مقتل ما لا يقل عن 15 إسرائيليا في أول عملية تفجيرية من نوعها منذ شهرين تستهدف حافلة في حيفا

السلطة الفلسطينية تدين الهجوم والحكومة الإسرائيلية تحملها مسؤوليته و«حماس» تشيد به

TT

شهدت اسرائيل امس اول عملية تفجيرية منذ حوالي شهرين من الهدوء، بينما كانت قوات الاحتلال تواصل خلالهما عدوانها على الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير واعتقال. ووقعت العملية في مدينة حيفا واسفرت عن مقتل 15 اسرائيليا على الاقل وجرح العشرات اصابات 11 منهم خطيرة.

ووقعت اخر عملية تفجير في 6 يناير (كانون الثاني) الماضي في تل ابيب، وهي العملية المزدوجة التي نفذها عضوان من كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح واوقعت اكثر من 23 قتيلا وعشرات الجرحى.

وجاءت هذه العملية بعد اقل من 24 ساعة على تصريحات من مسؤولين عسكريين اسرائيليين، اعادوا فيها الفضل في غياب العمليات التفجيرية لاكثر من شهرين، الى الاعمال العدوانية والمجازر المتواصلة التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة التي راح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين في غضون الشهرين الماضيين.

ولم تتلق الاجهزة الامنية الاسرائيلية اي تحذيرات حول احتمال وقوع عمليات تفجيرية في مدينة حيفا، رغم انها رفعت حالة التأهب في منطقة وادي عارة قبل بضعة ايام تحسبا لعملية جديدة.

وعلى الفور حمل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات مسؤولية العملية واتهمهما بعدم القيام «بشيء ضد الارهاب». وقال ديفيد بيكر وهو مسؤول في مكتب شارون لصحيفة «هآرتس» «ان عملية حيفا مثال اخر على السفك الفلسطيني لدم المدنيين الاسرائيليين. لن نتحمل هذا الارهاب وسنواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لاستئصاله».

غير ان الوزير تسيبي لفنة تساءلت «أمس فقط سمعنا المخابرات الاسرائيلية تقول ان عرفات ليس معنيا بتنفيذ عمليات ارهاب ضدنا خصوصا داخل اسرائيل... فلماذا تقولون انه مسؤول؟». فرد عليها وزير الدفاع شاؤول موفاز «انا لا اوافق على تقدير المخابرات».

وقررت وزارة الخارجية الاسرائيلية برئاسة سلفان شالوم، شن حملة اعلامية عالمية ضد السلطة الفلسطينية وعرفات.

وادان ممثل الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن العملية ووصفها بانها «عمل ارهابي بشع لا يخدم اي اهداف سياسية».

وادانت القيادة الفلسطينية العملية وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني لوكالة رويترز «نحن ندين هذه العمليات التي تستهدف المدنيين سواء كانوا اسرائيليين او فلسطينيين». واضاف ان القيادة الفلسطينية ترفض اتهام المسؤولين الاسرائيليين للسلطة الفلسطينية بانها المسؤولة عن العمليات التفجيرية والعنف المتصاعد. وتابع القول «نرفض القاء اللوم علينا واسرائيل ماضية بتصعيدها ضد الفلسطينيين».

لكن عبد العزيز الرنتيسي احد كبار قادة حركة حماس في قطاع غزة اشاد بالعملية مؤكداً «اننا لن نوقف مقاومتنا ولن نتوقف امام عمليات القتل الاسرائيلية اليومية». ووقعت العملية في الساعة 2.17 من بعد ظهر امس في حافلة الركاب رقم 37 التابعة لشركة النقل العمومي «إيغد» التي كانت قد ربحت في فبراير (شباط) الماضي قضية تعويض مالي امام المحاكم الاسرائيلية ضد الرئيس عرفات. وحكم لها بتعويضات تصل الى اكثر من 10 ملايين دولار.

وانفجرت الحافلة التي انطلقت من البلدة التحتا، عند وصولها الى مركز الكرمل في شارع موريا المزدحم الذي لا يبعد سوى بضع مئات من الامتار من مقر اقامة رئيس حزب العمل الإسرائيلي ورئيس بلدية حيفا سابقا، عمرام متسناع. وكانت في طريقها إلى جامعة حيفا.

وتوقع رجال الشرطة الا يقل وزن الحزام الناسف الذي استخدم في العملية، عن 50 كيلوغراما من المتفجرات. اذ ادى الانفجار الى اقتلاع العديد من اشجار النخيل، وترك الحافلة عبارة عن كومة من الحديد المصهور. وقالت مصادر طبية اسرائيلية ان الحافلة تمزقت من شدة الانفجار وتفتت جثث من فيها في كل اتجاه. واضافت انه سيكون من الصعب التعرف الى هويات القتلى في هذه المرحلة.

وضرب رجال الشرطة الاسرائيلية طوقا حول موقع الحادث ونصبوا حواجز عسكرية على كافة مداخل مدينة حيفا تحسبا لوجود مشاركين لمنفذ العملية، التي تأتي في أعقاب سلسلة المجازر التي ارتكبتها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة وكان اخرها فجر الاثنين الماضي في مخيم البريج وسط قطاع غزة التي راح ضحيتها 8 فلسطينيين بينهم امرأة حامل في شهرها التاسع وجرح ما لا يقل عن 40 اخرين.

وقال سائق الحافلة مروان داموني، وهو عربي اصيب بجروح طفيفة، للاذاعة الاسرائيلية ان الانفجار وقع «بينما كنت اوقف الحافلة لانزال بعض الركاب». واضاف «فجأة سمعت انفجارا. حاولت التحرك لارى ان كان هناك جرحى.. لم استطع سماع اي شيء بسبب قوة الانفجار».

ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» في عددها الالكتروني باللغة العربية عن شاهدة عيان تسكن بالقرب من مكان العملية القول «ما زلت ارتجف، الانفجار كان هائلاً، تحطمت كل نوافذ المنزل، وقع الانفجار في محطة للباصات بجانب مركز فيتسو، حافلة الركاب محروقة بالكامل».

وقال مواطن يعمل في دكان لبيع مواد البناء يقع قرب مكان العملية إن الحافلة دمرت بشكل كلي تقريبا «بدأ الجميع بالركض وعليهم آثار دماء هذه إحدى المحطات الرئيسية في منطقة الكرمل.. لقد كان الانفجار فظيعا وأحدث ارتجاجا في المنطقة كلها يبدو أنه وقع عدد كبير من القتلى في العملية».