كشف نشطاء اسلاميون مصريون لـ«الشرق الاوسط» انهم شهدوا تحركات موسعة لعناصر «حزب التحرير الاسلامي» المحظور قبل أيام قليلة من اعتقال جهاز أمن الدولة المصري 100 شخص بينهم 4 بريطانيين أول الشهر الجاري، وان العناصر وزعت آلاف الكتب والمنشورات المروجة لفكر الحزب على منتمين ومنشقين عن جماعة الاخوان المسلمين والجماعة الاسلامية. ورفض النشطاء الافصاح عن أسماء الشخصيات التي التقت بكوادر الحزب غير انهم وصفوهم بأنهم اعضاء بارزون من حزب الوسط الموقوف وجماعتي الاخوان المسلمين والجماعة الاسلامية.
وقال المحامي عاطف عواد عضو حزب الوسط انه لم يكن يصدق بوجود نشطاء من حزب التحرير المتطرف في مصر، لولا انه استشعر وسمع عن تحركاتهم قبل أيام قليلة من إلقاء القبض عليهم، مشيرا الى انه قرأ كتباً ألفها مؤسس الحزب الشيخ تقي الدين النبهاني المتوفى عام 1979، واصفا إياها بأنها تحمل فكرا يتنافى مع الدين والفطرة السليمة.
وأعرب المهندس عمر محفوظ عزام أمين القاهرة لحزب العمل (المجمد) عن انه خاض تجربة خاصة مع عناصر الحزب في اميركا خلال دراسته العليا بجامعة كيس ويسترن، مشيرا الى انهم عجزوا عن اقناعه بأفكارهم، وانه خاض معارك جدلية طويلة معهم. وعبر عزام عن ان فكر الحزب مرفوض بشكل قاطع من غالبية النشطاء الاسلاميين المصريين، وهو ما شكل حائط صد منع نفوذ افكار الحزب وانتشاره في مصر.
وقد حصلت «الشرق الاوسط» على صور لاربعة منشورات كانت عناصر الحزب قد وزعتها على نشطاء اسلاميين العام الماضي. وتحمل المنشورات الاربعة لهجة عداء ونقد شديد للنظام الحاكم في مصر ولسياساته. وينتقد المنشور الأول المؤرخ 28 ابريل (نيسان) 2001 زيارة وزير خارجية اسرائيل شيمعون بيريس الى مصر، بينما يهاجم آخر قانون نقل الاعضاء الذي كان ما زال وقتها يناقش بمجلس الشعب المصري وهو بتاريخ 27 يونيو (حزيران) العام الماضي، والثالث يرفض تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة من ضريبة المبيعات، ويعتبرها ضارة بالاقتصاد الوطني، وتاريخه المطبوع هو 4 يوليو (تموز) من عام 2001، ويعترض المنشور الأخير على قرار البنك المركزي المصري بتعويم الجنيه المصري مقابل الدولار وتاريخه المحرر 25 اغسطس (آب) من العام الماضي.
وذكرت مصادر اسلامية مطلعة ان عناصر الحزب وزعوا خلال ايام قليلة ما يناهز 1000 كتاب من مؤلفات مؤسس الحزب وكمية ضخمة من المنشورات على اعداد محدودة من النشطاء الاسلاميين.
يذكر ان أجهزة الأمن المصرية قد احبطت في السابق محاولات للحزب تهدف اختراق النشاط السياسي بمصر وقلب نظام الحكم، كان آخرها في اغسطس (اب) من عام 1984 حيث ألقت القبض على 32 شخصا من المنتمين له ووجهت له تهمة العمل على قلب نظام الحكم، وهم عبد الغني جابر سليمان (مهندس)، وصلاح الدين محمد حسن (دكتوراة في الكيمياء) كانا يقيمان في النمسا، والفلسطيني كمال أبو لحية (دكتوراه في الالكترونيات) كان مقيما في المانيا، وعلاء الدين عبد الوهاب (طالب بجامعة القاهرة)، اضافة الى قضية الفنية العسكرية عام 1974 بقيادة صالح سرية وكارم الاناضولي، وقضية أخرى افرج عن متهميها في عام 1979، وكان على رأسهم سالم رحال الاردني الذي تم ترحيله من القاهرة.
وكان حزب التحرير قد أسسه النبهاني في عام 1952 ـ حسبما تذكر المراجع ـ وتشير الى ان الناشط الاسلامي الراحل الشيخ سيد قطب كان من بين من ناشدوا النبهاني العدول عن أفكاره إبان زيارته للقدس في عام 1953، وانه ناقشه ودعاه الى توحيد الجهود لكنه أصر على موقفه، وقال قطب كلمته المشهورة «دعوهم فسينتهون من حيث بدأ الاخوان»، وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد تأسست في عام 1928 بقيادة الشيخ حسن البنا. ويأخذ على الحزب إباحته لما يحرمه جمهور المسلمين، من النظر للصور العارية، وتقبيل المرأة بشهوة وبغير شهوة، ويسعى الى قلب أنظمة الحكم واقامة دولة الخلافة الاسلامية دون القوة المسلحة.