها النووية.. وكشف عن رسالة بعث بها إلى أوباما

عناصر في القوة الجوية الإيرانية يحملون مجسما لقائد الثورة الإسلامية آية الله الخميني، في مطار مهر آباد، في محاكاة لعودته إلى طهران قادما من فرنسا بعد انهيار نظام الشاه قبل 33 عاما (رويترز)
TT

في أول رد مباشر على تشديد العقوبات التي فرضها الغرب في الأسابيع القليلة الماضية لإجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي، قال المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي إن بلاده سترد على أي عقوبات على قطاع النفط وعلى أي تهديد بشن هجمات، محذرا من أن «لدينا تهديداتنا الخاصة التي سنطبقها في الوقت المناسب»، وأن التفكير باستهداف بلاده عسكريا لن يكون في صالح الغرب، «بل سيضر بهم 10 أضعاف».

وجاءت تصريحات خامنئي بعد تصاعد التهديدات الغربية لإيران وبعد أن نقل عن وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، قوله إنه يخشى من احتمال أن تشن إسرائيل هجوما على إيران في وقت قريب ربما اعتبارا من أبريل (نيسان).

وفي الخطبة التي ألقاها خامنئي بمناسبة ذكرى قيام الثورة الإسلامية عام 1979، في جامعة طهران، بحضور كبار المسؤولين الإيرانيين في مقدمتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وبثها التلفزيون الرسمي الإيراني على الهواء مباشرة، قال: «تهديد إيران ومهاجمتها سيضران بأميركا. العقوبات لن يكون لها أي تأثير على إصرارنا على المضي في مسارنا النووي. وردا على التهديد بفرض حظر على النفط والتهديد بالحرب؛ فإن لدينا تهديداتنا الخاصة التي سنطبقها في الوقت المناسب».

وأضاف: «لا أخشى أن أقول إننا سنساعد وندعم أي دولة أو جماعة تريد أن تتصدى وتحارب النظام الصهيوني»، في إشارة إلى إسرائيل. وتابع قائلا إن أي هجوم عسكري أميركي على إيران سيكون له رد عنيف، وإن العقوبات الغربية «المؤلمة والمعوقة» لن تزيد إيران إلا صمودا.

وقال المرشد الأعلى: «الأميركيون يقولون إن كل الخيارات مطروحة حتى خيار الهجوم العسكري (ضد إيران).. أي هجوم عسكري.. يضر بأميركا 10 أمثال أكثر»، وأضاف: «تظهر التهديدات أن أميركا ليس لديها سبيل سوى استخدام القوة وسفك الدماء لتحقيق أهدافها التي تلحق مزيدا من الضرر بحكام أميركا ومصداقيتها العالمية والداخلية». وزعم قائلا إن هدف العقوبات هو معاقبة «الجمهورية الإسلامية على الإسلام»، وأضاف: «هذه العقوبات ستفيدنا.. ستجعلنا أكثر اعتمادا على أنفسنا.. لم نكن لنحقق تقدما عسكريا ما لم تفرض العقوبات على القطاع العسكري الإيراني. ممارسة المزيد من الضغوط تعني المزيد من اعتماد إيران على نفسها». وأكد: «العقوبات مفيدة أيضا لأنها تجعلنا أكثر إصرارا على أن لا نغير طريقنا النووي.. إيران لن تغير طريقها النووي بسبب العقوبات».

وكشف القائد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران النقاب عن أنه رد على رسالة مكتوبة بعث بها إليه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لكنه لم يذكر ما إذا كان رد بصفة شخصية، أو فحوى هذا الرد.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن تأجيل التدريبات العسكرية الأميركية - الإسرائيلية المشتركة التي كان من المقرر إجراؤها في فصل الربيع الحالي ربما يشير إلى احتمال هجوم إسرائيلي قريب.

وكانت إيران قالت مرارا إنها ستغلق مضيق هرمز الذي تمر عبره صادرات نفط الخليج إذا نجحت العقوبات في وقف تصدير الخام الإيراني. وقالت واشنطن إنها لن تتسامح مع هي الخطوة.

وحول ثورات «الربيع العربي»، قال خامنئي إن تلك «الثورات في الدول العربية قد بدأت تؤتي أكلها بعد عام من انطلاقها مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران». وأضاف أن «تصويت الشعبين المصري والتونسي في الانتخابات لصالح الأحزاب الإسلامية يدل على فشل المحاولات لإثارة المخاوف من الإسلام»، وتابع قائلا إن «عزلة الكيان الصهيوني في المنطقة هي إحدى ثمار الثورات في الدول العربية وسيزول هذا الورم السرطاني من المنطقة».

