حزن وخوف بعد قتل شيماء العوضي

منظمات حقوق انسان تطلب تدخل «اف بي أي»

TT

بينما قالت عائلة شيماء العوضي، العراقية التي قتلها مجهول في جريمة كراهية واتهام بالارهاب في كليفورنيا، انها ستنقل جثمانها ليدفن في العراق، بدات حملة منسقة وسط منظمات اسلامية ومنظمات حقوق الانسان في الولايات المتحدة تدين الجريمة، وتطلب من وزير العدل، ايريك هولدر، ارسال فريق من مكتب التحقيق الفدرالي (اف بي أي) الى كليفورنيا للتحقيق.

في نفس الوقت، تحدث مسلمون وعرب في الولايات المتحدة عن موجة حزن وخوف بعد مقتل العوضي. ونقلت صحيفة «ديترويت نيوز» التي تصدر في ديترويت (ولاية ميشيغان) حيث توجد اكبر جالية عربية، وايضا اكبر جالية عراقية، في الولايات المتحدة، تصريحات تحذر من موجة عنف شاملة ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحجة، وتدعو المسئولين للتدخل.

وقالت سهيلة امين، اميركية من اصل لبناني في ضاحية ديربورن في ديترويت: «انا احس بالقلق الحقيقي. هذا شئ مخيف جدا.» واعرب عن الحزن والقلق ايضا الأمام هشام الـحسيني، مدير مركز كربلاء للتعليم الإسلامي في ديربورن. وقال ان الجثمان سينقل الى العراق، وان والد شيماء، سيد نبيل العوضي، رجل دين شيعي في العراق، سيتحمل تكاليف نقل الجثمان. واضاف الحسيني: «كل واحد غاضب. هذا شر حقيقي، هذه جريمة حقيقية.» وكانت العوضي توفيت يوم السبت في مستشفى بعد ان اعتدي عليها مجهول ، يوم الاربعاء، داخل منزلها اعتداء جسيما. وفي نفس الوقت، بدات الشرطة تحقق اذا كان الاعتداء «كراهية» بسبب العنصرية. وذلك لان مذكرة وجدت الى جانب العوضي بعد الاعتداء عليها تحثت عن جوانب عنصرية وفيها كراهية.

كان عمر العوضي اثنين وثلاثين سنة، ولها خمسة اطفال. وكانت اكبر اطفالها، فاطمة التي عمرها 17 سنة، عادت الى منزل العائلة في ضواحي سان دييغو (ولاية كليفورنيا)، ووجدت والدتها فاقدة الوعي، كما قال ضابط الشرطة ستيف شاكوسكي.

وقالت البنت نفسها في مقابلة تلفزيونية ان والدتها ضربت بعجلة سيارة حديدية في راسها ضربا مكررا. وانها وجدت مذكرة مكتوب عليها: «عودى الى وطنك، ايها الارهابية.» وكانت فاطمة تبكي وهي تتحدث في التلفزيون، ومما قالت: «اخذتم امي مني. اخذتم احسن صديقة لي منى. لماذا؟ لماذا فعلتم ذلك؟» وكان ضابط الشرطة مارك كويت قال:»جريمة الكراهية واحدة من الاحتمالات. وسوف نبحث في ذلك. لكننا لا نريد التركيز على مسألة واحدة فقط، حتى لا يغيب عنا شيء آخر». وكشف بان العائلة كانت تسلمت مذكرات كراهية في الماضي، لكنها لم تبلغ الشرطة. وان الوالدة قللت من اهمية مذكرة كراهية وجدتها على باب المنزل، وقالت انها لعبة سخيفة من اطفال.

بالاضافة الى فاطمة، الاكبر، للفقيدة بنتان وولدان، تتراوح اعمارهم بين ثمانية واربعة عشرة سنة.

وكانت صديقة العائلة سورة الزيدي قالت أن الهجوم وقع على ما يبدو بعد أن اخذ الوالد اصغر الاولاد الذي عمره ثمان سنوات الى المدرسة. وان العائلة من العراق. وان الام كانت «محجبة حجابا محترما ومتواضعا.» وقالت الزيدي ان العائلة عاشت في المنزل لبضعة أسابيع فقط، بعد انتقالها من ولاية ميشيغان، حيث كانت تسكن في ضاحية ديربورن، بالقرب من مدينة ديترويت. وقالت ان زوج العوضي ووالدها هي يعملان معا في سان دييغو كمقاولين في القطاع الخاص. ويتعاقدان مع الجيش الأمريكي في برنامج تقديم استشارات ثقافية لتدريب الجنود الاميركيين الذين يرسلون الى الشرق الأوسط. وان عائلة العوضي هذه تعيش في الولايات المتحدة منذ منتصف التسعينات.