دحلان: رفضت منصب مستشار الأمن القومي لأنني كنت في وضع إما أن أغضب فيه عرفات أو أبقى صامتا

TT

غزة ـ رويترز: قال محمد دحلان امس انه اختار ان يترك موقعه داخل السلطة الفلسطينية مؤكدا انه سيستمر في خدمة شعبه وقضيته من خارج السلطة.

جاء هذا التصريح بعد اسبوع من اعلان بعض المقربين منه انه استقال من منصب مستشار الامن القومي في السلطة الفلسطينية.

وأوضح دحلان في مقابلة مع رويترز انه لم يعين في هذا المنصب «ولكن رفضت تسلم موقعي المقترح بهدوء ودون ضجيج»، نافيا بشدة انه اتخذ هذا الموقف بهدف زيادة الضغط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أو طمعا في أي منصب آخر.

وتعليقا على ما تردد عن رفضه منصب وزير الداخلية في التشكيلة الحكومية التي يعتزم عرفات اعلانها قال دحلان «ان الموقع الوحيد الذي لم ابحث عنه ولن ابحث عنه هو وزارة الداخلية لما لها من تعقيدات». وأضاف «البعض يعتقد انها مسألة فخرية.. أنا اعتقد ان المسألة أعقد من ذلك لان المهام التي ستواجه وزير الداخلية في الاصلاح ستكون أقوى من وزير الداخلية».

وأعرب دحلان عن امله في ان يوفق وزير الداخلية الجديد في المواءمة بين مصالح الشعب ورغبات عرفات وبين الالتزامات السياسية.

وقال ان عرفات لديه رؤية خاصة فيما يتعلق بالاصلاح وانه كان في وضع يختار فيه بين اغضاب عرفات او البقاء صامتا في الوضع الراهن.

وأضاف انه لم يلزم الصمت خلال الفترة التي عمل فيها مع عرفات بل تجرأ على ان يقول الحقيقة حتى اذا كانت تغضبه ما دام ذلك في مصلحة الشعب ومصلحة عرفات.

وتابع قوله «سأخدم الشعب الفلسطيني كمواطن او في اي موقع اخر ولكن ليس في السلطة لانني لا اعتقد ان هناك امكانية لوضع خطة شاملة من قبل السلطة الفلسطينية تعالج كافة المستويات الادارية والفنية والحكومية والامنية تتلاءم مع حجم الضغوط والمؤامرة على الشعب الفلسطيني».

واضاف «انا لست من أولئك الذين يستخدمون الاستقالة من اجل جمع النقاط سواء للانتخابات أو لاي عمل اخر.. انا توصلت لقناعة انني لا استطيع ان اخدم في هذه الاجواء ولذلك اعتذرت عن المنصب المقترح علي».

وتابع قوله «انا لن اتراجع عن دعمي للرئيس عرفات ومحبتي.. انه بالنسبة لي اخي وصديقي وزعيم الشعب الفلسطيني وكذلك زعيمي، ولكن هذا لا يعني انني لا اختلف معه في وجهة النظر وتحديدا في الوضع الداخلي الفلسطيني».

وكان دحلان استقال من منصبه كرئيس لجهاز الامن الوقائي في قطاع غزة قبل شهور قليلة مطالبا عرفات بادخال تعديلات في المجالين الامني والاداري.

ويعتقد دحلان ان السلطة الفلسطينية ضيعت وقتا طويلا في عمل هذه الاصلاحات.

وقال «ما زلنا نعيش فترة فراغ منذ ستة اشهر.. لم يتحرك شيء جدي.. أعتقد اننا اضعنا وقتا كثيرا والمسألة لا تحتاج الى كل ذلك.

واضاف «نأمل ان تعرض الحكومة الجديدة على المجلس التشريعي وتحظى بثقته.. اذا تم اجراء هذه التغييرات على المستوى الوزاري وعلى المستوى الأمني.. لكنني في هذا الموضوع بشكل جوهري لست متفائلا».

وتابع قوله: اعتقد ان مصلحة عرفات تكمن في ان يخلق مؤسسة امنية فلسطينية متماسكة وموحدة ولها برنامج عمل وان يخلق اداء حكوميا يتلاءم مع المصالح اليومية للشعب الفلسطيني.. ومن ثم يكون لديه حكومة او مطبخ سياسي يكون منضبطا ومنظما ولديه رؤية وخطة ينفذها في هذه الازمة التي نواجه فيها الولايات المتحدة المتلائمة مع المشروع الاسرائيلي.

وابدى دحلان معارضته لأن يكون هناك لقاء بين اي مسؤول فلسطيني بأي مسؤول تبعثه واشنطن التي تسعى لعزل الرئيس الفلسطيني.

وقال: انا لا اعتقد ان من الحكمة ان يسمح الرئيس عرفات بلقاء أي وفد فلسطيني مع اي وفد اميركي مهما كان شأنه اذا لم يكن هذا الوفد القادم مؤهلا لمقابلة الرئيس عرفات.

واضاف «ما داموا يعلنون موقفا موازيا ومساندا لخطة شارون في عزل الرئيس عرفات عن النشاطات الدبلوماسية التي تقوم بها الولايات المتحدة فيجب ان يقابل موقفهم بموقف فلسطيني مماثل».

وأبدى دحلان تشاؤمه من امكانية التوصل الى سلام حقيقي ما دام شارون رئيسا لحكومة اسرائيل.

واضاف: السؤال الاهم هو هل يريد شارون التهدئة أم لا.. أنا واثق لا.. ولدينا دلالات كثيرة على ذلك بدءا باغتيال الشهيد رائد الكرمي مرورا باغتيال الشيخ صلاح شحادة ووصولا لمجازر خان يونس ورفح.