إلا أن خامنئي نفى التهم الموجهة لبلاده بإثارة الاضطرابات في البحرين، وقال: «ليس لدينا أي تدخل في شؤون البحرين، وإذا كان لدينا تدخل فإننا نعلنه بصراحة مثلما أعلنا عن تدخلنا في حرب المقاومة ضد الصهاينة في لبنان وغزة».

كما ألقى خامنئي خطبة باللغة العربية هنأ فيها «الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن وبمناسبة ربيع الصحوة الإسلامية التي أسقطت الأنظمة الديكتاتورية».

وقال إن «الثورة الإسلامية التي نجحت في إسقاط أكبر ديكتاتور علماني في إيران (شاه إيران محمد رضا بهلوي في 1979) قد عمت الدول العربية»، وتابع قائلا إن «انتخابات مصر وتونس وتطلعات الشعوب في البحرين واليمن تدل على أنهم يريدون أن يكونوا مسلمين معاصرين دون إفراط وتفريط».

واعتبر «أي فهم آخر للثورات العربية التي انطلقت بشعار «الله أكبر» هو تجاهل واضح لحرف هذه الثورات عن أهدافها». واستطرد قائلا: «لقد ازدادت المظاهر الإسلامية في الشعوب العربية والإسلامية بنسبة كبيرة، رغم كل المحاولات لإثارة المخاوف من الإسلام. إن 75 في المائة من الشعب المصري أدلى بصوته لصالح الشعارات الإسلامية، والحال نفسه في تونس».

واعتبر المرشد الأعلى أن «الثورة الإسلامية في إيران هي أكبر ضحية للإرهاب في العالم ولا يزال الإرهاب مستمر ضدنا»، وأضاف: «نفكر في تحرير القدس الشريف وكافة الأراضي الفلسطينية، وهذه من وجهة نظر الولايات المتحدة والغرب هي الجريمة الكبرى التي يرتكبها الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية».

إلى ذلك، أعلنت طهران، أمس، عن إطلاق قمر صناعي جديد معبرة بذلك عن تصميمها تحدي الغربيين. والقمر الصناعي للمراقبة البالغ وزنه 50 كيلوغراما أطلق عليه اسم «نويد»، هو الثالث والأكبر الذي تضعه إيران في المدار منذ 2009.

وقال حميد فاضلي، رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية: «تم إطلاق القمر الصناعي (نويد) بنجاح (...) وسيوضع في مدار على ارتفاع 250 إلى 370 كيلومترا». وأوضح أن «القمر الصناعي يزن 50 كيلوغراما وأطلق بواسطة صاروخ سفير تم تحسينه بزيادة قدراته بنسبة 20 في المائة».

وقال فاضلي إن القمر الصناعي «نويد» الذي تقضي مهمته بـ«التقاط صور للأرض» بنته جامعة العلم والصناعة، ومن المتوقع أن يعمل لمدة سنة ونصف السنة ويقوم بـ«دورة حول الأرض كل 90 دقيقة».

من جهته، قال وزير الدفاع، أحمد وحيدي، في تصريحات نقلها عدد من وسائل الإعلام، إن الصور التي يلتقطها القمر ستنقل إلى «عدد من المحطات الأرضية التي أقيمت في جميع أنحاء البلاد» لمتابعة القمر والتحكم فيه.

وكانت إيران أطلقت بنجاح قمرين صناعيين اختباريين صغيرين هما «أوميد» في فبراير (شباط) 2009، و«رصد-1» في يونيو (حزيران) 2011.

والى ذلك رفض وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، نفي أو تأكيد تصريحات نظيره الأميركي، ليون بانيتا، الذي قال إن إسرائيل ستوجه ضربة عسكرية لإيران في شهر أبريل (نيسان) المقبل. ولكنه أدلى بتصريح يبين ضرورة الإسراع في توجيه ضربة كهذه، إذ قال: «كل من يقول لاحقا (توجيه ضربة لإيران)، قد يجد أن الأوان سيكون قد فات».

وأضاف باراك، خلال خطابه في اختتام مؤتمر «هرتسليا» لأبحاث الأمن القومي والاستراتيجي، الليلة قبل الماضية، إن «الكثير من المراقبين والمحللين يقدرون أن المعركة ضد التسلح النووي الإيراني قبل حدوثه ستكون معقدة، ولكنهم يرون في الوقت نفسه بذكاء أن مجابهة إيران بعد أن تنجح في التسلح النووي ستكون معقدة أكثر. وأن الثمن الذي سيدفعه العالم بالدماء وبالخسائر المادية سيكون أكبر بكثير. ولذلك، فإن من يقول لنا (من المبكر على هذه الضربة)، سيجد نفسه قد تأخر جدا».البشير: أصبحنا أقرب للحرب مع جنوب السودان